قال أنور البني رئيس المركز السوري للأبحاث والدراسات القانونية والمحامي الخاص بالمبرمج العالمي باسل خرطبيل “الصفدي” الذي تمت تصفيته في المعتقل عام 2015 إن النظام السوري قتل باسل الصفدي بقرار من المحكمة الميدانية وقَّعه بشار الأسد شخصيًا.
وتحدث البني عن المبرمج الصفدي، وقال إنه كان نابغة في مجال عمله البرمجي، وعملُه حمى مئات الناشطين في الثورة السورية عندما دربهم على الحماية الرقمية وحماية الاتصالات، وطريقة تحميل فيديوهات المظاهرات السلمية في تلك الفترة.
وأضاف البني أن كل الناشطين السوريين الذين بدأوا الثورة السورية يعرفون قيمة ما قدمه باسل لهم، وكذلك النظام السوري يعرف أهمية ما يفعله باسل لذلك أبقاه في السجن مع ناشطين آخرين.
وأشار البني إلى أن “باسل كان العدو الأساسي للنظام السوري”؛ فالنظام بحسب البني يعتبر أمثال باسل هم الأعداء الحقيقيون له، لأن النظام السوري يعرف أن مقتله يكمن في العقول المفكرة الحرة التي تطالب بالتغيير السلمي.
وقال الطبيب السوري بشار فرحات صديق باسل الصفدي في المعتقل إن باسل كان مؤمنًا بالثورة السورية، وكان مصرًّا على خيار السلمية ويدافع عنه، ويعلم أنه يدفع في المعتقل ثمن وقوفه مع الثورة وإيمانه بها.
وأضاف فرحات أن التهمة التي وجهت لباسل هي “التجسس لصالح دول أجنبية”، وبحسب فرحات هذه التهم وغيرها جاهزة يوجهها النظام السوري لأي شخص يعارض سياساته.
وكان النظام السوري قد أعدم المبرمج السوري الفلسطيني باسل خرطبيل، المعروف باسم باسل الصفدي، وذلك بعد أيام من نقله من سجن عدرا في تشرين الأول أكتوبر 2015 بحسب ما أكدته نورا غازي الصفدي عبر صفحتها على “فيسبوك”.
وكانت مخابرات النظام السوري قد اعتقلت باسل عام 2012، لنشاطه الإعلامي المواكب للثورة السورية، ويعد الصفدي من أشهر المبرمجين في سوريا، وكان ناشطًا فاعلًا في مشاريع تطوير موزيلا فايرفوكس وويكيبيديا قبل الثورة.
وقد أنهى النظام السوري حياة أحد المبدعين العالميين، حيث اختارته مجلة فورين بوليسي واحدًا من أفضل 100 مفكر عالمي عام 2012، كما نال في مارس 2013 جائزة مؤشر الرقابة في مجال الحريات الرقمية.
ولا يعد اغتيال الصفدي حالة استثنائية في منطقة شهدت عبر تاريخها اغتيالات لمفكرين عارضوا أنظمة الحكم في بلادهم من سوريا والعراق وتونس ومصر ولبنان، وباقي البلدان العربية.