هل صحيح، كما قال لـ”الشفاف” أعضاء سابقون في المجلس الوطني أن برهان غليون هدد بالإستقالة من المجلس الوطني، أثناء الإنتخابات ما قبل الأخيرة، إذا لم يعاد إنتخابه؟ وهل صحيح أن السيد البيانوني كان موافقاً على انتخاب المناضل جورج صبرة رئيساً للمجلس الوطني ولكن قيادة “الإخوان” الحالية لم “تهضم” فكرة رئيس “مسيحي” للمجلس مع أن رئاسته للمجلس ستشكل “رسالة” مهمة للأقليات وللعالم الخارجي؟ والاهم من ذلك كله: ما هي أهمية المجلس الوطني في الصراع البطولي الذي يخوضه الشعب السوري ضد الطاغية؟
الشفاف
*
وكالة الصحافة الفرنسية- برزت الى الواجهة الخميس مجددا الانقسامات داخل المعارضة السورية مع اعلان رئيس المجلس الوطني برهان غليون انسحابه من رئاسة المجلس فور اختيار خلف له، على خلفية انتقادات لتجديد انتخابه اخيرا، في وقت استمرت العمليات العسكرية في سوريا رغم وقف اطلاق النار.
وقال غليون في بيان “اثارت نتائج انتخابات الرئاسة داخل المجلس الوطني ردود فعل متضاربة وانتقادات مختلفة”، مضيفا “اعلن انسحابي فور وقوع الاختيار على مرشح جديد، بالتوافق او بانتخابات جديدة”.
وقال غليون “انني قبلت الترشح (الاخير) حرصا على التوافق، ولن اقبل ان اكون باي شكل مرشح الانقسام. وانا لست متمسكا بأي منصب”.
وتابع “ساظل اعمل لخدمة الثورة من موقعي كعضو في المجلس، يدا بيد مع الشباب المقاتل، شباب ثورة الكرامة والحرية حتى تحقيق النصر”.
وتنص آلية عمل المجلس على رئاسة دورية مدتها ثلاثة اشهر. واختير غليون رئيسا منذ انشاء المجلس في تشرين الاول/اكتوبر 2011.
واثارت اعادة انتخابه من الامانة العامة للمجلس الوطني خلال اجتماعها الاخير في روما انتقادات داخل بعض اركان المعارضة الذين نددوا بـ”الاستئثار بالقرار” وبعدم احترام التداول الديموقراطي.
وهددت لجان التنسيق المحلية بالانسحاب من المجلس.
وقالت في بيان “نجد في استمرار تدهور أوضاع المجلس دافعا لخطوات (…) قد تبدأ بتجميد (مشاركتنا في المجلس) وتنتهي بالانسحاب في حال لم تتم مراجعة الأخطاء ومعالجة المطالب التي نراها ضرورية لإصلاح المجلس”.
واضافت ان “بعض المتنفذين في المكتب التنفيذي والأمانة العامة يستأثرون بالقرارات وآخرها قرار التمديد لرئاسة الدكتور برهان غليون للدورة الثالثة رغم الفشل الذريع على الصعد السياسية والتنظيمية”.
وفي السياق نفسه، قال ممثل قوى اعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي في المجلس سمير نشار في اتصال مع وكالة فرانس برس ان جماعة الاخوان المسلمين “لا تزال تصر على التمديد للدكتور برهان، وهذا كان مبعث قلق بالنسبة الينا”، معتبرا ان هذه السياسة تندرج في اطار “وضع الاخرين امام سياسة الامر الواقع”.
في هذا الوقت، واصلت القوات النظامية السورية عملياتها العسكرية، فاستمر الخميس القصف على مدينة الرستن في محافظة حمص في وسط البلاد، احد معاقل الجيش الحر.
ودعا المرصد السوري المراقبين الدوليين الموجودين في سوريا الى التوجه الى الرستن التي يعمل النظام على “تدميرها تدريجا”، على حد قوله.
وتحاصر القوات النظامية منذ اشهر هذه المدينة التي حاولت اقتحامها مرات عدة بعد سيطرتها على حي بابا عمرو في مدينة حمص في مطلع اذار/مارس، وكان آخر هذه المحاولات الاثنين عندما دارت اشتباكات عنيفة على مدخل المدينة اسفرت عن مقتل 23 جنديا نظاميا.
في ريف دمشق، نفذت القوات النظامية الخميس حملة مداهمات واعتقالات في بلدتي عربين وكناكر. ووقعت اشتباكات في مدينة القطيفة بعد منتصف الليل بين القوات النظامية وعناصر انشقوا عنها.
واقتحمت القوات النظامية السورية مدينة درعا في جنوب البلاد الخميس وانتشرت في مناطق عدة “في محاولة لكسر الاضراب العام” في المدينة، بحسب المرصد الذي افاد عن سماع “اصوات انفجارات وقصف في المدينة وفي مدينة الحراك في المحافظة نفسها.
في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل عسكري منشق اثر اصابته باطلاق رصاص في مدينة معرة النعمان.
وأسفرت اعمال العنف في سوريا الاربعاء عن مقتل 44 شخصا، بينهم 15 “اعدموا ميدانيا” في حي الشماس على ايدي قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
في موسكو، حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الغرب من تدخلات عسكرية “متسرعة” يمكن ان تحمل متطرفين الى الحكم في دول عدة، في اشارة الى سوريا.
وعلى خلفية الاحداث السورية، شهدت مدينة طرابلس في شمال لبنان جولة جديدة من الاشتباكات الخميس بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية المناهضة للنظام السوري وجبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري.
وتسببت الاشتباكات التي حصدت الاحد والاثنين تسعة قتلى، باصابة احد عشر شخصا بجروح منذ الاربعاء.
سلامة كيلة تعرّض للتعذيب
في عمان، روى المفكر الفلسطيني سلامة الكيلة الخميس تفاصيل عن تعرضه للضرب والتعذيب اثناء اعتقاله في سوريا قبل ابعاده الى الاردن قبل ايام، على خلفية مقالات كتبها ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال سلامة الكيلة (57 عاما) لوكالة فرانس برس “اعتقلت في 23 نيسان/ابريل الماضي ولمدة ثلاثة اسابيع تعرضت خلالها للضرب والاهانة والشتم من الأمن السوري”.
واضاف “ابعدت بشكل مفاجىء الى الاردن صباح الاثنين الماضي على الارجح على خلفية كتابتي مقالات ضد النظام وموقفي من السلطة والثورة، الا ان السلطات لم تذكر سببا مباشرا”.
واشار الكيلة الذي يحمل الجنسية الاردنية، الى انه يتعالج في احد مستشفيات عمان “من آثار كدمات ورضوض تعرضت لها اثر الضرب والتعذيب اثناء اعتقالي في سوريا”.
وقال “كنت اتعرض للضرب المبرح واحيانا اشعر بدوار واسقط ارضا وكانوا يتابعون ضربي وتهديدي”.