(قبل أيام، طلبنا من كاتبة سعودية معروفة أن تعلّق على رواية “بنات الرياض” الرائعة، فكان جوابها أنها لم تُحظَ حتى الآن بواحدة من الروايات “المهرّبة”! أي أن رواية “بنات الرياض” تدخل إلى السعودية مثلما تدخلها الويسكي والمخدرات، بطريق التهريب! مع فارق: “بنات الرياض” ليست ممنوعة، ولكن هيئة الرقابة السعودية “تأخذ وقتها” لإعطاء رأي فيها.. وهذه الملاحظة تستكمل خبر “الوطن” المنشور أدناه. و”الوطن” على حق طبعاً في الدفاع عن حقوق الكاتبة السعودية الجميلة، ولكن فاتها أن تطالب بحق رجاء الصانع (وهو “حق” وليس “مكرمة”) في أن تُباع روايتها في مكتبات بلادها).
*
قررت الروائية السعودية رجاء الصانع ملاحقة بعض المواقع الإلكترونية وبعض الأسماء في الإنترنت قانونياً, وذلك بعد قيام مجموعة من كتاب المنتديات بتوزيع نص روايتها “بنات الرياض” في منتديات الإنترنت وإرسالها من خلال المجموعات البريدية مجاناً ووضعها على الصفحات الأولى لبعض المواقع.
وقام أحد مرتادي شبكة الإنترنت ـ وصف عمله بأنه “فعل خير” ـ بنسخ نص الرواية كاملاً ـ ومن ثم نشره من خلال عدة مواقع, كما تم توزيع الملف المكتوب الذي يحوي نص الرواية كاملاً على عدد كبير من المجموعات البريدية.
وتؤكد رجاء الصانع أن الهدف من الرواية لم يكن ربحياً حتى تتم المنافسة إلكترونياً بتوزيعه من قبل من أسموا أنفسهم بـ” فاعلي الخير”, وقالت لـ”الوطن”: “أستغرب من ظن بعض الناس أن الهدف من الرواية هو الربح والمادة، لو كان كذلك لكان أكثر الرواة ينافسون رجال الأعمال مادياً، أنا قدمت هذا العمل لأحاكي من خلال الأدب هموم مجتمعي كما في الدول المتقدمة، وأستغرب من فاعل الخير الذي خصص جزءاً كبيراً من وقته لنسخ الرواية و توزيعها بالمجان. وعلى حد علمي فإن هذه أول مرة يتم فيها نشر رواية كاملة على الإنترنت ويتم بيعها على هيئة مذكرة جامعية في مراكز التصوير.. لقد قمت برفع شكوى وسأقوم بمتابعتها.. لأن نشر الرواية بهذه الطريقة يسيء لعملي ويشوه الصورة الجميلة التي أحببت أن تصل إلى القارئ. أتمنى من وزارة الثقافة والإعلام ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الالتفات لمثل هذا الموضوع المتعلق بحماية الحقوق الفكرية للكاتب”.
وكانت رواية الصانع قد طبعت ورقياً ضمن مجموعة من الروايات تحت اسم “المجموعة الذهبية” يتم بيعها بأرخص الأثمان في ملازم مكتبية. وتستغرب الصانع من بعض المواقع الثقافية عدم حذف الروابط والمواضيع التي خصصت مساحات لنشر الرواية كاملة دون إذن مؤلفها.
وعلى صعيد آخر,طبعت الروائية الصانع أكثر من (30) ألف نسخة من روايتها و أصدرت طبعتها الثالثة بعد مضي أقل من (4) أشهر على صدور الطبعة الأولى, وحققت الرواية رواجاً جيدا في العالم العربي وأثارت ضجة في الأوساط الثقافية وداخل المجتمع السعودي,إذ عدها البعض خارجة عن الإطار المحافظ المتعارف عليه بين أبناء السعودية.
وكانت الرواية قد باعت أكثر من (20) ألف نسخة خلال الأشهر الماضية, وتم توقيع الطبعة الثالثة من الرواية في بيروت العاصمة اللبنانية في الثالث والعشرين من شهر ديسمبر المنصرم بحضور عدد من المثقفين والسياسيين العرب, في مقدمتهم وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ والسفير السعودي في لبنان الدكتور الشاعر عبدالعزيز خوجة والمذيع اللبناني زاهي وهبي والإعلامي أحمد منصور. وقالت رجاء عن توقيع الطبعة الجديدة: “الحمد لله.. الرواية طبعت ثلاث طبعات خلال ثلاثة أشهر.. لكنني كنت أتمنى أن تكون الصحف السعودية موجودة في المعرض لدعمي وتغطية التوقيع مع الصحف والمجلات الخليجية والعربية التي حرصت على التواجد والتغطية”.
(عضوان الأحمري، “الوطن”)