لا تزال حادثة وفاة البحارين الشابين عمران القلاف ومحمد المغيزل من مدينة سنابس بمحافظة القطيف (شرق السعودية) في ظروف غامضة بمياه الساحل الشرقي لمدينة الدمام – بعد تحلل الجثث بسبب تأخر انتشالها لمدة أيام- تفرض نفسها على الشارع لتشكل حديث الساعة لأهالي المنطقة المفجوعة، مثيرة ردود فعل شعبية قوية، طارحة عددا من التساؤلات حول أسباب الوفاة الحقيقية، بعد تسرب أخبار تشير إلى أن الأسباب تعود إلى تعرض قارب الشابين إلى حادث اصطدام قوي في وسط البحر… أدى إلى سقوط الشابين المصابين بجروح بالغة في المياه، والبقاء لساعات طويلة يصارعان الغرق… ثم الوفاة غرقا.
هناك الكثير من التساؤلات التي يطرحها المتابعون والمهتمون بالحادثة تحتاج إلى إجابات واضحة منها: إن المنطقة التي تم فيها اكتشاف القارب والجثتين وموقع حادث الاصطدام يتوقع أن تكون تحت رقابة دقيقة لأهمية الموقع القريب جدا من ميناء الدمام ومن المناطق الحساسة كأنابيب النفط ومصفاة رأس تنورة.
لماذا لم يتمكن سلاح الحدود من رصد الحادث، وإنقاذ الشابين حيث إن الحادث وقع بالقرب من الساحل، وان الشابين بقيا لساعات طويلة يقاومان الغرق كما ثبت الطبيب الشرعي؟
ما دور برج ميناء الملك عبدالعزيز المسؤول عن مراقبة ورصد الحركة الملاحية… في عدم رصد الحادث مع العلم بان موقع الحادث قريب جدا من البرج؟
لماذا لم يتم استنفار الجهات الأمنية بالطرق السليمة المطلوبة في عملية البحث والتمشيط، ولماذا توقف المسؤلون في سلاح الحدود عن البحث بعد مرور 24 ساعة على الحادثة والانتظار حتى تطفوا الجثث؟
ما الجسم الصلب الذي اصطدم به القارب ومن هي الجهة المسؤولة عنه؟
لماذا لم يتم تشكيل لجنة تحقيق؟
أين الإعلام المحلي من تغطية الحادثة ومتابعتها وإثارتها؟
التفاعل الشعبي
أهالي المنطقة تفاعلوا مع الحادثة المؤلمة بشكل كبير وتجلى ذلك التفاعل بعدما تم العثور على القارب وفيه آثار تدل على وقوع حادث اصطدام مؤسف, وذلك في منطقة نائية على الساحل بدون الشابين… مما أدى إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى لدى أسرة الضحيتين وأهالي المنطقة وتشكيل فريقين للبحث: الفريق الأول في وسط مياه البحر(5 طرادات)، والفريق الآخر على السواحل يتكون من مجموعة من الشباب يمشطون السواحل… واستمر البحث لمدة أسبوع بعد التراخي من قبل سلاح الحدود الذي استنفر في عملية البحث في اليوم الأول بدون أن يحقق أي نتيجة والاستسلام حتى تطفوا الجثث!
في اليوم الثالث من وقوع الحادث وبعد عمل متواصل من قبل الأهالي تم العثور على الجثة الأولى السيد عمران القلاف بالقرب من ساحل احد المناطق السكنية المدفونة حديثا في شرق حي الراكة من قبل احد أقارب الشاب المتوفى, وكانت الجثة متغيرة اللون…، وفي اليوم الثامن من البحث الشعبي تم العثور على الجثة الثانية للشاب محمد المغيزل متعلقة بإحدى الحفارات العملاقة الخاصة بالدفن والردم، والجثة في حالة صعبة جدا.
قمة التفاعل والتعاطف الشعبي مع ذوي الضحيتين تجسد خلال البحث والتشييع المهيب وكثافة عدد المشاركين من جميع الشرائح الاجتماعية، وبمشاركة نسائية ملفتة، والحضور الكثيف في مجالس العزاء من جميع المناطق حيث استمر تقديم واجب العزاء لأكثر من 10 أيام ولازال إلى غاية اليوم.
غياب الإعلام
المثير في الأمر والذي يضع أكثر من تساؤل لدى الشارع السعودي هو غياب الإعلام المحلي بجميع وسائله وبالذات الصحافة في تغطية الحادثة ومتابعة تفاصيلها بالأسلوب المناسب للتحول إلى قضية رأي، ولكي تحرك الجهات المسؤولة بشكل أفضل.. لاسيما إن الإعلام أصبح في الأوان الأخيرة يهتم بتغطية وتضخيم القضايا المحلية التي تهم شؤون وأحوال الناس ومنها الحوادث والقضايا أللأخلاقية وتحويل بعضها إلى قضية رأي.
فلماذا الإعلام (الصحافة) لم يحرك ساكنا ولم يثير قضية اختفاء الشابين ويسلط الضوء على عملية البحث التي استمرت لعدة أيام من قبل الأهالي حتى العثور على الجثتين… والبحث عن الأسباب التي أدت لوفاة الشابين؟
الجسم الخطير
هناك دلالات وشواهد تؤكد بان الحادث وقع بسبب اصطدام قارب الصيد بأحد الأنابيب الممتدة داخل البحر (التي تفتقد لأبسط شروط السلامة والمواصفات العالمية كوجود لوحات إرشادية أو علامات أو أنوار ضوئية) كما صرح عدد من البحارة. حيث عثرت فرق البحث الشعبية (أهالي المنطقة) على جهاز تحديد الجهاتgbs بالإضافة للعثور على قطع للطراد (القارب) ملتصقة بأحد الأنابيب المقابلة للميناء من الجهة الشرقية الجنوبية على مسافة لا تتجاوز كيلو متر.
من المسؤول
هل المسؤولية تقع على الجهات المسؤولة عن الأنبوب أم على الجهات الأمنية أم على الصيادين؟
للإجابة لابد من فتح ملف تحقيق حول الحادثة لمعرفة الأسباب.. هل سيتم ذلك؟!
ali_slman2@yahoo.com