الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و المؤرّخ التركي تانير أكشام أثناء عشاء سنوي للمجلس التنسيقي للمنظمات الأرمنية في فرنسا في باريس في 29 كانون الثاني/يناير 2020
هنّأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء المؤرّخ التركي تانير أكشام، مؤلّف كتاب يُثبت صحة “برقيات” عثمانية أمرت بتنفيذ الإبادة الأرمنية وتعتبرها أنقرة مزيّفة، لـ”فضحه إنكار” السلطات التركية للأمر.
وأثناء عشاء سلّم خلاله المجلس التنسيقي للمنظمات الأرمنية في فرنسا المؤرّخ التركي “ميدالية الشجاعة”، قال ماكرون لأكشام مؤلّف كتاب “أوامر بالقتل”، “لقد فضحتم الإنكار” التركي للإبادة.
ورأى ماكرون أن كتاب أكشام يشكل “إقرارا علميا بنية واضحة في (تفيذ) جريمة منظمة، ما يسمح بالعمل على التاريخ والذاكرة والعدالة”.
وتابع ماكرون “أخرجتم ما أراد البعض إغراقه في النسيان، إنكار التاريخ”معتبراً أن “ذلك حجر أساسي في النقاش السياسي العميق مع القادة الأتراك”.
وقال في إشارة إلى تركيا “لا نبني أي تاريخ كبير على كذبة، أي سياسة على التشكيك وإنكار التاريخ” مندداً بـ”الظلّ الذي تلقيه استراتيجية تهدف إلى توسّع جديد في الشرق الأوسط وإنكار الجرائم والعزم على استعادة قوة الماضي، ماضٍ وليد الخيال إلى حدّ كبير”.
ووفق التقديرات، قُتل ما بين 1,2 مليون و1,5 مليون أرمني أثناء الحرب العالمية الأولى على أيدي قوات السلطنة العثمانية المتحالفة آنذاك مع ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية.
ويسعى الأرمن إلى حمل المجتمع الدولي على الاعتراف بالإبادة، الأمر الذي سبق أن فعلته حوالى ثلاثين دولة بينها فرنسا عام 2001. وعام 2019، كرّس ماكرون يوم 24 نيسان/أبريل مناسبة لإحياء ذكرى “الإبادة الأرمنية” ما أثار غضب الحكومة التركية.
لكن تركيا ترفض استخدام كلمة “إبادة”، متحدثةً عن مجازر متبادلة على خلفية حرب أهلية ومجاعة، ما أدى إلى مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني وتركي.
وخلص عدد كبير من المؤرخين والأكاديميين إلى أن ترحيل الأرمن وذبحهم خلال الحرب العالمية الأولى، يستوفيان التعريف القانوني لكلمة إبادة.