مع العد التنازلي للانتخابات الأمريكية، فجّر الجنرال كولين باول ثلاثة قنابل، لا بد أن يكون لها تأثيرها، لا فقط على المعركة الرئاسية، ولكن أيضاً على مكانة ودور الأمريكيين المسلمين في الحياة الأمريكية العامة.
* ولا بد من التنويه بداية بما يعرفه معظم القرّاء حول العالم، وهو أن أمريكا ما تزال هي القوة الأعظم، رغم وجود قوى أخرى صاعدة في النظام الدولي المعاصر ـ أهمها الصين والهند، واليابان وروسيا، ورغم تخبط السياسة الأمريكية في ظل رئاسة جورج بوش (الابن)، خلال السنوات الثماني الأخيرة.
* وبالتالي، فإن الانتخابات التي تحدد قيادة هذه الدولة، الأقوى في العالم وفي التاريخ تكون شأناً يهم الجميع في خارج أمريكا، بقدر ما يهم الأمريكيين أنفسهم.
* وبهذا المعنى تحولت الانتخابات الأمريكية في الستين عاماً الأخيرة، أي منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى أهم انتخابات في العالم. ويكفي أن نذكّر القرّاء العرب بأن الحركة الصهيونية العالمية كانت من أوائل من تنبّه إلى انتقال مركز القوة من أوروبا إلى أمريكا. من ذلك أن هذه الحركة كانت قد حشدت قوتها وراء القوة الأوروبية الأعظم، وهي بريطانيا، في الحرب العالمية الأولى، حتى فازت بوعد بلفور، الذي مهّد لإنشاء “وطن قومي” (وليس دولة) لليهود في فلسطين، ثم بناء على رؤية ثاقبة، نقلت الحركة الصهوينة نشاطها إلى الولايات المتحدة، تمهيداً للضربة الثانية، وهي الانتقال من مجرد “وطن قومي” إلى “دولة يهودية”. وكان لا بد من دعم أمريكي لتحقيق هذا الهدف. وهو ما كان مع قرار التقسيم (1947)، ثم الاعتراف الأمريكي بإسرائيل بعد ميلادها بثماني دقائق بواسطة الرئيس الأمريكي هاري ترومان (1948). وهو الذي قال قوله المشهور لوزير خارجيته، حينما طلب منه التريّث في الاعتراف حتى لا يستفز العرب، “وكم صوتاً يملك العرب في نيويورك؟”.
* فإذا كان ذلك كذلك. وكان لانتخابات الرئاسة الأمريكية كل هذه الأهمية عالمياً طوال الستين سنة الأخيرة، فما هو االجديد في الأمر هذا العام (2008)؟ الجديد، هو أن هناك مُرشح زنجي، من أصل كيني إفريقي. وهذا يحدث لأول مرة في أكثر من ثلاثمائة سنة ـ اي منذ جلب تجار العبيد الأوروبيين الزنوج من موطنهم الأصلي (إفريقيا) ليعملوا في حقول القطن في الجنوب الأمريكي. ورغم إلغاء العبودية بعد حرب أهلية طاحنة بين الشمال والجنوب (1860-1864)، إلا أن الزنوج الأمريكيين ظلوا يعانون من التفرقة العنصرية لأكثر من قرن آخر، أي إلى أواخر ستينات القرن العشرين. وكان لا بد من حركة اجتماعية أخرى، قادها داعية الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج، حتى يستكمل الزنوج الأمريكيين كل حقوق المواطنة. وفي خضم هذه الحركة، ولد باراك أوباما، لأم أمريكية بيضاء من أصل إيرلندي، وأب أسود، وهو طالب كيني مسلم ذهب إلى الولايات المتحدة في منحة دراسية في أوائل ستينات القرن الماضي.
* ورغم أن الطفل باراك أوباما، تم تعميده بواسطة أمه كمسيحي، بعد أن هجرهم أبوه وعاد وحده إلى كينيا، إلا أن منافسه عن الحزب الجمهوري، السيناتور جون ماكين، ظل هو وأنصاره يشكّكون في درجة أمريكية (ووطنية) باراك أوباما، خاصة أن أمه تزوجت ثانية من مسلم آخر من إندونيسيا، وعاشت معه هي وولدها باراك لعدة سنوات في جاكرتا.
وهنا يأتي كولين باول، القائد الأسبق للقوات المسلحة الأمريكية، وصاحب النصر العسكري الأمريكي الوحيد خلال ستين عاماً، في حرب تحرير الكويت (1991)، ووزير خارجية جورج بوش السابق (2000-2004)، وهو عضو الحزب الجمهوري الأكثر تقديراً واحتراماً. فماذا فعل كولين باول؟
في مقابلة تليفزيونية شهيرة يوم الأحد 13/10/2008، فجّر كولين باول قنبلته الأولى، وهي أنه رغم عضويته في الحزب الجمهوري فإنه يُؤيد مُرشح الحزب الديمقراطي، باراك أوباما، وسيصوّت له. ثم فجّر قنبلته الثانية بنقد لازع لحزبه، الذي لجأ إلى دعايات انتخابية رخيصة، وتنطوي على عنصرية مُبطّنة.
ولكن القنبلة الثالثة والأكثر أهمية لموضوع هذا المقال، فهي تصريح كولين باول، رداً على تشكيك رفاقه في الحزب الجمهوري في وطنية وديانة باراك أوباما، بعبارة استفسارية صارمة، وهي “ماذا لو كان أوباما مسلماً؟ فهل هذا يُعيبه؟ وماذا عن ملايين الأمريكيين من أصول مسلمة؟ إنني أريد ألا يُحرم أي طفل أمريكي مسلم من الحلم أن يكون رئيساً لأمريكا يوماً ما، كما حلم أمريكي كاثوليكي، وكما حلم زنجي أمريكي؟”
لقد نزل هذا التصريح “برداً وسلاماً”، لا فقط على المسلمين ـ الأمريكيين، ولكن أيضاً على الأمريكيين من أصول أسبانية ولاتينية، وأسيوية.
واحتفت أحد أهم صحيفتين أمريكيتين، وهي الواشنطون بوست، بتصريح كولين باول، فخصّصت افتتاحية اليوم التالي لنفس الموضوع تحت عنوان “هذا تصريح يستحق أن يتردد طويلاً”، وشكرت فيها هذا المحارب النبيل الذي جهر بالحق، حينما ظل آخرون صامتون!
إن أوراق اعتماد شخصية بقامة كولين باول لا يختلف عليها اثنان في الولايات المتحدة. وكونه يتجاوز مجرد التأييد لباراك أوباما إلى الحديث عن حق الأجيال الصاعدة من المسلمين الأمريكيين، هو اعتراف ضمني من الرجل بأن ثمة ظلم قد أصاب، لا فقط باراك أوباما، ولكن أيضاً كل المسلمين الأمريكيين، من مجرد إثارة ما إذا كان أوباما “مسلماً” أم لا، أنها إهانة، حيث أن صياغة السؤال بواسطة منافسه من الحزب الجمهوري، جعل الأمر يبدو كما لو أن “إسلام” أوباما تهمة، ينبغي الفرار منها، أو نفيها. وهو ما لا يجوز أن يحدث لأي إنسان. فالدين واللغة ولون البشرة هي من الموروثات، التي لا دخل لأي فرد فيها. ولا ينبغي ـ بالتالي ـ لأي إنسان أن يعتذر عنها، أو يحاول إخفائها أو التستر عليها، كما لو كانت عاهة أبتلي بها الإنسان، “فإذا بُليتهم فاستترو”! ورسالة كولين باول لمسلمي أمريكا، واضحة، هي أن يتمسكوا بهويتهم، وفي نفس الوقت أن يمارسوا كافة حقوقهم، بما في ذلك حق الطموح والحلم لأي طفل مسلم أن يكون رئيساً لأمريكا.
ولم لا؟ لقد جاءت أسرة كولين باول نفسه من أحد جزر الكاريبي، وهو أسمر البشرة… ومع ذلك فقد ارتقى إلى أعلى منصب عسكري في بلاده، وكذلك حدث نفس الشيء مع باراك أوباما، الذي أتى أجداده الأفارقة إلى أمريكا عبيداً. ولكن ها هو يتهيّأ لتقلد أعلى منصب في بلاده، وفي العالم.
إن كولين باول وأوباما، هما نموذجان للحلم الأمريكي في أحسن صوره. ولكنهما أيضاً يدركان تماماً الوجه القبيح للواقع التاريخي والاجتماعي لهذا البلد العجيب. فكل مجموعة بشرية وفدت إلى أمريكا بإرادتها أو قسراً، عانت الأمرين في البداية، سواء من الاستغلال والعبودية (مثلما في حالة الأفارقة) أو من التفرقة والاضطهاد، (كما في حالة اليهود، والمسيحيين الكاثوليك والبوذيين الصينيين، والمسلمين). وفي حالة البعض مثل الأفارقة، فإن هذه المعاناة امتدت لأكثر من ثلاثة قرون. وفي حالة المسيحيين الكاثوليك امتدت لحوالي قرن. وكان انتخاب جون كينيدي رئيساً لأمريكا عام 1960، وهو من أصول كاثوليكية إيرلندية، رمزاً درامياً على نهاية التفرقة ضد الكاثوليك. وسيكون لانتخاب أوباما نفس الرمزية، وهي نهاية معاناة التفرقة العنصرية ضد الأمريكيين ـ الأفارقة. ومغزى تصريح كولين باول، عن إمكانية أن يكون أوباما مسلماًً، هو أنه آن الأوان لكسر هذه الدورة من المعاناة، لكل مجموعة بشرية وافدة، إلى ان تقبل تماماً، ويستطيع أحد أبنائها أو بناتها الترشيح واعتلاء اي منصب في الولايات المتحدة.
وهذا فأل حسن بالنسبة للمسلمين الأمريكيين. لذلك قد قلنا منذ عشرة شهور، على نفس هذه الصفحة، أن مجرد ترشيح باراك أوباما للمنصب الرئاسي هو “ثورة اجتماعية أمريكية”. أما انتخابه فسيكون بمثابة “ثورة عالمية كونية”. فهل نتعلم نحن المصريين والعرب من هذا الدرس، فنكف عن التمييز والتفرقة تجاه غير المسلمين، وتجاه غير السُنة، وتجاه غير العرب ممن يعيشون معنا في نفس الأوطان؟ فاللهم نسأل أن يزيل التعصب من قلوبنا، وأن ينهي التفرقة من سلوكنا ضد الآخر المختلف.
آمين.
semibrahim@gmail.com
ماذا لو كان أوباما مسلماً؟
أوباما ربما قد يكون مسلماً وذلك لـ(كون والده) مسلماً كما ورد في بعض الصحف البريطانية والأمريكية وأيضاً اسم والده (حسين) فربما .. ولكن السيد بوش قد لم يول شخصاً ويدعمه هكذا فهو تلميذ (بوش) المدلل، وساعده الأيمن منذ عام 2001م وبوش لا أعتقد أنه بهذا الغباء وإلى هذه الدرجة.
ولا ما رأيكم ؟!!
شكراً.
عبد العزيز جران ـ اليمن ـ صنعاء
ماذا لو كان أوباما مسلماً؟
Dr. Ibrahim,
That was fantastic observation thank you so much for talking about it, yes Powell reflect what’s right and he did that after a while, even though it’s not popular to say what he said, and this is the way how you know a great man from another which not that great, when he say the right thing when the right thing is not popular and profitable.
ماذا لو كان أوباما مسلماً؟
لا يا سيدي زغلول, يا أخي اسم زغلول اسم كريم ويكفيك سعد باشا زغلول,ثم لست أنا من سماك زغلول, هل تصدق؟ كم أتمنى لو بقيت زغلولا طوال عمري.
أنا نعتك بالسفيه؟ حاشا لله, أنا نعت من يعمم, هل أنت ممن يعمم؟ لا أحسب, وعلى العموم أنا أطلبك الصفح ولو أني ما اسأت,تحياتي.
ماذا لو كان أوباما مسلماً؟
الي السيد عبد الرحمن اللهبي
اذا كنت لم تفهم السطرين اللي كتبتهم فهذا ليس ذنبي لاني لم اتهم احد علي الاطلاق بالكذب انا قلت “اذا” وليس لك الحق في تسفيه رأيي او التهكم علي اسمي ونعتي بالسفيه ولن ارد عليك باسلوبك فقط اقرا ما انا كتبت وحاول تفهم مرة اخري.
ماذا لو كان أوباما مسلماً؟الطير الاسلامي مكسور الاجنحة . أباما لا يريد أن يرتبط أسمة في مرحلة الانتخابات بالإسلام إطلاقا , لأسباب بحثه -انتخابية- بكل تأكيد, خاصة أن أباما زار إسرائيل (حائط المبكى) قبل عدة أشهر من هدى العام , من اجل حصوله على أصوات الناخبين اليهود في أمريكا, هم عددهم و تأثيرهم أقوى-اكبر- بكثير من العرب والمسلمين مع بعضهم في أمريكا , هنا لا يوجد خلاف, أما بعد الانتخابات سوف يكون واضح للجميع أن لا احد يرغب أن ينتمي إلى ديانة سلبياتها أكثر من ايجابياتها. في اغلب البلدان الإسلامية والعربية نلاحظ التالي: انتشار بشكل مستمر, الإرهاب, الفقر , العنف… قراءة المزيد ..
ماذا لو كان أوباما مسلماً؟ زغلول أليس من العيب أيها ألزغلول تصف أمة بكاملها بالكذب أنا لا ادري عن معتقدك وصدقني أنني احترم كل صاحب معتقد مهما كان اعتقاده شريطة أن يكون صادقا مع نفسه أولا, ليس هناك دين أو معتقد مبني على الكذب ولكن هناك أتباع كذابون, هل بعد كذبة السيد بوش وأركان إدارته عن أسلحة الدمار الشامل كذبة؟ هل استطيع أن أقول أن جميع المسيحيين كذابين؟ إن قلتها فأنا كذاب, الست معي يا أيها ألزغلول ان الذي يعمم صفة على من لا يعرف يقال له عند العرب سفيه, هل تدري أن التجار العرب كانوا يرتبطون قي تجارتهم مع… قراءة المزيد ..
ماذا لو كان أوباما مسلماً؟
الرجل يبعد نفسه عن الاسلام، و ينفي و يكرر النفي .. و العرب و المسلمون يخادعون انفسهم و يغالطون .. بل هو منا و فوزه فوزنا .. لكن اين الجديد في ذلك؟!
و هديتي لكم:
http://www.alarabiya.net/articles/2008/06/19/51746.html
ماذا لو كان أوباما مسلماً؟
مقاله عظيمة بحق ، حيث لا تميز ولا تعرف إن الإنسان يختار اللغة والدين ، شيئان ليسا من المورثات كلون البشر ، ولكن ما الغريب ؟؟؟ فهذا تفكير شرق أوسطي محدود الأفق يفكر بعقليه منطقه لا يسمح بتغيير ألدين حيث حرية ألإختيار ممنوعة
ماذا لو كان أوباما مسلماً؟
الشعب الامريكي لا يهمه دين اي مرشح لكن لا يتساهل مع الكذب فماذا لو كان اوباما مسلما؟ الجواب يبقي كذاب وهذا غير مقبول فددعونا نرجوا الا يكون مسلما لانه لو كان مسلما يبقي كذاب.
ماذا لو كان أوباما مسلماً؟ هذه مقالة رائعة من رجل رائع,ذلك هو رأيي ولن يستطيع إنسان مهما بلغ شأنه ان يصادر رأيي, وسموا هذا الرجل بسمات ما استطاعوا توكيدها وناله من الميلين قدح وقرح فما اهتز له طرف ولا ارتعدت له فريصة و لا انكب على الأيدي و الأقدام ينوح نواح المزعزع الثقة , وقف منتصبا وقال ما أراد ولم أجد فيما قال هنة إلا أنه لم يحني هامته لا لصاحب الجاه و لا لطامع في أن يصبح صاحب جاه, قال السجن أحب الي, وكان يوسف عليه السلام قدوته, لقد قال في هذه المقالة كلمة ليتها توقض من يصطاد في… قراءة المزيد ..