ربطت مصادر سياسية في بيروت الخلاف المستجد بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير ماله محمد الصفدي بالمعلومات التي تسربت الى العاصمة اللبنانية عن خلاف بين عائلة ميقاتي وعائلة الأسد على خلفية الاستياء الاسدي من ميقاتي أخوان (طه ونجيب) لاتهام حكومة ميقاتي بتسهيل إستقبال الصحافية الفرنسية إديت بوفييه من بابا عمرو الى لبنان ومنه الى فرنسا، حيث فضحت بوفيه ما جرى من اعمال وحشية في بابا عمرو على يد قوات الاسد.
وأضافت المصادر ان الخلاف ظهر في خ[لال إستقبال الاسد لطه ميقاتي لاقل من ثلاث دقائق وقوفا شتمه خلالها وشتم شقيقه رئيس الحكومة مهددا إياهما->http://www.metransparent.com/spip.php?page=article&id_article=17975&lang=ar
] بالويل والثبور وعظائم الامور ليس شخصيا فقط بل بكل ما يمكن ان تصل اليه عصابات الاجرام الاسدية من عائلات ميقاتي أخوان، الامر الذي دفع بطه ميقاتي الى مغادرة لبنان مع عائلته وتوخي الرئيس نجيب ميقاتي اقصى درجات ضبط النفس والحيطة والحذر.
الخلاف بين الاسد وميقاتي أخوان وصل الى مسامع الوزير الصفدي، الطامح الى تولي منصب رئاسة الحكومة، حيث إعتبر ان في الاخلاف فرصته الذهبية، للحلول مكان ميقاتي في ظل إستمرار إستبعاد تيار المستقبل ورئيسه عن الحكم بقرار سوري بموافقة وتنفيذ حزب الله.
عرض باسيل: ٣٠٠ مليون دولار فوق عرض ميقاتي!!
وتشير المصادر الى ان الصفدي، وهو وزير المال، يدرك تماما حجم الضغوط المالية على الخزينة العامة، ومع ذلك هو أعلن موافقته على خطة إستجرار الطاقة الكهربائية بواسطة البواخر المستأجرة التي عرضها الوزير العوني جبران باسيل، على الرغم من ان تكلفتها على الخزينة تفوق بـ 300 مليون دولار العروض التي وصلت الى الرئيس ميقاتي، ويقال ان من بينها عرضا تقدمت به شركة جنرال موتورز الاميركية لبناء معامل توليد الطاقة بتكلفة موازية لكلفة إستجرار وإستئجار البواخر وفي مهلة زمنية تتراوح بين 12 و18 شهرا، وبقدرة إنتاجية تصل الى 500 ميغاوات.
ولأن الوزير الصفدي، الطامح الى خلافة ميقاتي، يريد ضمان تأييد كتلة عون النيابية لتسميته إذا وقع المحظور وتمت إقالة الحكومة الميقاتية، فهو جاهر بموقفه المؤيد لباسيل، ليضمن من خلفه تأييد عمه، ويصبح عندها تأييد نواب عون مضمونا.
وذكّرت المصادر بمرحلة تشكيل الحكومة الميقاتية، وأثناء المفاوضات التي جرت بين الرئيس المكلف حينها، وقوى 14 آذار لتشكيل إئتلاف حكومي، كاد ميقاتي ينجح في الوصول اليه، ما وضع مخططات حزب الله وسوريا لاستبعاد قوى 14 آذار عن الحكومة على المحك، فما كان من الوزير الصفدي إلا أن زار دمشق سرا، عارضا نفسه لتشكيل الحكومة من اللون الواحد، واستبعاد ميقاتي الذي يسعى الى ضم قوى 14 آذار إلى الحكومة.
وكانت مصادر شمالية تحدثت عن صراع صامت دائر بين ميقاتي والصفدي في مسقط رأسهما طرابلس، مشيرة الى ان أنصار الصفدي يجاهرون بسخطهم من ممارسات اتباع ميقاتي خصوصا جميعة “العزم” التي تسخّر لها الامكانات والخدمات والتقديمات على حساب الوزراء الطرابلسيين الاربعة مجتمعين.