والدي الغالي: منذ لحظة اعتقالك يؤرقني سؤال: كيف ستتسع زنزانتك الصغيرة لأحلام كبيرة بالحرية كالتي تحمل في صدرك؟.. كيف ستتعود أجنحتها على التحليق في بضعة أمتار دون أن ترتطم بالجدران؟.. ولكن،هذا هو قدر الأحرار في بلاد الاستبداد والاستعباد يا أبتي…تضيق بحريتهم بلادهم فتتسع لها زنزاناتهم… أتشرف بكوني ابنك و يشرفني اعتقالك و لنلتق ثانية في بلاد تحترم إنسانيتنا و حريتنا.. ولدكم برهان جبر الشوفي.
وجبر الشوفي عضو الأمانة العامة المنتخبة لإعلان دمشق في انعقاد مجلسه الوطني الأخير1.12.2007، والذي اعتقل بعد انتخابه بأيام قليلة، واستمرت بعده الحملة لتطال تقريبا كل رموز إعلان دمشق، وكان آخرهم الدكتور ياسر العيتي. منهم من يدخل ويخرج ومنهم من دخل ولم يعد حتى اللحظة السيدة فداء حوراني، لا يعفيك أنك كاتب معروف، كعلي العبد الله وأكرم البني الذي تعودت عائلته على وجود أكثر من أخ في السجن، فأخيه أنور البني الناشط الحقوقي المعروف موجود في السجن منذ أكثر من سنة، ولا طبيب معروف ومدرس سابق في جامعة دمشق ومعتقل سابقا في ربيع دمشق لمدة خمس سنوات، كوليد البني، كل هذا لا يهم، المهم أن لعبة السلطة مستمرة، ولن تتوقف، لن تتوقف إلا في حالة واحدة فقط، وهي أن يتبنى إعلان دمشق خيار التصدي للمشروع الأمريكي، كأولوية سياسية. ويرجأ موضوعة الوضع الداخلي السوري إلى ما بعد التصدي للمخططات الأمريكية في المنطقة، ومتابعة دعم المعارضة اللبنانية، من أجل تكريس المشروع الإيراني، بشكل كامل في لبنان وسورية معا.
لم أكن أنوي في الحقيقة الكتابة عن حملة الاعتقالات هذه، لأن الكتابة أعجز من أن تكون طرفا الآن في صراع عار ومكشوف، يخوضه أناس لا يوجد لديهم سوى الكلمة، هنالك في أرض سورية، التي أصبحت مستباحة لكتلتين من الساسة: ساسة السلطة، ومثقفي مناهضة المشروع الأمريكي: يسرحون ويمرحون، يذهبون إلى سورية ويعودون، معززين مكرمين، ثم يكتبون عن أن هذا الاتجاه في إعلان دمشق أخطأ لأنه يراهن على العامل الخارجي! وهم على ما يبدو يراهنون على العامل الداخلي المدعوم إيرانيا، ولمواجهة المشروع الأصولي، المتخيل، في أذهان مثقفين كبار، وصغار.
لم أكن أنوي في الحقيقة الكتابة على حدث بات أقل من عادي! ماذا يعني أن يعتقل بشر ويحرمون من أبنائهم ومن حياتهم العادية؟ يجب أن يلتحقوا بشكل نهائي، إما في السلطة أو في مشروع مناهضة العولمة، ومستتبعاتها الصهيونية العالمية، عندها لن يقترب منهم أحد.
لدينا في سورية أسماء كبيرة في الحقيقة، أدونيس الشاعر العالمي غني عن التعريف، وقامة لا نستطيع مطلقا التطاول عليها، ولكن نوجه لها ملاحظة صغيرة، بعد مقاله الأخير في الحياة الذي يتحدث فيه عن زيارة الزعيم الليبي معمر القذافي إلى فرنسا، ويعيب على الزعيم الليبي، أنه ديكتاتور، ولا ينصب خيمته في مدن ليبيا. وهذا العيب ينسحب أيضا على فرنسا التي استقبلته،مع الفارق بالطبع بين لغة شاعر كبير وبين لغة كاتب مغمور. ربما نسي أدونيس بعد أن أصبح في مصاف العالمية سوريته. ربما في زمن لاحق يكون لحديثنا هذا تتمة! ثم جاءت مقالة الصديق المفكر برهان غليون، حول انتصار التيار الليبرالي داخل إعلان دمشق المتعشق مع العامل الخارجي ومع الرأسمالية المتوحشة والطفيلية، والحملة مستمرة.. ليؤكد أن إعلان دمشق قد خسر حزب الاتحاد الاشتراكي الناصري، وتراجع عن توضيحاته المهمة، حول أن الأولويات هي لمواجهة المشروع الأمريكي. إذن الرأسمالية القادمة هي رأسمالية متوحشة، بينما السلطة رأسمالية إنسانية؟
ليتحمل صديقي برهان نزقي في هذه العجالة التي أردت منها القول: الموضوع يا صديقي ليس ليبرالية أبدا، الموضوع هو ببساطة سلطة وحرية. وسيكون لنا وقفة مطولة مع مقال الدكتور برهان الأخير حول إعلان دمشق وما جرى. المعارضة السورية الآن أصبحت كلها ليبرالية. ومن المعروف فقد استطاعت كوكبة من مثقفينا الكبار والصغار: أن تجعل من التيار الليبرالي كما يسمونه: عميلا لأمريكا! فالبساطة تقتضي أن تعتقل السلطة كل العملاء لأية جهة كانت ماعدا الجهة الإيرانية، التي تدافع الآن عن شرف مدينة القدس. انطلاقا من الفراغ الرئاسي اللبناني. لأن الدفاع عن القدس يقتضي بقاء لبنان دوما على حافة الانفجار، والمنطقة مشتعلة، ومهددة دوما، لكي تستمر الاعتقالات في دمشق..
هل من جدوى لكثرة الكلمات؟
ghassanmussa@gmail.com
* كاتب سوري- سويسرا
ليست ليبرالية، وإنما سلطةاعداء الامة يريدون بقاء النظام المخابراتي السوري لكي يموت الشعب السوري وتتحول المنطقة الى حروب طائفية تدعمها ملالي ايران لاستعمارها ساركوزي واللوبي اليهودي يرى المؤرخ الفرنسي اللامع بنيامين ستورا، أن ما قاله وزير المجاهدين الجزائري محمد شريف عباس، عن ساركوزي، علناً، يقوله الشارع العربي سراً من المغرب إلى مصر، مروراً بباقي الدول العربية. ومعظم المثقفين العرب والمسؤولين السياسيين أيضاً يقولون هذا الكلام، لكن من تحت لتحت على عكس الوزير الجزائري. وقد انفجرت تصريحاته عن علاقة ساركوزي الحميمة باللوبي اليهودي كالقنبلة الموقوتة عشية الزيارة الرسمية التي قام بها هذا الأخير إلى الجزائر. لكن ما هي حقيقة الأمر؟، ينبغي… قراءة المزيد ..