نشرت صحيفة “لوموند” في عددها أمس “التفاصيل الدقيقة” للقاء الذي جمع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس السوري بشار الأسد في 24 نيسان (أبريل) المنصرم قال خلاله الأسد حرفياً إن “عدم الاستقرار الكبير سيتصاعد أكثر في حال أنشئت المحكمة، وخصوصاً إذا أنشئت المحكمة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. هذا، وبكل سهولة يمكن أن يؤدي الى نزاع قد يتحول حرباً أهلية ويتسبب بانقسامات بين السنّة والشيعة من المتوسط الى بحر قزوين(…) ، هذا ستكون له انعكاسات خطيرة تتخطى (حدود) لبنان”.
وفي ما يأتي النص الكامل للحوار كما نشرته “لوموند”:
جرى اللقاء في 24 نيسان (أبريل) الفائت في القصر الرئاسي السوري في دمشق. سيد المكان بشار الأسد هو زعيم منبوذ من المجتمع الدولي.
يؤخذ على شريك طهران في “محور الشر” على ما تحدده واشنطن، تدخله المشؤوم في العراق ولبنان. من كان يطلق عليه “الشبل” نسبة الى “الأسد” حافظ والده، أصبح “الحمل الأسود” للشرق الأوسط. لكنه ذاك اليوم استقبل ضيفاً مرموقاً: الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ممثل جميع الدول التي تقاطعه.
لم يصدر عن لقائهما الذي استمر ساعة وربع ساعة إلا بيانات مختصرة. وصف المسؤولان لقاءهما بـ”الايجابي”. لكن “التفاصيل الدقيقة” لذاك اللقاء التي نقلها أحد موظفي الامم المتحدة وحصلت “لوموند” على نسخة منها تظهر وجهاً آخر للرئيس السوري: واثقاً من نفسه، مدركاً أنه “يلعب في ملعبه”. وقد جعل محدثه يشعر بذلك.
تم التطرق خلال اللقاء الى الوضع في العراق واستمرار أعمال العنف لكن باختصار. احتل لبنان الحيز الأساسي للمحادثات. أبرز بان “الدور المهم” الذي على سوريا ان تضطلع به لإزالة الانقسامات اللبنانية وعلى دمشق ايضاً تشجيع إنشاء المحكمة الخاصة لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري.
أجاب الأسد “في لبنان، الانقسامات والطائفية غائرة منذ أكثر من 300 عام. المجتمع اللبناني هش. لم يعرف الفترة الأكثر سلماً إلا حين كانت القوات السورية موجودة فيه. من العام 1976 حتى العام 2005، كان لبنان مستقراً، بينما يعاني اليوم عدم استقرار كبيراً”.
واضاف ان “عدم الاستقرار الكبير سيتصاعد أكثر في حال أنشئت المحكمة، وخصوصاً اذا أنشئت المحكمة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. هذا، وبكل بسهولة يمكن أن يؤدي الى نزاع قد يتحول حرباً أهلية ويتسبب بانقسامات بين السنّة والشيعة من المتوسط الى بحر قزوين (…) ، هذا ستكون له انعكاسات خطيرة تتخطى (حدود) لبنان”.
وقال الأسد إن “سوريا تلعب في لبنان دوراً بناء خلافاً للولايات المتحدة وفرنسا” التي وصف دورهما بـ”التدميري”.
وتدخل وزير الخارجية السوري وليد المعلم لتوجيه “انتقادات عنيفة”، على ما جاء في التقرير، الى السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان. وقال إن “على فيلتمان أن يترك البلد وأنا على استعداد لأن أدفع له نفقات إجازته في هاواي”.
الأسد أيضا يريد حكومة وحدة وطنية!!
إلا أن بان كي مون دافع عن إقامة علاقات ديبلوماسية بين لبنان وسوريا. رد الأسد بالقول “إن الحكومة اللبنانية الحالية هي غير شرعية. الشعب السوري يكره حركة 14 آذار. لقد حاولت التحدث الى السنيورة، لكن، الآن، هذا مستحيل. غير أنه، وفي حال تشكيل حكومة وحدة وطنية (كما تطالب المعارضة اللبنانية)، فإن سوريا يمكن أن تعيد النظر في هذه المسألة”.
وأثار بان كي مون مخاوفه إزاء السياسة التي تتبعها إيران في ما يتعلق بملفها النووي. ورد الأسد “كشرقي، يجب أن تفهم. إن إيران قوة ويجب الاعتراف بها كقوة. لديها القدرة على تخريب كل الشرق الأوسط وأبعد من ذلك (…). لن يحصل أي تطور في هذا الملف طالما أن الغرب لن يعترف بحق إيران بأن تكون قوة نووية”.
انتهى اللقاء بشكر بان كي مون للرئيس الأسد الذي توجه اليه بالقول “نحن في قلب العاصفة. ستحتاجون للبقاء على الاتصال بنا”.
المستقبل
(النص الأصلي من لوموند على صفحة الشفاف الفرنسية)
“لو موند” تنشر وقائع الحوار بين الرئيس السوري وبان كي مون:
what i read is not enough for not even a ten minutes! where are the rest if you are saying the truth?