يقول النظام السوري وأركانه أن ما يحصل في سوريا هو جراء مؤامرة أميركية. يريدنا أن نصدق ان الوقائع التي ضعضعت النظام هي جراء تحالف بين الولايات المتحدة الأميركية وبين القوى السلفية.
حسناَ، فلنصدق رواية النظام، ولنتناسى الدم المسفوح في درعا وحمص وتلكلخ التي صارت وكأنها تل أبيب. الهواجس الميدانية متروكة لأصحاب الفعل الأمني، وهم كُثُر لدى النظام البعثي.
الأبواق الإعلامية في لبنان والمؤيدة للنظام البعثي كثيرة، وجميعها متأكدة من وجود الحركات السلفية وحراكها الأمني . هذا ليس من شأن اللبنانيين. شؤونهم محصورة في سقوط النظام الليبي الذي آزر إيران وسوريا مديداً. كان العقيد القذافي مساندا أساسياً لمحور الممانعة، من دون أن يأتي أحد على ذكر الامام موسى الصدر. فجأة صار النظام الليبي شيطانياً ويجب العمل على سقوطه.
الممانعون استثاروا غيظاً وغضباً لسقوط نحو 900 قتيل في مصر، إلا أن سقوط نحو 10 آلاف في سوريا لم يعنِهم بشيء. نسبياً القتلى في سوريا هم أضعاف مضاعفة لشهداء مصر.
كل هذا غير ذي أهمية، طالما ان المعركة هي جراء مؤامرة بين “السلفيين” وبين بلاد “العام سام”.
ولنفترض سلفاً ان مجموعة ما، بإسم ما، أعلنت في القريب انها مسؤولة عن محاولة تدمير نظام آل الأسد. فلماذا يهدد اتباع النظام السوري في لبنان بالثبور وعظائم الأمور إذا ما أعلن لبنانيون عن تضامنهم مع الشعب السوري؟
“المتسورنون” لم يستوقفهم تصريح ابن خالة الرئيس السوري رامي مخلوف عن ان استقرار سوريا من استقرار إسرائيل. ولطالما صموا آذان اللبنانيين بالحديث عن ان استقرار لبنان من استقرار سوريا، وان سقوط نظام آل الأسد يعني حرباً أهلية في لبنان.
مفوّهو النظام السوري عندنا لم يشرحوا حتمية انفجار الحرب الأهلية في لبنان متى اهتز النظام السوري. جل ما فعلوه هو الترويج بان ضمانة الأقليات في بلاد الأرز العليل هي استمرارية نظام آل الأسد، علما ان الأقليات في لبنان لم تواجه نكبات وويلات بالقدر الذي واجهته على يد الجيش السوري. ويشهد بذلك المجازر في الضاحية الجنوبية،و”ثكنة فتح الله” والنبطية والاشرفية وزحلة.
العودة إلى الماضي ليست مهمة. المهم هو البحث في ما ينتظرنا في الآتي من الأيام. إنما، وما دام الشعب السوري يُقتل على أيدي الأميركيين بالتعاون مع قوى “14 آذار” وبالتحالف مع إسرائيل التي يقايضها رامي مخلوف، فلماذا يُمنع على اللبنانيين التضامن مع الشعب السوري الذي يتم اصطياده خلال هربه في البراري؟
النظام البعثي الذي نافس “الموساد” في خدمة جهاز المخابرات الاميركية “السي أي إيه” لجهة ملاحقة “السلفيين” وتطويع دول المنطقة لصالح أمن إسرائيل، يقول انه عرضة لمؤامرات أميركية، رافضاً الاعتراف لشعبه بحق التغيير والتطوير. يريد البقاء أكثر من 4 عقود من دون أية مساءلة. وعلى الرغم من ذلك فانه حائر في كيفية تصدير أزمته، وتحميلها إلى اللبنانيين.
حسناً، إذا صدقنا التركيبة: أميركا وإسرائيل والسلفيون وقوى “١٤ آذار” كلها متحالفة لإسقاط “نظام الممانعة”، فما المانع من التكاتف لإدانة أميركا؟
ayman.jezzini@gmail.com
* كاتب لبناني- بيروت
لنتضامن ضد أميركا!
سلميه سلميه بدون نقاط…ااااه..مفهوم مفهوم..هي المساله ليس بالشعارات بل بالافعال..كتبوا سلميه سلميه لكن الافعال كلها قتل وحرق وتخريب مثل افعال الزرقاوي والتنظيمات السلفيه..انشروا تعليقي حيث لم تنشروا تعليقي السابق
لنتضامن ضد أميركا!لا يريدون اي تجمع وخلص مهما كان خوفا من تحوله الا مالا يريدون..فقط هم من يجتمعون ويتضامنون مع نظام الزرافة على طريقة الإيرانية. الغريب ان ايران واذنابها وامريكا واذنابها واسرائيل اتفقوا على حماية نظام الزرافة من السقوط. لماذا؟ لأنه اذا سقط سيأتي نظاما سوريا وطنيا غير طائفي وغير متاجر ببؤس القضايا المعلقة وبالتالي الديمقراطية والوضوح والمكاشفة والشفافية ستضطره الى اشراك شعبه في كل صغيرة وكبيرة من اجل مصالح سوريا فقط بالمقام الأول وهذا حتما يتعارض مع مصالح القوى المذكورة في ظل غياب سياسة الزرافة والمزرعة التي ماكانت تهتم الا ببقاء النظام مسيطرا على العزبة..المشكلة ان ايران وامريكا واسرائيل… قراءة المزيد ..