كان لتنظيم الإخوان المسلمين أجهزته السرية، ومن بينها جهاز لجمع المعلومات الاستخبارية وآخر للاستطلاع وثالث لجلب المراسلات والأموال من الخارج ورابع لشراء السلاح وتخزينه في القاهرة بالإضافة إلى خلايا كيمائية لتصنيع وضخ المواد الناسفة والمواد الحارقة، وأخرى من المهندسين لمعاينة الأماكن التي سيتم نسفها وبيان إمكانية التنفيذ.
وضع التنظيم خططاً لنسف عدد من الكباري والمصانع والقناطر ومحطات الكهرباء ومطار القاهرة ومبنى التلفزيون وبعض مراكز البوليس ومنازل كبار ضباط الأمن والمباحث العامة بقصد إحداث شلل عام في جميع المرافق فيما أعدت خرائط تم ضبطها لهذه المواقع كلها، وتكليفات بحق عدد من دور السينما والمسارح والمتاحف لإحداث ذعر، ثم يتقدم التنظيم بعد ذلك إلى الحكم بغير معارضة.
قال احد قادة التنظيم المتورطين في مؤامرة عام 1965م أمام المحكمة.. “كان الهدف هو إحداث أكبر قدر من الفوضى والذعر، وهذا قد يؤدي إلى سقوط النظام ليقوم محله مجتمع الإسلام.. وكانت هناك أكثر من خطة لاغتيال جمال عبد الناصر واحدة منها أثناء موكبه الرسمي في القاهرة أو في الاسكندرية، وكان هناك من يراقب سير الموكب في أماكن مختلفة.. كما وضعت خطة أخرى لنسف القطار الذي يستقله عبد الناصر في طريقه إلى الاسكندرية للاحتفال بعيد الثورة، وثالثة لاغتياله في شارع الخليفة المأمون وهو في طريقه إلى بيته في منشية البكري بشمال القاهرة.
كانت الخطط معدة أيضاً لاغتيال المشير عامر ونواب رئيس الجمهورية وعدد آخر من المسؤولين.. وعندما بدأ القبض على بعض الخلايا صدرت التعليمات بالإسراع في عملية اغتيال عبد الناصر، ولكنه سافر من الاسكندرية إلى السعودية.. وكلف التنظيم إسماعيل الفيومي من حرس الرئيس ليتولى بنفسه عملية اغتياله عند عودته من جدة إلى مطار القاهرة.. وقد أثبتت صحيفة “الأهرام” بالوثائق في عددها الصادر يوم 10 ديسمبر 1965م صلة حلف بغداد بتوجيه وتمويل النشاط الإرهابي لتنظيم الإخوان المسلمين وكان سعيد رمضان ـ وهو حلقة الوصل بين قيادة التنظيم ومموليه في الخارج ـ قام بتحركات مريبة وتنقل عدة مرات بين بيروت وطهران وبعض العواصم الأوروبية وكان يسافر بجواز سفر دبلوماسي أردني كسفير متجول للمملكة الأردنية الهاشمية.
أخطر ما في الوثائق التي نشرتها صحيفة “الأهرام” أنها أثبتت كيف كانت مخابرات الحلف المركزي تنسق معلوماتها السرية باستمرار وبطريقة منظمة مع المخابرات الإسرائيلية، ومما يلفت النظر أن القيادي الإخواني سعيد رمضان أثار ضجة واسعة في زيارة قام بها لجمهورية سيلان.. وكان مضيفه فيها وزير الإسكان الذي كان قد عاد لتوه من زيارة رسمية لإسرائيل حيث أثار بعض النواب المعارضين لحكومة سيلان آنذاك ـ وبينهم الدكتور بربرا وزير المالية السابق ـ هذا الموضوع وقال أمام البرلمان إن لديه معلومات موثقة تؤكد أن سعيد رمضان يعتمد في تمويله لمركز إسلامي يديره في جنيف على عدد من المصادر، منها مصادر إيرانية وأمريكية تدفع لمركز سعيد رمضان أموالاً سخية تحت حجة “مقاومة الشيوعية”.
عقب كشف مؤامرة 1965م أصدر فضيلة الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر بياناً حول رأي الإسلام في مؤامرات الإخوان قال فيه: “إن منظمات الدمار استطاعت أن تشوه تعاليم الإسلام في إفهام حفنة من الناشئين أن الدعوة للإسلام تتم بالإكراه أو الإرهاب”!
ثم تساءل شيخ الأزهر قائلاً: “كيف يدعي شخص انه يخدم الإسلام ثم يستعين بأعداء الإسلام ضد المسلمين”.؟!
إنجازات إسلامية في عهد عبد الناصر
يورد العديد من الكتاب الاسلاميين الذين أنصفوا الرئيس جمال عبد الناصر طائفة من الإنجازات الإسلامية التي تحققت في مصر أثناء عهد جمال عبد الناصر ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر أن مادة التربية الإسلامية أصبحت لأول مرة في تاريخ مصر الحديث مادة إجبارية في المدارس بينما كانت اختيارية في النظام الملكي ولا يمتحن فيها الطلاب.
وفي عهد عبد الناصر صدر قانون بتحريم القمار ومنعه، وارتفع عدد المساجد الرسمية والأهلية في مصر من 11 ألف مسجد إلى 21 ألف مسجد، بمعنى أن عدد المساجد التي بنيت خلال 18 عاماً أثناء حكم عبد الناصر في مصر تساوي عدد المساجد التي بنيت في تاريخ هذا البلد منذ فتح مصر في عهد عمر بن الخطاب واعتناق المصريين للإسلام.
وصلت الفتاة لأول مرة إلى التعليم الديني في عهد عبد الناصر حيث تم افتتاح معاهد أزهرية للفتيات، وأقيمت مسابقات عديدة في كل المدن لتحفيظ القرآن الكريم، وطبعت ملايين النسخ من القرآن، وأهديت إلى البلاد الإسلامية وأوفدت البعثات للتعريف بالإسلام في كل أفريقيا، كما تمت طباعة كل كتب التراث الإسلامية في مطابع الدولة طبعات شعبية لتكون في متناول الجميع، فيما تم تسجيل المصحف المرتل لأول مرة بأصوات كبار المقريين.
كان جمال عبد الناصر دائم الحرص على أداء الصلاة يومياً مع زملائه وموظفي مكتبه في القيادة، كما كان حريصاً أيضاً على أداء فريضة صلاة الجمعة مع المواطنين، وأنشأ مدينة البحوث الإسلامية على مساحة ثلاثين فداناً تضم طلاباً قادمين من سبعين دولة إسلامية يتعلمون في الأزهر بالمجان ويقيمون فيها إقامة كاملة بالمجان أيضاً، وقد زودت المدينة بكل الإمكانيات الحديثة وقفز عدد الطلاب المسلمين في الأزهر من خارج مصر إلى عشرات الأضعاف، وأقام عبد الناصر جامعة حديثة عملاقة اسماها (الأزهر) التي حافظت على الأزهر القديم، فهل كان عبد الناصر عدو الله والإسلام كما زعم الإخوان المسلمون؟ وهل كان يمثل الثقافة الإسلامية العقيمة كما زعم احد الكتاب المنتمين إلى التنظيم السري للإخوان المسلمين في اليمن، وكأنه أراد القول زوراً وبهتاناً أن الإخوان المسلمين بمنهجهم الظلامي ورصيدهم الإرهابي وأفكارهم المتطرفة وتاريخهم الدموي يمثلون الثقافة الإسلامية الخصبة؟
كان عبد الناصر مسلماً نقي القلب والتصرفات من غير تصنع ولا افتعال أو مظهرية.. وكان متديناً في سلوكه اليومي وحياته الخاصة.. ولم يعرف عنه في حياته العائلية خروج عن الإسلام.
يعرف المصريون جيداً منجزات عبد الناصر وأعماله التي استقرت في ضمائرهم وعاشوها واقعاً ملموساً.. وعلى أساسها واصل بناء مصر الحديثة، مهما حاول الإخوان المسلمون تشويه منجزات مصر عبد الناصر تحت ستار الدين.. ومهما حاول المتاجرون باسم عبد الناصر السكوت أمام هذه الهجمة القذرة التي يتعرض لها القائد الراحل من خلال ممارسة أرخص أنواع النفاق السياسي والتحالفات الانتهازية مع أعدائه التاريخيين الحاقدين.
ويبقى القول إن عبد الناصر عاش من أجل خدمة قضايا وطنه وشعبه وأمته، وكان مع الدين في حياته الخاصة والعامة.. وضد كل ما يعادي الدين استغلالاً ونفاقاً وكذباً وقتلاً وإجراماً.
حاربوا عبد الناصر لأنّه لم يكن يجهل تاريخهم ومناوراتهم
في ذروة الصراع بين حزب الوفد والقصر الملكي ومن خلفه السفارة البريطانية هتف الإخوان في مظاهرة معادية لحزب الوفد: “الله مع الملك”
فأطل عليهم الملك من شرفة القصر ورد عليهم مجيباً: “نعم.. الله معنا”!!!
كان جمال عبد الناصر يحتفظ بالصحف والمجلات والمطبوعات الحصرية التي كانت تصدر في مصر قبل الثورة على القصر الملكي لأنّها مرآة حية لأي باحث في مسار الحياة السياسية..
وكان عبد الناصر يعطي اهتماماً خاصاً لتوثيق المجلات والمطبوعات الصادرة عن الإخوان المسلمين، وخصوصاً الموضوعات المنشورة فيها والتي تسلط الضوء على عَلاقة الإخوان بالقصر الملكي الذي كان رمزاً للفساد والحكم العميل للاستعمار. تقتبس لنا الباحثة د . كاريمان إبراهيم المغربي في كتابها “الإخوان المسلمون من حسن البنا إلى سيد قطب” ما يثير الدهشة من كتابات للشيخ حسن البنا اكتست بالتملق والرياء وما هو أكثر من ذلك، ففي جريدة “الأخوان المسلمون” نقرأ: “يقولون إنّ الناس على دين ملوكهم ونحمد الله ونشكر فضله على أنّ رب البيت يضرب المثل الأعلى في سمو النفس وعلو الهمة” ثم نقرأ أيضاً “يا أيّها الوزراء والعظماء هلموا إلى المثل الأعلى صاحب الجلالة فاروق الأول، وما دام الناس على دين ملوكهم فإنّ الوطن يرجو أن يتم له على أيدي الوزراء والعظماء كل خير” “ص 28”.
وتعلق الباحثة كاريمان المغربي: “كان تأييد الإخوان للقصر كسباً كبيراً له، حيث أنّ البنا هاجم الحزبية لحساب القصر واعتبرها منافسة غير شرعية لولاية ولي الأمر، ودعا إلى الغاء الأحزاب لآن الإسلام لا يعرف غير حزبين احدهما حزب الله ممثلاً بولي الأمر وطاعته واجبه، والثاني حزب الشيطان والجهاد ضده وضد من والاه واجب وأصل معلوم من أصول الدين، وأخذ حسن البنا يعمل في تعزيز سلطان الملك، محاولاً أن يمنحه ما ظل القصر مفتقداً إياه طوال حياته من تأييد جماهيري” “ص 81”.
وإذ اصطدم الوفد مع الملك خرج الإخوان في مظاهرة صاخبة أحاطت بقصر عابدين هاتفة “الله مع الملك” وخرج الملك لتحية المظاهرة ست مرات من شرفة قصره قائلاً : “نعم الله معنا” (نقلاً عن الأهرام 22/12/1937م)،وتعتبر الجماعة الملك فاروق أنّه: “الأسوة الحسنة والمثل الأعلى لأمته” “الإخوان المسلمون 16/6/1936م”.
ثم يوجه البنا حديثه للملك قائلاً : “إنّ شعبك الذي عرفك مؤمناً صالحاً تقياً ووثق بك مجاهداً، وأنّ هذا الشباب الذي ناديته فلبى، وهبت به فأستعد، ليعلن بهذه المناسبة السعيدة عظيم إخلاصه وولائه للعرش المفدى، وقد عرف فيك شعبك المنقذ له، والحارس لدينه، والساهر على رعاية مصالحه والداعي إلى الخير والفضيلة فيه بالقول والعمل، فأحبك وأخلص لعرشك من قرارة نفسه، وعقد على عهدك الرجاء، وكنت عنده رمز الأمل” ( النذير 8 محرم 1358هـ من مقال لحسن البنا بعنوان : “ملك يدعو شعباً فيجيب” إلى جلالة الملك الصالح فاروق الأول).
أما نهاية هذا التملق فهي معروفة فقد دفع البنا ثمناً باهظاً تمثل في حل الجماعة وإنهاء حياته هو، ومع ذلك ظل الإخوان يراهنون على الملك. وتكثر الروايات عن سر اختيار المستشار الهضيبي خلفاً للبنا ويردد كثيرون حتى من الإخوان أنفسهم أنّ أصبع القصر كانت كامنة خلف هذا الاختيار. والحقيقة أنّ الشيخ حسن البنا استمد كل قدراته على المناورة من هذه العَلاقة التي جعلت القصر الملكي يوفر له دعما ً دعماً سياسياغير محدود ، ثم انتهت هذه العلاقة ــ كما هو معروف للجميع ــ إلى محنة سياسية قلسية عصفت بكيان الجماعة، وانتهت بمؤسسها وإمامها ومرشدها إلى الاغتيال بعد أن اكتشف القصر الملكي ان الاخوان المسلمين حاولوا التلاعب به فتلاعب بهم.
على أثر إغتيال حسن البنا، و أيام من اختياره مرشداً توجه الهضيبي إلى قصر عابدين ومعه رتل من قادة الجماعة ليسجلوا في سجل التشريفات ولاءهم لقاتل إمامهم ومرشدهم.
وبعدها بأيام أخرى، استقل الهضيبي واحدة من عربات القصر الملكي ليقوم بزيارة وصفها بأنّها “زيارة كريمة لملك كريم” ثم قام الهضيبي بزيارة أخرى في نوفمبر 1951م، أي في أوج التهاب المشاعر المصرية ضد الملك وفساده وضد الاحتلال، ومع ارتفاع موجة الكفاح المسلح في القتال.
في عددها الصادر يوم 27 اكتوبر1951 كتبت مجلة ( النداء ) المقربة من الاخوان المسلمين ان المرشد العام للأخوان دعا شباب الإخوان قائلا ً : ” اعكفوا على قراءة القرآن” مؤكا ً أنّ الإخوان لا يشاركون في معركة القتال، وأنّ من ذهب منهم فقد ذهب بصفته الشخصية.
وفي 16 يناير 1952م وبرغم تصاعد الغضب الشعبي ضد الملك وضد الاحتلال توجه المستشار الهضيبي إلى قصر عابدين مهنئًا بمولد ولي العهد، وفي الطريق إلى القصر كانت المظاهرات صاخبة ضد تعيين الملك لحافظ باشا عفيفي رئيساً للديوان.
وقد هنأ المستشار الهضيبي القصر بتعيين حافظ عفيفي وهنأ عفيفي بموقعه السامي بينما كانت مجلة “الدعوة” التي يشرف عليها صالح عشماوي “الذي نافس الهضيبي منافسة ضارية على موقع المرشد العام” تهاجم تعيين حافظ عفيفي. فأسرع الهضيبي من أجل عيون القصر إلى إصدار تصريح رسمي نشرته مجلة (النداء) المحسوبة على الاخوان المسلمين في تاريخ 2 فبراير 1952 يقول: “إنّ مجلة الدعوة لا تعبر عن وجهة نظر الإخوان الرسمية”. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها المرشد العام للجماعة عن وجود خلافات داخل الجماعة.
والثابت من الوقائع المنشورة والموثقة في أدبيات الإخوان المسلمين أن المرشد العام حسن الهضيبي كان مصمما ً على مواصلة سياسة التملق للملك والخضوع له، فعندما اشتعلت المظاهرات الطلابية ضد الملك فاروق وفساد حكمه وفساد أسرته توجه الهضيبي إلى قصر عابدين مرة أخرى في 25 مايو 1952م ليسجل اسمه في دفتر التشريفات معرباً عن ولائه للملك ومستنكراً هذه المظاهرات “ص 132”.
نص خطاب الرئيس جمال عبد الناصر
قبل وأثناء محاولة اغتياله على يد (المجاهد الإخواني) محمود عبد اللطيف فى ميدان المنشية بالإسكندرية بمناسبة عيد الجلاء صباح الأربعاء 27 أكتوبر1954م تنفيذاً لتكليف من الجهاز الخاص لتنظيم الإخوان المسلمين
أيها المواطنون:
يا أهل الإسكندرية الأمجاد.. أحب أن أقول لكم ونحن نحتفل اليوم بعيد الجلاء.. بعيد الحرية.. بعيد الاستقلال، أحب أن أقول لكم – أيها الإخوان – أحب أن أتكلم معكم عن الماضى وعن كفاح الماضى.. أحب أن أعود إلى الماضى البعيد.
أيها المواطنون:
أحب أن أتكلم معكم كلاماً هادئاً، (ثم يوجه كلامه بحدة إلى الذين يهتفون قائلاً باستنكار) كفانا هتافاً – أيها الإخوان – فقد هتفنا فى الماضى فماذا كانت النتيجة؟ هل سنعود إلى التراقص مرة أخرى وإلى التهليل؟! هل سنعود إلى التهريج؟! إنى لا أريد منكم أن تقرنوا اسم جمال بهذه الطريقة، إننا إذا كنا نتكلم معكم اليوم فإنما نتكلم لنسير إلى الأمام بجد وبعزم، لا بتهريج ولا بهتاف، ولا يريد جمال مطلقاً أن تهتفوا باسمه، إننا نريد أن نعمل لنبنى هذا الوطن بناءً حراً سليماً أبياً، ولم يبن هذا الوطن فى الماضى بالهتاف، وإن الهتاف لجمال لن يبنى هذا الوطن، ولكنا – يا إخوانى- سنتقدم وسنعمل.. سنعمل للمبادئ.. وسنعمل للمبادئ، وسنعمل للمثل العليا؛ بهذا سنبنى هذا الوطن، وأرجوكم أن تصغوا إلى.
وأنا إذا كنت أتكلم معكم اليوم فى الاحتفال بهذه الاتفاقية، وفى الاحتفال بهذا الجلاء، وفى الاحتفال بهذه الحرية؛ فإنما أريد أن أذكركم بالماضى وبكفاح الماضى.. بكفاحكم أنتم وبكفاح آبائكم وبكفاح أجدادكم، أريد أن أقول لكم لقد بدأت كفاحى وأنا شاب صغير، من هذا الميدان، ففى سنة 30 .. في سنة 1930 رجت وأنا شاب صغير بين أبناء الإسكندرية أنادى بالحرية وأنادى بالكرامة لأول مرة فى حياتى، وكان هذا – يا إخوانى – أول ما بدأت الكفاح من هذا الميدان.
وأنا إذ أتواجد بينكم اليوم لا أستطيع أن أعبر عن سعادتى، ولا أستطيع أن أعبر عن شكرى لله حينما أتواجد فى هذا الميدان وأحتفل معكم أنتم يا أبناء الإسكندرية، يا من كافحتم فى الماضى، ويا من كافح آباؤكم، ويا من كافح أجدادكم، ويا من استشهد إخوان لكم فى الماضى، ويا من استشهد آباؤكم. أحتفل معكم اليوم بعيد الجلاء وبعيد الحرية، بعيد العزة وبعيد الكرامة.
(سُمع صوت تصفيق من الجماهير، ثم دوت ثمانى رصاصات متتالية تجاه الرئيس، وبعد فترة من الفوضى يجىء صوت الرئيس: يوجه خطابه للجماهير قائلاً:)
فليبقَ كلٌّ فى مكانه..
أيها الرجال:
فليبقَ كلٌ فى مكانه..
أيها الرجال:
فليبقَ كلٌ فى مكانه..
أيها الأحرار:
فليبقَ كلٌ فى مكانه..
دمي فداء لكم.. حياتى فداء لكم..
دمي فداء مصر.. حياتى فداء مصر.
أيها الرجال.. أيها الأحرار.. أيها الرجال.. أيها الأحرار:
دمي فداء لكم.. حياتى فداء مصر.. هذا جمال عبد الناصر يتكلم إليكم – بعون الله – بعد أن حاول المغرضون أن يعتدوا عليه وعلى حياته.. حياتى فداء لكم، ودمى فداء لكم.
أنا جمال عبد الناصر.. منكم ولكم.. دمى منكم ودمى لكم، وسأعيش حتى أموت مكافحاً فى سبيلكم وعاملاً من أجلكم.. من أجل حريتكم.. ومن أجل كرامتكم.. ومن أجل عزتكم.
أيها الأحرار.. أيها الرجال.. أيها الأحرار:
( يوجه كلمة “اوعى” لأحد زملائه الذين يحاولون منعه من الاستمرار فى الحديث حرصاً عليه ثم يواصل:)
أيها الرجال .. أيها الأحرار:
( ثم يقول لزملائه “سيبونى”).
أيها الرجال:
فليقتلونى.. فليقتلونى.. فقد وضعت فيكم العزة.. فليقتلونى.. فقد وضعت فيكم الكرامة.. فليقتلونى.. فقد أنبت فى هذا الوطن الحرية والعزة والكرامة من أجل مصر ومن أجل حرية مصر؛ من أجلكم ومن أجل أبنائكم ومن أجل أحفادكم.
يا أهل مصر.. يا أبناء مصر قمت من أجلكم .. وسأموت فى سبيلكم .. فى سبيل حريتكم، وفى سبيل عزتكم، وفى سبيل كرامتكم.
يا أهل مصر.. أيها الأعزاء.. أيها الكرماء:
أنا فداء لكم، وسأموت من أجلكم.. سأموت من أجلكم.. سأموت من أجلكم.
( يسمع صخب هادر.. الجماهير تريد أن تطمئن على الرئيس فيخرج إليها ويستكمل حديثه إليهم قائلاً:)
أيها المواطنون:
إذا مات جمال عبد الناصر فأنا الآن أموت وأنا مطمئن؛ فكلكم جمال عبد الناصر.. كلكم جمال عبد الناصر.. كلكم جمال عبد الناصر؛ تدافعون عن العزة، وتدافعون عن الحرية، وتدافعون عن الكرامة.
والسلام عليكم ورحمة الله.
ahmedalhobishi@gmail.com
* أحمد الحبيشي هو رئيس تحرير جريدة 14 أكتوبر الصادرة في عدن
لماذا يكره الاخوان المسلمون جمال عبد الناصر؟ (3)
لقد عاشرت العديد من شخصيات الاخوان ومن خلالها اكتشفت العديد من الصفات التى كرهتها فكان كلامهم لايتفق مع افعالهم وينصب كل اهتمامهم بالا شخاص على جذبه لهم وضمه الى الجماعه ويريدون الوصول الى الحكم ليثبتو انهم الطرف الاقوى فلا استغرب منهم اى تصرف يمكن وصفه بالغدر او الخيانه فبعد ان كانت علاقتى بهم كلها حب وصداقه كانت فى نظرى ليس لها مثيل الا ان هذا الاهتمام كله زال بمجرد اعتراضى على الانضمام اليهم فالالتزام غير مشروط بالانضمام الى اى جماعه دينيه
يا احمد هل انت من المريخ ؟ من يقرا مقال السيد احمد تختلط عليه المشاعر فلا يدري ايحب الاخوان ام يبغضهم .. فعندهم من اصناف الاجهزة التي ربما تعجر المخابرات الامريكية والبريطانية عن تامينها بمصرذلك الوقت ونسي السيد احمد ان الاخوان هم اصلا من غلابة الشعب المصري المتدين والمتعلم ولم ينزلوا من المريخ الى مصر بمركبة فضائية .. احترم عقولنا يا سيد احمد لاننا نعرف الاخوان وعن قرب نعم كان الاخوان خصوم عبد الناصر .. وخسر الاخوان المعركة معه ودخلوا السجون .. ولكنهم كانوا دائما من اهل البلد .. ومن فقرائها اكلوا الفول والطعمية .. ومات معظمهم وهم تحت خط… قراءة المزيد ..
لماذا يكره الاخوان المسلمون جمال عبد الناصر؟ (3)نتيجة عدم تطبيق العدل والديمقراطية واحترام الانسان اي ظلم الانسان لاخيه الانسان. فنرى القابلية للاستعمار من ذل وفقر وخوف وهوان وايمان بالعنف والمليشيات الطائفية ومافيات مخابراتية ونظم الشمولية او حزب القائد قاد الشعب السوري والمنطقة الى الدمار والذل والفقر. يقول الله عز وجل: لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما. نعم جيلنا الذي عاش الثورات،… قراءة المزيد ..
لماذا يكره الاخوان المسلمون جمال عبد الناصر؟ (3)
لقد طبق الله على هذه الامة الذل وافقر والخوف نتيجة عدم تطبيق العدل والديمقراطية واحترام الانسان. لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا. ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما. . جيلنا الذي عاش الثورات، بدءاً من عبد الناصر والبعث، لم يزدد إلا ضلالاً وجهالة وسخفاً وتخلفاً…وفقرا وتهجيرا ثم استعمارا
لماذا يكره الاخوان المسلمون جمال عبد الناصر؟ (3)الإمام الجديد لليمن. (( سياسة التملق للملك والخضوع له, فعندما اشتعلت المظاهرات الطلابية ضد الملك فاروق وفساد حكمه وفساد أسرته ((يوجد كثير من وجه التشابه بين تلك الإحداث السياسية في مصر قبل الثورة المصرية 1953 واليوم في اليمن مند المظاهرات التي بدأت في 7 يوليو 2007 – الملك فاروق وحاشية إخوان المسلمين = في اليمن على مر 30 عام الإمام الجديد لليمن “علي عبداللة صالح ” وحاشيته , وإخوان المسلمين – هم إخوانكم السياسيين بلا شك- والإرهابيين مثل –(( كارلوس الإرهابي يقضي أجلة في السجون الفرنسية تزوج من أسرة على عبد الله صالح… قراءة المزيد ..