لماذا لن اذهب الى بيروت: لن يتعافى لبنان دون التخلّص من الجسم الغريب على أرضه!

0

هذه “الهدية” من الكاتب المغربي “الطاهر بن جلّون” للمؤتمر الثاني لـ”المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان”، عشية انعقاده في “فندق الغبريال” بالأشرفية غداً الثلاثاء.  “بن جلون” يقول (لبعض اللبنانيين) أن لبنان لن يتعافى طالما ظلّ على أرضه جسم غريب إسمه حزب الله”!

*

أحب لبنان، البلد الجريح، المدمّى،المنهوب، والمُلقى في قفرٍ موحش. لكن، طالما أنه لا يملك القوة، والوسائل والرجال، للتخلص من جسم غريب على أرضه، إسمه حزب الله، فلن يتمكن من التعافي!

 

 

كان مفترضاً أن أكون هذاالإثنين في بيروت مع “أكاديمية غونكور” بأكملها لمساندة الشعب اللبناني وللمشاركة في معرض الكتاب.

كان مفترضاً أيضاً أن تعقد الأكاديمية اجتماعها لوضع قائمة الروايات التي تم اختيارها لجائزة “غونكور” وإعلانها غداً من العاصمة اللبنانية.

والحال، فإن وزير الثقافة في الحكومة الحالية، محمد مرتضى، المقرب من حركة أمل الشيعية،التي ترتمي في حضن حزب الله، وهو حزب وجيش مقره في لبنان ومموّل من إيران، أصدر بيانًا صحفيًا قال فيه أنه لا يرحّب بنا!

وقد اتهم بعض أعضاء “أكاديمية غونكور”، دون أن يسميهم ، بـ”اعتناق المشاريع الصهيونية، في الصحافة، وفي السياسة”. مضيفاً أنه “لن يسمح للصهاينة أن يأتوا بيننا وينشرون سم الصهيونية في لبنان”.

كان من الممكن أن نتعامل مع هذا النوع من الاتهامات بازدراء. لكننا في بلد تسوده فوضى كبيرة، ويفتقد إلى الأمن، تم فيه اغتيال كتاب وصحفيين، ناهيك عن اغتيال رئيس جمهورية في وضح النهار.

وللتذكير، قُتِلَ ثلاثة كتاب وصحفيين مهمّين، قُتلوا بدمٍ بارد في السنوات الأخيرة: سمير قصير، وحسن حمدان، ولقمان سليم.

كان سمير صديقي. كان يحمل جنسيتين، ويعيش بين فرنسا ولبنان.

كان سمير نقدياً. كان يأخذ دور الكاتب على محمل الجد. كشاهدٍ، وكمواطنٍ معني. لقد كان عبارة عن ذكاءً رائع، ماكر، مثقف، وكريم. كان لا يزال شاباً. كان قد تزوج للتو. مات اغتيالاً.

أحب لبنان، البلد الجريح، المدمّى،المنهوب، والمُلقى في قفرٍ موحش. لكن، طالما أنه لا يملك القوة، والوسائل والرجال، للتخلص من جسم غريب على أرضه، إسمه حزب الله، فلن يتمكن من التعافي!

لقد  قرر رئيس الأكاديمية وأمينها العام، وكذلك بول كونستان، الإلتزام بهذا اللقاء مع طلاب وكتاب لبنان.

لماذا رفضت الذهاب الى بيروت؟ على حد علمي، أنا لست صهيونيًا، أبداً. لكن دعمي لاتفاقات إبراهيم التي اعترفت بمغربية الصحراء وأقرّت إقامة علاقات مع إسرائيل يجعلني صهيونيًا!

من المؤكد أن الوزير اللبناني كان يستهدف “بيار أسولين” وباسكال بروكنير” ، اللذين طالما دافعا عن دولة إسرائيل. في ما يتعلق بي، لا يمكن لمواقفي السياسية أن ترضي هذا الرجل الدمية في يد السلطة الإيرانية.

كانت إيران دائماً دولة معادية لبلدي.

لقد ذكرت وسائل الإعلام هذه الفضيحة المصغرة. وحاول كتّاب ومنظمو “معرض بيروت للكتاب” طمأنتنا على سلامتنا هناك. لكن كيف تذهب إلى دار شخص يقول لوجهك: لا نريدك هنا؟

من المسلم به أن هذا الوزير، المأجور من حزب الله ، يمثل نفسه فقط. ولكن كيف يمكنك التأكد من أن رجلا مجنونا آخر لن يستيقظ في الصباح ليرتكب مجزرة في عاصمة يفوق وضعها قدرات الشرطة ولا يوجد بها أمان لأيٍ كان؟

إن “أكاديمية غونكور” رمز. رمز للصرامة والنزاهة. رمز لفرنسا مثقفة مفتوحة على بقية العالم. وهي تمنح أرقى جائزة أدبية في أوروبا. إن جائزة غونكور اليوم تعادل جائزة نوبل على مستوى اللغة الفرنسية في العالم.

لهذا ألغيت رحلة ستة أعضاء من هيئة المحلفين إلى بيروت.

كان بإمكان “أكاديمية غونكور” أن تقرر عدم الذهاب إلى لبنان. لكننا نعمل بشكل ديمقراطي. وقد ألحّ الرئيس والأمين العام على الحضور كطريقة لإبلاغ الوزير بأننا “لا نأخذ في الاعتبار” تصريحاته العدوانية. لقد اتخذ الجميع قرارهم بالذهاب أو عدم الذهاب بحرية.

الأدب، الأدب الجيد، سيكون في صالون بيروت. ومن هناك، سعلن “أكاديمية غونكور” قائمة المرشحين الأربعة النهائيين، وستلتقي الطلاب المشاركين في “خيارات غونكور الشرق” Choix Goncourt de l’Orient، الذي يضم عشر جامعات في العالم العربي.

ترجمة بيار عقل

 

إقرأ أيضاً:

Pourquoi je ne vais pas à Beyrouth

(نُشِر هذا المقال على “الشفاف”، لأول مرة، في 2 نوفمبر 2022)

Leave a Reply

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
Share.

Discover more from Middle East Transparent

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading