مصادر مقربة من الحرس الثوري الإيراني ذكرت أن المرشد الاعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي أصدر أوامره للحرس الثوري بإرسال قوات عسكرية من قوات القدس إلى سوريا لمساعدة النظام السوري في قمع الانتفاضة الشعبية. وقالت المصادر لوكالة (إيران بريفينك) أن وحدة عسكرية تضم نخبة من الخبراء والتقنيين عالي المستوى من قوات القدس التابعة للحرس الثوري بقيادة “إبراهيم مقدم” توجهت إلى سورية بتعليمات من المرشد علي خامنئي نفسه.. وتأتي أوامر المرشد هذه متناغمة مع الفتوى التي أصدرها قبل الأيام القليلة الماضية وصف فيها المتظاهرين في سوريا بأنهم أعداء لله ورسوله!.. في وقت لم نسمع فيه من سماحته أية فتوى أو تصريح بخصوص الاحتلال الأمريكي للعراق كما لم نقرأ عنه أية دعوة للمقاومة أو الممانعة ضد الشيطان الأكبر هناك !
وتجدر الإشارة إلى أن إبراهيم مقدم هو أحد الأعضاء البارزين في الحرس الثوري الإيراني وكان قد لعب دور الوسيط بين الحرس الثوري وحزب الله في لبنان.. ويذكر أن الحرس الثوري الإيراني لديه حالياً عدة فروع في سورية وهي تتواجد في معظم المدن السورية تقريبا مثل دمشق، بانياس واللاذقية .
كما وأشارت بعض المصادر الصحفية إلى أن قوات من فيلق بدر العراقية قد دخلت سوريا عن طريق الحدود البرية مع العراق، فيما تم استبدال طاقم الجمارك العامل هناك كإجراء احترازي يهدف الحفاظ على سرية العملية. وذكرت المصادر نفسها أن مهمة هذه القوات ستتركز في مناطق الجزيرة حيث القبائل السورية والأكراد ووسط سوريا الذي يشمل كذلك محافظات حماة وحمص.. فيما ستتولى قوات الحرس الثوري الايرانية مهام الدعم والإسناد في مناطق العاصمة والجنوب السوري. وقد صدرت أوامر صارمة للإيرانيين بعدم ارتداء الزي الشيعي من جبب وعمائم سوداء في منطقة الست زينب وجوارها في دمشق !..
وفي خطوة أخرى متماهية مع السياق نفسه قامت وحدات من الجيش اللبناني بالانسحاب من مناطق الشمال اللبناني واقليم عكار لحساب ميليشيات الحزب القومي السوري والشبيحة القادمون من جبل محسنّ.. هذه المليشيات ما فتأت دورياتها تجوب المنطقة ليلا ونهارا منذ اندلعت المظاهرات المناوئة للنظام قبل شهرين لمنع أي تسلل أو نشاط على الشريط الحدودي .. وقد أبدت شخصيات رفيعة المستوى من شمال لبنان واقليم عكار مخاوفها من إشعال فتيل الفتنة في اقليم عكار الذي بات يرقد على برميل من البارود بعد أحداث سورية , وذلك عن طريق افتعال تفجيرات او استهداف بعض الشخصيات البارزة مما يمهد الطريق للقوات السورية التي تضم أكثر من ثمانين دبابة تابعة للجيش السوري مرابطة على الحدود في منطقة وادي عمرو تنتظر إشارة الدخول إلى منطقة الشمال اللبناني , مما يمهد الطريق أمام الأجهزة الأمنية السورية لتعقب واعتقال السوريين النازحين إلى لبنان الذين عبروا الحدود إثر أحداث تلكلخ , وجاوز عددهم أكثر من ستة آلاف نازح .
مصادر في المعارضة السورية صرحت بأن عناصر من حزب الله يعبرون إلى سوريا بشكل منتظم أيام الخميس والجمعة والسبت عن طريق معابر خاصة من شمال لبنان , لمشاركة أجهزة الأمن السورية في قمع المتظاهرين ..وقد نقل عن بعض المواطنين قولهم أنهم سمعوا أشخاصا يتحدثون اللهجة اللبنانية في صفوف الشبيحة .
مجمل هذه التحركات تدل دلالة واضحة أن بعض القوى الاقليمية باتت على يقين من أن الوضع في سورية بدأ يخرج عن السيطرة. وهي تعتبر النظام السوري عاجزا عن مواجهة الانتفاضة الشعبية بمفرده , وأنه لا يعول كثيرا على الجيش السوري إذا ما تأزمت الأمور أكثر مما عليه الآن!
أحجار كثيرة وكبيرة زحزحتها الانتفاضة السورية من مكانها، وموازنات دقيقة قلبتها .. ستكون في وقت غير بعيد بحاجة لإعادة صياغتها من جديد.. فهل ستستمر القوى الأساسية في المعادلة الإقليمية – تركيا مثلا – في اتباع سياسة “انتظر ثم انظر”؟.
كاتب سوري