خاص بـ”الشفّاف”
لماذا أطل أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله من مشغرة؟
لسببين اثنين، أجاب (م)، وهو كادر أمني من الحزب آثر الابتعاد عن مغامرة نصرالله في سوريا متذرعا بمرض اصابه حرصاً على سلامته وسلامة عائلته.
الاول: حسابات الغرفة الامنية الموحدة للنظامين السوري – الايراني وحزب الله، وحصيلتها ان السيد، و بناء على وقائع ميدانية، سيعلن من “تلة النبي نون” في “مشغرة”، سقوط مدينة “القصير” في يد مقاتليه مساء الخامس والعشرين من ايار، أي يوم احياء ذكرى التحرير.
الثاني، يضيع في غمرة احتفالات الحزب بسقوط القصير – بحسب برنامج الغرفة المشتركة -، وهو تخفيف حدة الغضب الشعبي في الشارع الشيعي في قرى جنوب البقاع الغربي، نتيجة قضاء الجيش الحر على مجموعات كبيرة من مقاتلي حزب الله في سوريا، معظمهم من سحمر ومشغرة وعين التينة.
أخطأ ضباط الغرفة المشتركة، ولم تطابق حساباتهم الواقع الميداني، يتابع (م)، اذ حفلت الساعات القليلة التي سبقت اطلالة نصرالله بمعارك عنيفة جدا قيل انها الابرز منذ بداية الازمة السورية، وجاءت حصيلتها مخيبة للآمال! اذ تمكن الجيش الحر من التمسك بمواقعه، وافشل عشرات الهجمات المنظمة للحزب والجيش السوري، واوقع خسائر بشرية اضافية في صفوف المهاجمين، قيل انها مرعبة. وبالتالي، خاب ظن ضباط الغرفة الموحدة ومعهم السيد حسن، فاتى الخطاب اعلان حرب بالاتجاهات كلها، لكنه، على خطورته لن يفلح في اخفاء عشرات جثامين القتلى من ابناء المنطقة لأمد بعيد.
اليوم , وبعد انقضاء ايام على اطلالة السيد، بدأت قيادة الحزب في البقاع تمهد لأخبار لن تكون جيدة بالنسبة لاهالي مشغرة وسحمر وعين التينة وميدون.
طلائعها تشييع قتيل من آل مرعي في مشغرة بعد ظهر الاحد الماضي هو الثاني من العائلة، ووصول ما يقارب عشرين جريحا مساء الاحد وصبيحة الاثنين الى سحمر ومشغرة اصيبوا في معارك القصير وبعض احياء دمشق. وتسريب معلومات عن سقوط فلان من مقاتلي الحزب، ومن ثم يرسلونه للتنزه في ساحة سحمر او مشغرة، للدلالة على الدعاية المضادة والحرب الاعلامية التي تخاض ضدهم على ما يدعون! وهكذا، يواصل اعلام حزب الله المحلي مثل هذه الالاعيب، حتى اصبحت بيوت أهالي مقاتلي حزب الله في قرى جنوب البقاع الغربي تضج باخبار ومعلومات عن ابنائهم ادخلتهم في حال من عدم الاستقرار والتوازن يبدو انه لن يطول الوقت حتى تظهر الحقيقة المرة.
فالآتي اعظم، يواصل (م)! فالمعلومات المتوفرة لدي تشير الى ارقام مرعبة عن عدد القتلى من ابناء هذه القرى، منهم من جرى سحبه الى امكنة يجمع فيها الحزب قتلاه ومن ثم يوزعها بحسب برنامج ذكي يجنبه التشييع الجماعي وآثاره السلبية شعبيا، ومنهم من لم ينجح الحزب في سحبهم من ارض المعركة، ويبدو انه عاجز عن ذلك تماما حتى اليوم.
ويخلص الى مناشدة “السيد حسن” وقف ما اسماه “مجزرة” يرتكبها بحق ابناء الطائفة، وبالتحديد منهم شباب البقاع الغربي. “فالكارثة كبيرة جدا، والفاتورة التي ندفعها أكبر من ان تحتمل، وهي لم ولن تكون مكلفة بالنسبة لنظام آل الاسد او للقيادة الايرانية، بل ستكون مكلفة ومدوية في قرانا اليتيمة. ان حربنا الاساسية يفترض انها ضد العدو الاسرائيلي، وليس مع عمقنا العربي.
ويختم متسائلا: “ما هو سر اطمئنان السيد للعدو الاسرائيلي؟ وكيف يدير ظهره لهذا العدو، ويوجه بنادقنا شرقا؟ فعلا، انه امر مريب ,في السياسة والعسكر”!