*محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) ألف مبروك على خروجك بالسلامة بداية, وحبذا لو تعرفنا بنفسك ؟
-شكراً على تهنئتكم الحارة هذه، آملاً اقتراب ورؤية ذلك اليوم الذي يطلق فيه سراح جميع المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي في سوريا وفي مقدمتهم الأستاذ عارف دليلة، ميشيل كيلو، فائق المير، أنور البني وغيرهم، لتعود البسمة إلى وجوه ذويهم وأصدقائهم ويطوى ملف الاعتقال السياسي في بلدنا.
– من مواليد مدينة عفرين 1953 لأبوين كرديين شيخ موسى آلي وحبيبة، درس الابتدائية والإعدادية في عفرين والثانوية والجامعية في حلب قسم الأدب الإنكليزي دون إكمالها بسبب تفرغه للشأن العام والعمل السياسي.
– في عام 1968 انخرط في صفوف الحركة الكردية وفي 1972 جرى انتخابه ممثلاً عن الطلبة ليحضر مع آخرين المؤتمر الحزبي الأول في كردستان العراق بإشراف السيد رشيد سندي ممثلاً للفقيد الراحل الملا مصطفى البارزاني. وفي المؤتمر الثاني 1977 جرى انتخابه قيادياً في الحزب كما وأعيد انتخابه في المؤتمر الثالث 1980 ليناط به مهام المكتب السياسي من علاقات وإعلام ومتابعة التنظيم في أوربا.
– في تشرين الأول 1981 احتدمت الخلافات في قيادة الحزب وكان أبرزها (الموقف من انتخابات مجلس الشعب ونشاط جمعية المرتضى لجميل الأسد، قضية الديمقراطية في سوريا بشكل عام وكذلك الموقف حيال الهجمات الظالمة للحرس الثوري الإيراني ضد شعب كردستان إيران وإعدام العشرات من كوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني على أيدي قوات آية الله خلخالي ومصطفى شامران…مسألة استقلالية منظمة الحزب في أوربا عن فرع الديمقراطي الكردستاني العراقي، وجوب إجراء انتخابات حزبية في تنظيم الجزيرة…الخ)، حيث أودت هذه الخلافات إلى حصول افتراق في إطار الهيكل العام للحزب وتحوله إلى جناحين، جناح تمسك باسم الحزب الذي كان معمولاً به وجناح آخر تخلى عن الاسم وعقد مؤتمراً انبثق عنه حزب العمل الديمقراطي الكردي في سوريا الذي تحمل فيه م.شيخ آلي مسؤولية سكرتير هذا الحزب الجديد حتى عام 1990 – 1993 حيث تحققت وحدة اندماجية مع اكثر من فصيل من رحم الحركة الكردية في سوريا أبرزها جناح البارتي خط المؤتمر 1988 بقيادة إسماعيل عمر، وليتم تتويجها بإعلان حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي – الذي وفي مؤتمريه الأخيرين 2001- 2005 جرى انتخابه سكرتيراً للحزب والأخ إسماعيل عمر رئيساً.
– له نتاجات باللغتين العربية والكردية منشورة في الصحافة (السفير – النهار – التحولات – شؤون الأوسط – الأهالي..) وفي دوريات كردية.
* ما سبب اعتقالك حسب التحقيقات التي جرت معكم؟
– الاعتقال الكيفي بحق ساسة وأصحاب رأي ليس بالأمر المستغرب في ظل سياسة الحزب الواحد وحالة الطوارئ التي تفسح المجال واسعاً أمام صلاحيات وسلوكيات السلطات الأمنية التي تبقى لها هواجسها حيال تنامي نفوذ حزبنا في الداخل والخارج ونشاطه الإعلامي المتنوع ودوره في ائتلاف إعلان دمشق، ناهيك عن الدعاية المغرضة واعتماد تلك السلطات في كثير من الحالات على معلومات وتقارير مبالغ بها.
* ما الذي تغير بعد اعتقالك بالنسبة إليك وبالنسبة لرفاقك في حزب الوحدة؟
– أشكال الضغوط بما فيها الاعتقال الكيفي دون مذكرة قضائية بحق هذا وذاك من رموز حزبنا والحركة الكردية في سوريا لم ولن تحيدنا عن مواصلة نهجنا الوطني الديمقراطي المرتكز على مبدأ اللاعنف ونشر ثقافة حقوق الإنسان وقيم السلم والحرية والمساواة.
* يقول البعض بأن سبب إعتقالك هو عدم الاستجابة منك لطلب الأجهزة الأمنية بالمثول أمامها لعدة مرات (فما رأيك بذلك)؟
– نعم، حيث أننا نبقى على ثقة بأن تناول الشأن الكردي من المفترض أن يكون تناولاً سياسياً مسؤولاً، كونه يندرج في صميم قضايا البلد الهامة، ومن العبث حصره في إطار تعاملٍ أمني وإستدعاءات ممجوجة، فمسألة القومية الكردية في سوريا ليست مشكلة أمنية، إنها ذات بعد تاريخي – مجتمعي، ثقافي ولغوي، جذوره متأصلة في الأرض وليست مستضافة أو دخيلة على التاريخ والنسيج الوطني السوري.
* أكد حزبكم بأن أعتقالك جاء ليستهدف رموز الحركة الكردية ونتيجة للنهج الواقعي الذي تنتهجونه والبعض الأخر يرى بأنه كان اختباراً لحزبكم الذي نجح فيه أما الآخرون يرون بأن حزبكم فشل في هذا الاختبار الذي كان من المفروض أن حافزاً للقيام بالاعتصامات والتظاهر في المناطق الكردية …فما رأيك؟
– نعتز بنهجنا الواقعي المستمد من نجاحنا في تشخيص لوحة مصالح شعبنا التي تبقى تشكل جزءاً لايتجزأ من مصالح مجتمعنا السوري وتطوره الحضاري، ومن واجبنا مواصلة كل الجهود والعمل دون كلل لسد الطرق أمام مساعي تحويل المناطق الكردية إلى ساحة توترات وعصبيات تنال من السلم الأهلي والعيش الآمن للجميع، وبالتالي فإننا وبهدف تحقيق مطالب وأهداف معينة لا نشجع إقامة تظاهرات أو إعتصامات في تلك المناطق تجنباً للفتن واستغلال الفلتان الشعاراتي…فكان أداء حزبنا مسؤولاً ومتوازناً في مخاطبة الرأي العام حيث حالفه النجاح في حشد مواقف معظم النخب السياسية والثقافية ومحبي حقوق الإنسان وكذلك شخصيات وطنية ورجال دين أفاضل حيال الإعتقال الذي تعرضت له والدعوة لإطلاق سراحي.
* أبرز ما قيل عنكم خلال فترة الاعتقال بأنك سياسي محنك وتنتقي الكلمات بروية لكي لا تزعج النظام السوري، ولا تشبه قضيتك قضية الشيخ محمد معشوق الخزنوي الذي كما يقال عنه بأنه تجاوز الخطوط الحمراء في لقاءاته مع البيانوني وأخرين معارضين للنظام السوري؟ فما الذي تجاوزته حتى تم اعتقالك؟
– القلق الذي ساور مجمل أحزاب والفعاليات الكردية في سوريا وخارجها كان مرده إنكار السلطات المعنية ومحاولتها التعتيم على واقعة الاعتقال، ومن هنا جاء تشبيه بالاختفاء القسري للمرحوم الشيخ محمد معشوق الخزنوي الذي كان رجل دين وطريقة ويشغل مهام النائب لرئيس مركز الدراسات الإسلامية في دمشق محمد حبش، بينما نحن في حزب الوحدة الديمقراطي الكردي فلنا برنامجنا السياسي وأجندتنا المعروفة التي من بين أبرزها فصل الدين عن الدولة والسياسة، فالمسألة بالنسبة لنا ليست مسألة خطوط حمراء أو صفراء بقدر ما هي قضية قناعة بوجوب وضرورة العمل في السياسة والشأن العام في الداخل السوري رغم كل العوائق والتبعات في ظل غياب قانون ينظم عمل الأحزاب.
* هل أنتم راضون عما قام به حزبكم من نشاطات خلال فترة اعتقالكم؟
– أداء الحزب والنشاطات التي قامت بها منظماته وأصدقاؤه كانت متوازنة ومشروعة دفاعاً عن حياة ومصير سكرتيره المنتخب في مؤتمره العام، حيث أضافت صفحة غنية إلى صفحات التاريخ النضالي للحزب دفاعاً عن القضية العادلة لشعبنا الكردي في سوريا وأهمية العمل المشترك في الإطار العام لحركته السياسية والقوى الديمقراطية وكذلك الدور الإيجابي للوطنيين الغيارى على اختلاف مشاربهم.
* في النهاية ما الذي تقوله للشعب السوري عامة وللشعب الكردي بخاصة ؟
– ما أود التذكير به بهذه المناسبة هو أن الشعب السوري بمختلف أطيافه ليس بشعب قاصر، إنه يستحق ويليق بحياة ديمقراطية تصان فيها كرامة المواطن وحقوق الإنسان، ولامكان فيها للخوف من إبداء الرأي أو التمييز بسبب الدين والقومية والمعتقد… إنه شعب سلطان باشا الأطرش والشيخ صالح العلي وإبراهيم هنانو، يجسد نبضه اليوم وإلى حد كبير إعلان دمشق، حيث أن المناخات الديمقراطية تبقى تشكل العامل الأساس في إرساء أسس حوار بناء على طريق معالجة وحل القضايا بما فيها القضية الكردية، لتتحقق على أرض الواقع مقولة كلنا شركاء في هذا الوطن، وختاماً لا يسعني إلا وأن أتقدم بعميق الشكر والامتنان لجميع الإخوة العرب الذين ساهموا في حملة التضامن إبان فترة الاعتقال، وكل الذين شاركوا حزبنا والجماهير الكردية الغفيرة التي احتشدت في حلب وعفرين وأبدت فرحتها بإطلاق سراحي.
)كلنا شركاء ) 22/4/2007