حضرت جميع الملفات الى “معراب” وغاب “حزب الكتائب”!
الهم السوري وتداعياته، الهم الامني والتفجيرات المتنقلة، محاولات الاغتيال الفاشلة، تهديدات امين عام حزب الله حسن نصرالله بإجتياح الجليل، الوضع الامني المتفجر في طرابلس، الخروقات السورية المتكررة والمتمادية للحدود اللبنانية، الوضع الاقتصادي والهم المعيشي وسياسة الحكومة التي ستؤدي الى إفلاس وشيك للدولة اللبنانية، الحكومة الفاشلة والمنتهية الصلاحية، الطارىء على موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقبل كل ذلك وضع قوى 14 آذار نفسها وحال الترهل التي ضربت مفاصلها.
اكثر من 130 شخصية حزبية ومدنية لبت دعوة الأمانة العامة لقوى 14 آذار للمشاركة في اللقاء التشاوري الاول الذي انعقد في مقر حزب “القوات اللبنانية”، في معراب، لاكثر من ٣ ساعات تخللتها نقاشات حيوية لم تخلُ من تباينات في وجهات النظر على إعادة ترتيب سلم الاولويات، والسبل الآيلة لتحقيق أهداف ثورة الارز، وكيفية الخروج من الحال الركود التي ضربت عصب انتفاضة الاستقلال، مع إبداء التفهم للحيثيات والظروف التي تسببت بهذا الركود.
الموقف من الحكومة كان حاضرا بقوة في المناقشات حيث كان إجماع رأي بين الحاضرين على إعتبارها “أسوأ حكومة مرت على لبنان منذ الاستقلال الى اليوم”، وضرورة الاتفاق على موقف نهائي من ضرورة إسقاطها في الوقت المناسب، خصوصا أن الجميع مدركون المخاطر التي تنجم عن الفراغ الحكومي في المرحلة الراهنة.
اما الانتخابات النيابية المقبلة فحضرت بدورها على طاولة النقاشات. وكان هناك اتفاق ايضا على ضرورة العمل بكل الوسائل الممكنة للفوز بأغلبية موصوفة في الدورة المقبلة عام 2013، بما يؤدي الى تشكيل حكومة اغلبية نيابية، تحكم وفق برنامج “العودة الى الدولة” وبناء المؤسسات في معزل عن غوغائية شعارات “الاصلاح والتغيير” التي خلفت فسادا وتعتيرا أصاب اللبنانيين في رزقهم ومعاشهم.
إفلاس لبنان وتدهور سعر الليرة؟
ولم يخفِ نواب قوى 14 آذار قلقهم من سياسة الحكومة الحالية الاقتصادية وخطرها على الوضع المعيشي في البلاد، ومن خلفه الوضع الاقتصادي. حيث كشف احد النواب ان الوضع الاقتصادي مهدد بما هو اسوأ في الاشهر المقبلة، مشيرا الى احتمال تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية! في حين حذر نائب آخر من تداعيات السماح للحكومة الحالية بإجراء تعيينات إدارية وقضائية وسواها من لون واحد وخارج إطار الاتفاقات السابقة، بما يضع العصي في دواليب اي حكومة مستقبلية.
“ما العمل” بعد سقوط الأسد؟
الوضع السوري بدوره لم يغب عن هواجس المجتمعين. وأكثر من شخصية مشاركة طرحت السؤال الهاجس: “ما العمل”، وبأي خطاب نتوجه، واي مبادرة تصلح لليوم الذي سيلي سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وكان الجواب من رئيس حزب “القوات”، الدكتور سمير جعجع، واضحا، بـ”أننا في قوى 14 آذار وضعنا أسس العلاقات اللبنانية السورية التي نريدها مميزة وممتازة ضمن الاطر والسياقات التي نادينا بها منذ زمن”. وتاليا، يجب علينا ان ننتظر تطور الاحداث في سوريا لنبني على الشيء مقتضاه من دون ان نحمّل أنفسنا أعباءً لا قدرة لنا على التأثير في مجرياتها.
الشأن الشيعي
الهمّ الشيعي ايضا كان مدار بحث، حيث كان هناك شبه إجماع على عدم الانزلاق وراء المغريات الكلامية التي أطلقها الرئيس نبيه بري في المهرجان الذي أقيم في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه. وأن الشأن الشيعي هو شأن لبناني عانت منه الطائفة المارونية من قبل، ومن بعدها الطائفة السنية، ولاحقا الطائفة الشيعية، وأن هناك جهد يجب ان ينصب على العمل لمساعدة الطائفة اليشعية على تجاوز ما يشبه حالة الاحباط التي أصابت المسيحيين قبل عقدين من الزمن.
تنظيم صفوف قوى 14 آذار كان الحاضر الابرز، حيث تشعّب البحث في غير اتجاه، ليخلص الى تحديد إطار اولي يتمثل في صيغة “اللقاء التشاوري الموّسع”، الذي يضم مختلف مكونات قوى 14 آذار، من حزبيين ومستقلين ومدنيين، مع قدرة هذا “اللقاء”، على استيعاب منضويين جدد تجمعهم مع ثورة الارز هواجس بناء الدولة وسيادتها وحريتها واستقلالها.