ينعقد لقاء سيدة الجبل في خلوته السنوية بعد ان استحصل القيمون على اللقاء إذنا من البطريرك الماروني بشار بطرس الراعي، الذي كان اوعز (عام 2011)، الى دير سيدة الجبل في فتقا بعدم استقبال اللقاء السابق الذي انعقد بعنوان “دور المسيحيين في الربيع العربي”.
اللقاء المرتقب انعقاده يوم الثلاثاء المقبل في فندق الكسندر في الاشرفية يحمل عنوان “الشراكة المسيحية الاسلامية”، والاهم انه يحظى ببركة سيد بكركي التي لم تصل الى حد السماح للقاء بالانعقاد في دير سيدة الجبل على جري العادة!
ما الذي تغير لكي يتحول الراعي من مستهدف في مواقفه في الخلوة السابقة الى راعي الخلوة الحالية؟ فمواقف غبطته ما زالت تحوم حول تحالف الاقليات من علويي سوريا الى موارنة لبنان وشيعته.. في مواجهة من يصغهم غبطة “الراعي” بالاصوليين والتكفيريين السنة؟
ام ان القيمين على الخلوة هم الذين تغيروا؟ ام ان القيمين على الخلوة توهموا ان في امكانهم إعادة الراعي الى سقف الخطاب الذي ارساه البطريرك صفير وشرعة العمل السياسي التي أقرتها الكنيسة المارونية؟
القيمون على اللقاء كانوا توجهوا للقاء البطريرك الراعي في مقره الصيفي في الديمان، علما انهم وخلال دعوتهم للخلوة السابقة تجاوزوا موقف بكركي دينيا وسياسيا ما حمل البطريرك على مناصبتهم العداء.
مصادر الذين التقوا بكركي لم يفصحوا عن طبيعة ما دار في اللقاء إلا أنهم قالوا ان البطريرك ابدى حماسة لتبني وثيقة اللقاء بعد ان يتقدم المجتمعون بخطوات طلبها الراعي من دون ان يفصحوا عن مضمونها.
ما هي طبيعة الخطوات التي طلبها الراعي؟ هذا ما ستفصح عنه الايام المقبلة والوثيقة التي ستصدر عن خلوة اوتيل الكسندر.
خلوة سيدة الجبل لقاء كان تداعى الى عقده المجتمع المدني الجبيلي غداة صدور بيان المطارنة الموارنة في العام 2000 وعقد للغاية اكثر من عشر خلوات في الدير الذي حمل اللقاء إسمه، ما عدا الخلوة الاخيرة التي انعقدت في الثالث والعشرين من تشرين اول اوكتوبر من العام 2011 في فندق “ريجنسي بالاس” في ادما، والتي شهدت مشاركة مسيحية واسلامية لافتة ونقاشات متنوعة تزامنت مع اندلاع الثورات العربية. وانبثقت من الخلوة مقررات ولجان متابعة إلا أنها جميعها بقيت حبرا على ورق ما افقد اللقاء صدقيته وجديته.
مصادر سياسية متابعة اعربت عن اعتقادها بأن الخلوة المقبلة لن تعدو كونها نسخة عن الخلوات السابقة، والتي شكلت في معظمها مناسبات لتأمين الحضور السياسي والمعنوي للقيمين على اللقاء. علما ان النقاشات في الخلوات السابقة اتسمت بالجدية والرصانة من قبل مهتمين وناشطين يحملون هم تطوير المجتمع المدني، إلا أن تجارب الخلوات السابقة لا تشجع على المشاركة في الخلوة المقبلة، على الرغم من الغييرات التي طالت بعض الاسماء من المهتمين والمعدين والداعين والتي درج عليها القيمين على اللقاء في اصطياد بعض الناشطين المتحمسين والزج بهم في مواقف سياسية ومدنية ليتم التخلي عنهم لاحقا بعد إشباعهم بالاوهام والعهود.