خيط رفيق يربط بين المواقف المسيحية المتعددة ولقاء سيدة الجبل المقرر عقده في الثالث والعشرين من الجاري في دير سيدة الجبل، التي احتضنت اللقاء الاول، وقبل ان ينعقد اللقاء بدأت إرتدادت الدعوة الى عقده تتفاعل مسيحيا ووطنيا، بين مرحب ومتحفظ ومعترض.
اول المتحفظين كان حزب الكتائب اللبنانية الذي يبدو ان لكل عرس مسيحي للكتائب فيه قرص. فأعلن الرئيس السابق امين الجميل أنه لم يدع الى اللقاء والكتائب تاليا لن تشارك فيه، مع أن الدعوات لم توزع بعد! وحتى اليوم، كانت اللجنة التحضيرية منهمكة في تكريس المعايير التي ستعتمدها لتحديد المدعويين. لكن فخامته استبق جدول اعمال اللجنة التحضيرية واعلن تحفظه، في حين ان النائب الكتائبي إيلي ماروني أعلن ان لا حاجة لتجمعات مسيحية او غير مسيحية جديدة فالبلد فيه ما يكفي من احزاب وجمعيات! ماروني أضاف ان “الكتائب” لها رأيها في الأمور الأساسية التي تهم الوطن ولا يستطيع كل من يخطر بباله فكرة الدعوة لاجتماع ما أو لقاء ما، أن يضع “الكتائب” في جيبه أو يضمن حضورها مثل هذه اللقاءات أو الاجتماعات، لأن “الكتائب منذ الأساس تحمل مسؤولية وطنية تجاه لبنان لا يمكن أن تتخلى عنها أبداً”.
المعترضون، يعرفون على الساحة اللبنانية بأنهم من أنصار قوى 8 آذار التي لم تصدق أن بطريرك الموارنة مار بشارة بطرس الراعي أخذ ما أخذه من مواقف وهي اعتبرت أن الراعي إنحاز الى صفوفها، وتاليا هي سوف تتمسك بما تعتبره تحولا في سياسة الصرح البطريركي لتستفيد منه الى أقصى الحدود. وتعتبر ان اللقاء من شأنه ان يضع شريحة من المسيحيين في مواجهة مع الراعي، قد تضطر الاخير الى إعادة قراءة مواقفه، ما يتسبب بخسارة هذه القوى ما اعتقدت أنها ربحته مجانا ومن دون تنازلات، على أي مستوى كان.
المرحبون: ما فاجا اللجنة التحضيرية، هو كثافة طالبي الحضور من مشارب مجتمعية مختلفة وممن اوساط مختلفة، مثقفين وإعلاميين وقادة رأي وسياسيين وفنانين، ومن أرجاء لبنان كافة. وحتى من المغتربات بدأت رسائل التأييد والدعم تصل الى اللجنة، هذا فضلا عن مسيحيي قوى الرابع عشر من آذار والمستقلين من الذين يعتبرون ان للمسيحيين دورا رئيسيا في تظهير صورة الربيع العربي وتزخيم الابعاد الاخلاقية والانسانية بموازاة شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
اللجنة التحضيرية تعمل كخلية نحل وصولا الى إتجاح اللقاء. فمن فريق إعداد “الوثيقة السياسية” الى فريق التنظيم وفريق إعداد لوائح المدعويين والفريق الإعلامي الذي يعد للمؤتمر الصحفي المقرر يوم السبت المقبل للكشف عن التفاصيل النهائية بشأن اللقاء.
وإذ تحرص اللجنة على تأكيد عدم توجيه اللقاء ضد اي فريق سياسي او ديني خصوصا البطريرك الراعي، إنطلاقا من قناعة راسخة بأن للبطريرك رأيه وهو رأس الكنيسة، وللرعايا أيضا رايهم ولهم الحق في إبداء وجهة نظرهم تحت سقف القانون ومن ضمن المبادىء الإنفتاحية التي أرستها المجامع البطريركية وشرعة العمل السياسي التي اطلقتها الكنيسة المارونية، والارشاد الرسولي ونداء قداسة البابا الذي أعلن فيه أن لبنان هو أكثر من بلد إنه رسالة.
وتشير اللجنة التحضيرية الى ان مكان اللقاء قد يتغير من “سيدة الجبل” الى مكان آخر لاسباب لوجيستية لأن قدرة الدير على الاستيعاب محدودة امام العدد المرتقب للمشاركين والمقدر الى الآن بأكثر من ستمئة شخصية فكرية وسياسية وإجتماعية وفنية وإعلامية، مشيرة الى ان تحديد المكان النهائي للقاء سيعلن يوم السبت المقبل بعد ان تتضح الصورة النهائية لعدد المشاركين.