تنشط اللجنة التحضيرية لـ”لقاء سيدة الجبل” في دورته الثامنة من أجل تفعيل المشاركة والحضور من قبل أكبر شريحة من الشخصيات المسيحية في اللقاء المرتقب عقده في الثالث والعشرين من الجاري.
اللجنة تنكب على إعداد الوثيقة التي ستتم مناقشتها وهي بعنوان “دور المسيحيين اللبنانيين في الربيع العربي”.
مصادر اللجنة أوضحت أن “لقاء سيدة الجبل” الحائز على علم وخبر قانونيين ينعقد في المفاصل الحساسة التي تتطلب إجابات محددة على هواجس آنية أو مستقبلية تتهدد الكيان اللبناني، على غرار الخلوة التي عقدت في نيسان 2006 وناقشت الدعوة الى الحوار حول تجديد العقد الاجتماعي بين اللبنانيين وإقامة الدولة المدنية، وتلك التي عقدت في أيار من العام 2007، لتحديد الموقف في ضوء بيان قوى الرابع عشر من آذار بعد صدور القرار الدولي 1757 القاضي بإنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة مرتكبي جريمة إغتيال الرئيس الحريري وسائر قيادات ثورة الارز.
وتشير اللجنة الى ان المرحلة الراهنة تتسم مسيحيا بحال من الارتباك الناتج عن الخوف والتخويف من التحولات التي تشهدها المنطقة والربيع العربي، وفي يقين المنظمين أن هذا الربيع، كانت شرارته الاولى الربيع اللبناني الذي إنطلق العام 2005، والذي لم يُـتح له أن يستكمل ان يستكمل دورته بسبب الظروف التي مرت بها البلاد.
وتحرص اللجنة على التأكيد ان اللقاء ليس سياسي الطابع، وهو ليس حزبا مضافا الى الاحزاب الناشطة على الساحة اللبنانية عموما والمسيحية خصوصا، كما أنه ليس موجها ضد أحد. وتاليا هو سيناقش وثيقة محددة في الدور المسيحي في الربيع العربي بعيدا عن تحالف الاقليات والتلطي في كنف الديكتاتوريات طلبا لحماية مزيفة هي حق لجميع المواطنين في كنف الدول الديمقراطية. كما أنها سترفع سقف النقاش السياسي المنطلق من أواليات التقوقع الى رحاب الوطن اللبناني ومنه الى العالم العربي في ظل دولة مدنية تعمل على التأسيس للسلم الأهلي وتجعل من لبنان واحة عيش مشترك طالما كان المسيحيون رواده، ولبنان نموذجا له في المنطقة والعالم.
وإذ تشدد اللجنة على أن المهمة التي يتصدى لها اللقاء ليست سهلة، كما أنها ليست مستحيلة، إنطلاقا من التجارب التاريخية التي إضطلع بها المسيحيون بدور ريادي في لبنان والمنطقة، تسعى الى تفعيل المشاركة في اللقاء بحيث يقدر عدد الذين سيشاركون بأكثر من 600 شخصية ثقافية وسياسية وإجتماعية وإعلامية ودينية.
كما تشدد اللجنة على ان الخلاصات التي ستنتج عن النقاشات سوف تشكل منطلقا للتوجه الى المسيحيين في العالم العربي من اجل تفعيل التواصل بين المسيحيين وإزالة رواسب الخوف المتراكم من عسف الانظمة الديكتاتورية وتجديد الدور المسيحي وتفعيله على مستوى العالم العربي.
*
هذا وقد وردنا البيان التالي من أمانة سر اللقاء:
لقاء سيدة الجبل
في 1 تشرين الأول 2011
بيان
صدر عن أمانة سر ” لقاء سيدة الجبل ” البيان الآتي:
مع تقدّم التحضيرات لانعقاد المؤتمر الثامن لـ “لقاء سيدة الجبل” في 23 تشرين الأول المقبل، بدأت وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية والإلكترونية تبدي اهتماماً بمقاربة المؤتمر وخلفياته وأبعاده من خلال مقالات وتحليلات وتغطيات تضمن بعضها إجتهادات وتفسيرات في غير مكانها.
إن أمانة سر مؤتمر ” لقاء سيدة الجبل ” يهمُّها أن توضح لوسائل الإعلام والإعلاميين وللرأي العام ما يلي:
1- إن “لقاء سيدة الجبل” لم يولد اليوم ولكنه تأسس في العام 2001 وقد عقد لغاية الآن سبعة مؤتمرات وهو في صدد التحضير للمؤتمر الثامن.
2- انطلاقاً من هذه الوقائع فإن ربط المؤتمر الثامن بالإصطفافات اللبنانية الآنية وتصويره وكأنه رد على مواقف معينة لا سيّما المواقف الأخيرة للبطريرك بشارة الراعي يُعتبر مقاربة في غير محلها. فالهدف من المؤتمر هو الخروج بتصور عملي لدور المسيحيين وموقعهم في الربيع العربي.
3- إن “لقاء سيدة الجبل” ليس إطاراً تنظيمياً من الأطر التنظيمية لقوى 14 آذار، بدليل أنه ولد في العام 2001، والمشاركة في مؤتمراته تتعدى الشخصيات والقوى السياسية المنضوية في قوى 14 آذار لتشمل نحو ستمائة مدعو ينتمون الى توجهات سياسية ووطنية متعدّدة.
إن أمانة سر “لقاء سيدة الجبل” إذ توضح هذه الأسس، تتمنى على وسائل الإعلام والإعلاميين الأخذ في الاعتبار هذه المعطيات في تعاطيها مع المؤتمر الثامن وأعماله التحضيرية.