وكالة الصحافة الفرنسية يبدو أنها لم تصدّق تصريحات وزير داخلية لبنان و”قصائده” التي تتغنّى بعدم وجود أي “مخطوف” في عهده الزاهر. في ما يلي تقرير للوكالة من بيروت:
*
يسير المواطن السوري سعيد في شوارع بيروت، متلفتا يمنة ويسرة، يسكنه هاجس ان يجد نفسه فجأة بين ايدي الاجهزة الامنية في سوريا التي هرب منها قبل اشهر… هاجس يدفعه للتكلم بحذر عبر الهاتف، والانزواء، وتغيير مكان سكنه باستمرار.
ويقول سعيد (25 عاما) الذي فر مطلع تموز/يوليو من سوريا انه يخشى ان يتعرض “للخطف او الاعتداء” من جهات امنية او حزبية في لبنان قريبة من دمشق، مضيفا “اسكن في منطقة غير محسوبة على الاحزاب المؤيدة للنظام، بل على طرف يقول انه يدعم الثورة. رغم ذلك، اضطررت لان اغير سكني عشر مرات حتى الآن”.
ويشير الى انه غادر منزلا كان قد استأجره بعد يومين من وصوله اليه “لانني لم ارتح للجيران”، فيما المدة القصوى لبقائه في منزل واحد لم تتعد الشهر.
وطالبت المعارضتان السورية واللبنانية اخيرا الحكومة بتأمين الحماية للاجئين السوريين الى لبنان بسبب تعرض العديد منهم لعمليات خطف وتهديد واعتداء. واكد تقرير امني الشهر الماضي تورط امنيين لبنانيين والسفارة السورية في اختفاء المعارض السوري شبلي العيسمي (86 عاما) في ايار/مايو وثلاثة اشقاء من آل جاسم في آذار/مارس.
ويقول سعيد الذي يرفض الكشف عن اسمه الحقيقي والذي يوحي في زيه ومظهره وسلوكه بانه قد يكون غربيا، ان “السطوة الامنية واضحة في لبنان، (…) وهذا الوضع يثني العديد من السوريين عن اللجوء اليه”.
ويروي هذا الشاب المجاز في الادب الفرنسي لوكالة فرانس برس القلق الدائم الذي يعيشه “أرد على من يوجه الي الكلام بالفرنسية لاضللهم حول هويتي. يدور في رأسي كل الوقت ان علي ان اخفض صوتي كي لا يسمعني نادل المقهى مثلا، وان انتبه الى الحركة حولي وما اذا كان احد يراقبني”.
ويتجنب سعيد قدر الامكان الحديث مع جيرانه، او الانزلاق الى علاقات اجتماعية، ويتواصل مع رفاقه في المعارضة السورية عبر الهاتف مستخدما “رموزا معينة، واذا حدث ان تكلم احد منا بشكل مفضوح يغير رقم هاتفه”.
هذه الحياة السرية باتت القوت اليومي للعديد من الناشطين السوريين الذين لجأوا الى لبنان منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف آذار/مارس، والتي تزامنت مع تغيير في الخارطة السياسية في لبنان وتأليف حكومة من اكثرية تضم حزب الله وحلفاءه الداعمين للنظام السوري، بعد ان كانت الاكثرية الحكومية منذ العام 2005 بيد مناهضين لدمشق.
وتؤكد الحكومة اللبنانية ان الكلام عن عمليات الخطف “مبالغ فيه” وانها “فردية ومعزولة”.
ويؤكد عضو المجلس الوطني السوري وممثل لجان التنسيق المحلية عمر ادلبي المقيم في بيروت ان المعارضين السوريين في لبنان يشعرون “بالضغوط والملاحقة”، مضيفا “تصلنا تهديدات بشكل مستمر (…) من جهات حزبية موالية للنظام السوري عبر اقارب او معارف مشتركة”.
ويضيف لفرانس برس “خلال السنوات الماضية، خططت مرارا لزيارة لبنان، ولكن منذ وصولي في نيسان/ابريل، لم اتنقل ابدا. لا اعرف في هذا البلد الا المنازل التي انام فيها، وبعض استديوهات المحطات التلفزيونية التي تجري مقابلات معي”.
ويفضل الناشطون السوريون اجمالا لقاء الاعلاميين او الاصدقاء في المقاهي، فلا يدلون احدا على عنوانهم، ولا يصرحون عن امكنة وجودهم مسبقا.
وينعكس خوفهم رغبة لدى عدد منهم بمغادرة لبنان، واحيانا… بالعودة الى سوريا.
ويقول عمر الشامي (22 عاما) الذي وصل لبنان في حزيران/يونيو وكان قد اعتقل في سوريا لعشرة ايام، “قراري الان هو العودة الى سوريا، رغم انني مطلوب (…) لان هامش الحرية هنا لم يعد اكبر من سوريا، واقامتي في دمشق قد تكون اضمن من اقامتي في بيروت”.
ويتابع “في دمشق لن الفت النظر، سأكون سوريا بين السوريين. كما اني افهم طريقة عمل الاجهزة الامنية السورية واعرف كيف اتعامل معها. الامن اللبناني (…) ان اوقفني لاي سبب، قد يسلمني الى السلطات السورية”.
ولا يشعر الشامي، الطالب الجامعي المنتمي الى عائلة دمشقية ميسورة، بالامان “الا في المنزل الذي أبيت فيه في حي مسيحي شرق العاصمة مزاجه العام معارض للنظام السوري”. ويقول “أخاف من العسكري ومن رجل الامن، واتساءل عن التوجه السياسي لكل شخص اصادفه”.
وسبق الشامي (اسم مستعار) في قرار مغادرة لبنان الممثلان المسرحيان السوريان المعارضان محمد واحمد ملص اللذان استقلا طائرة الاسبوع الماضي الى القاهرة، بعد ان اقاما في بيروت متخفيين لمدة شهر، بينما صفحتهما على موقع فايسبوك الالكتروني للتواصل الاجتماعي كانت تؤشر الى وجودهما في عمان.
وعشية مغادرتهما، قال احمد ملص لفرانس برس “هذه ليست بيروت التي تحدث عنها (الاديبان السوريان) نزار قباني ومحمد الماغوط” والتي كانت تعتبر واحة للحرية وللشعراء والمثقفين العرب المعارضين للانظمة في بلدانهم.
واوقف الاخوان ملص في تموز/يوليو لايام عدة مع مجموعة من المثقفين والفنانين في معتقل الامن الجنائي في دمشق. وقد عرفا بتجربة “مسرح الغرفة” الناقد للنظام السوري الذي بدأا بتقديمه في منزلهما اعتبارا من العام 2009. وابرز اعمالهما “ميلودراما” الذي حاز أخيرا جائزة لجنة التحكيم الخاصة في “مهرجان المسرح الحر” في عمان، و”تظاهرة مسرح الغرفة” و”كل عار وأنت بخير”، و”الثورة غدا تؤجل الى البارحة”.
وسأل محمد باسى “بأي منطق يكون الانسان سائرا في شارع الحمرا في بيروت ثم يجد نفسه بيد المخابرات السورية في دمشق؟”. واضاف “اصبح الخوف في بيروت تماما مثل الخوف في دمشق”.
“لبنان الأسد”: تسير في “الحمرا”، فجأة تجد نفسك في قبضة الأمن.. بدمشق!هذا الوضع مسؤولية سوء سياسة سعد الحريري. بسبب غبائه السياسي سقطت بيروت بيد حزب الله . المطلوب وجود تصور لأستلام السلطة في لبنان فور سقوط نظام الاسد. و تحويل الامنيين اللبنانيين المتورطين بتسليم سوريين الى محكمة عسكرية لبنانية أو لمحكمة الجنايات الدولية عند تشكلهالمحاكمتهم بتهمة الاشتراك باعمال ابادة ضد الشعب السوري.المطلوب إسقاط الثلاثي اللبناني شبه الرئاسي الذي ايّد الاسد في الجامعة العربية.المطلوب الامساك بالمؤسسة العسكرية اللبنانية من قبل لبنانيين هم متمسكون بلبنان اولا ومندرجات هذا القول.و ما يستتبعه هذا من تسريح كل الضباط الملتحقين بالمحور السوري – الايراني.( تطهير… قراءة المزيد ..