اشارت معلومات من العاصمة اللبنانية بيروت الى ان الموفد الايراني علي اكبر ولايتي الذي وصل امس الى لبنان ابلغ المسؤولين اللبنانيين ان أوان إنتخاب رئيس للجمهورية لم يحن بعد وفق الاجندة الايرانية، وتاليا عليهم انتظار مآل المحادثات الدولية في شأن سوريا قبل ان ينطلق قطار التسوية في لبنان، وقبل انتخاب رئيس للجمهورية.
وأشارت المعلومات ان ولايتي حذر قوى 8 آذار من مصيدة اعدها يإحكام كل من الرئيس سعد الحريري، والرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، لفرط عَقد هذه القوى يالايقاع بين النائب سليمان فرنجيه والجنرال ميشال عون، وضرب الجيهة المسيحية المؤيدة لمحور الممانعة والمقاومة.
تزامناً، أشارت المعلومات الى ان الاتصالات بين ثلاثي الحريري -بري- جنبلاط مع فرنجيه بدأت منذ أكثر من ثلاثة أشهر، من اجل إحداث خرق في جدار الازمة الرئاسية، وان فرنجيه تعاطى مع الامر على انه “اكثر جدية من ان يصدقه”، وتكتم عل سير المحادثات في انتظار الوقت الملائم للإعلان عنه! وفي تقدير فرنجيه ان ترشيحه من قبل الرئيس الحريري سيلقى دعما من حزب الله ومن الرئيس بري ومن النائب وليد جنبلاط، وتاليا على الجنرال عون ان يؤيد هذا الترشيح لان فرنجيه اعطى الكثير لعون، وان اتفاقهما كان منذ البداية، عون أولا، وحين تفشل محاولات وصول عون، يصبح فرنجيه مرشح قوى 8 آذار.
كلمة السرّ من طهران: لا رئييس الآن!
وتضيف ان الحريري أجرى حسابات دقيقة من خلال ترشيح فرنجيه منطلقا من مصلحة “ألدولة العليا” لعبور هذه المرحلة الفراغية. وفي يقينه ان الرئيس بري سيعمل على إنضاج التسوية في جبهة 8 آذار، وان بامكان حزب الله إقناع الجنرال عون بإفساح المجال امام حليفه وعضو كتلته النائب فرنجية للخروج من مأزق إنتخابات الرئاسة وتاليا العبور الى الدولة ولو من باب 8 آذار.
فور الاعلان عن لقاء باريس، ساد الوجود قوى 8 آذار، فسكت حزب الله عن الكلام المباح، وتلطّى خلف تأييده غير المشروط للعماد عون، في انتظار كلمة السر الايرانية، التي وصلت اول من امس على ما يبدو. فأطلق النار على مبادرة الرئيس الحريري من خلال صحيفة “الاخبار” الناطقة باسمه، واستكمل الرفض عبر حديث تلفزيوني للجنرال عون امس اعلن فيه عن رفض مبطن للتسوية، حين سأل “ما الفرق بيني وبين فرنجيه؟ ولماذا فرنجيه مقبول وانا لا؟”، مضيفا ان ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية قائم حتى إشعار آخر”.
تزامنا أشارت المعلومات الى ان لقاء النائب فرنجيه مع الوزير جبران باسيل، كان عاصفا، ومخيبا لآمال فرنجيه! فقد اتهم باسيل فرنجيه “بالغدر والخيانة”، وقال ان ما قام به فرنجيه يمثل انتهاكا لكل الاتفاقات بين الجانبين، خصوصا ان الجنرال عون ما زال مرشحا لرئاسة الجمهورية وان فرنجيه خاض محادثات لاكثر من ثلاثة أشهر من دون ان يبلغ الحلفاء بمضمونها، وهو يسعى حاليا الى فرض ترشيحه وكأنه امر واقع على الجميع التعاطي معه، خصوصا الحلفاء قبل الخصوم”.
وتشير المعلومات الى ان ما بعد ترشيح فرنجه لن يكون كما قبله خصوصا على جبهة قوى 8 آذار. وتضيف انه إذا كان فرنجيه محدود الحركة السياسية ولا يستطيع القيام بمناورات سياسية كبيرة على غرار مناورات النائب جنبلاط، إلا أنه أدرك يقينا ان الحلفاء خذلوه، وفي مقدمهم حزب الله والجنرال عون، وهو! وإن كان لا يستطيع التحول سياسيا نحو قوى 14 آذار، إلا أنه ومن دون شك سيكون أكثر وسطية، وسيناكف الجنرال عون مسيحيا الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا في الشأن الرئاسي.