تأخذ الانتخابات البلدية في الجنوب هذه الدورة طابعا مختلفا عن الدورات السابقة في ظل نتائج الانتخابات التي جرت في محافظة البقاع والتي “تجرّأ” فيها الاهالي على الترشح في مواجهة وائح حزب الله وحركة امل متّحدين او منفردين، واستطاعوا للمرة الاولى كسر مقولة احتكار ما يُسمّى “الثنائي الشيعي”، أي حركة امل وحزب الله، تمثيلَ الطائفة الشيعية من دون منازع.
وتشير المعلومات من البقاع إلى ان حزب الله عجز عن التدخل في الانتخابات البلدية في 20 قرية بقاعية، فأدخل الى كل بلدية مرشحاً او مرشحَين على الاكثر، ليتحاشى الإصطدام بالأهالي. وهذا، في حين استطاع النائب السابق غالب ياغي، كسب ثقة 45% من المقترعين، وأسقطت خلافات حزب الله – حزب الله رئيس اتحاد بلديات الهرمل المحسوب على “الحزب” في مسقط رأسه.
جنوبا حيث من المقرر ان تفتح صناديق الاقتراع الاحد المقبل، يسجل للمرة الاولى شبه انعدام للتزكيات في المجالس البلدية والاختيارية، وتشهد جميع القرى والبلدات مواجهات انتخابية تختلف من قرية لقرية، إلا أن عنوانها الرئيس هو العائلات في مواجهة الثنائي. وفي اماكن اخرى، بين مرشحين من حركة امل في مواجهة حزب الله، واماكن اخرى، يتواجه حزبيون، من الحركة ومن الحزب، في ظاهرة انتخابية لافتة يشهدها الجنوب للمرة الاولى.
واللافت ايضا في انتخابات الدورة الحالية للانتخابات البلدية الجنوبية، ان حزب الله الذي كان يترفع عن خوض غمار هذه الانتخابات بحزبيين ويدعم اللوائح التوافقية بالانصار والمؤيدين على حساب الحزبيين، يصرّ على ترشيح حزبيين بحجة ان “امن المقاومة مهدد”! وتاليا هو لن يرضى بغير الحزبيين مرشحين لعضوية المجالس البلدية والاختيارية.
ابرز المعارك الجنوبية في كفرمان، وهي بين رئيس البلدية السابق الذي كان مدعوماً من حركة امل، إلا أن الحركة تخلت عنه، وشكلت لائحتها من دونه بسبب خلاف مستحكم بينه وبين النائب حسن قبيسي، فقرر دعم لائحة من “الزعلانين” من حركة امل، ولائحة ثانية للحركة، ولائحة ثالثة لتجمع من المستقلين والشيوعيين.
وفي بلدة كفرصير، هناك لائحة من المستقلين في مواجهة لائحتين من حركة امل، بعد أن قرر رئيس حركة امل من يكون رئيس البلدية، الامر الذي أثار حفيظة اهالي البلدة فرشحوا في مقابله لائحة ثانية من الحركة، في الوقت الذي يدعم فيه حزب الله خيار الاهالي في مواجهة تسمية الرئيس نبيه بري.
في حولا ايضا مواجهة بلدية، وفي بلدة ميس الجبل، تنشط الضغوط الهائلة من اجل سحب ترشيحات انصار حركة امل، لكي يستولي حزب الله على البلدية، بعد ان كانت لوقت طويل في عهدة حركة امل.