ما الذي يريده وليد جنبلاط؟
سؤال تردد على ألسنة اللبنانيين، خصوصا ان جنبلاط ذهب بعيدا هذه المرة فاستعاد لغة وخطابا لطالما كان جنبلاط نفسه من ابرز المنتقدين له. خصوصا، ايضا، ان جنبلاط نفسه رفع شعار “لبنان اولاً”، فاذا به يصوب على الشعار. وجنبلاط نفسه كان يطالب المتظاهرين من جمهور قوى الرابع عشر من آذار برفع العلم اللبناني دون سواه من اعلام الاحزاب والقوى المنضوية في 14 آذار.
جنبلاط استعاد ايضا خطاب العروبة بعد ان كان هو نفسه تخلى عن العروبة بمفهومها الذي تبنته الحركة الوطنية- من خلال تقديم العروبة على الداخل اللبناني- ونادى بالعروبة الحضارية التي تستعوب جميع مكونات الشعوب الناطقة باللغة العربية الى اي قومية او دين او مذهب انتموا.
وجنبلاط نفسه تحدث عن السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها بما جاور طروحات الجبهة اللبنانية بداية الحرب الاهلية، ثم استفاق مؤخرا على القضية الفلسطينية .
جنبلاط نفسه تحدث عن العولمة والخصخصة، وعندما وصل الامر الى وزيره غازي العريضي انتقد الخصخصة وتحدث عن حيتان المال وضرورة ان يضطلع القطاع العام بدوره في القرن الواحد والعشرين.
جنبلاط اربك الحلفاء قبل الاخصام، هذا اذا كان ما زال هناك من يعتبرهم هو “اخصاما”. وذهبت التحليلات لمواقف جنبلاط الى ان الاخير بدأ التحضير لمغادرة قوى 14 آذار بعد ان استعاد خطابات الحركة الوطنية قبل ان يتركها، والى ان جنبلاط وبعد لقائه امين عام حزب الله حسن نصرالله يريد ان يقدم المزيد من مواقف حسن النوايا للسيد وحزبه من اجل تخفيف الاحتقان بين الدروز والشيعة. في حين ذهب البعض الآخر الى ان جنبلاط، على ابواب تأليف الحكومة الجديدة، يريد ان يرفع ثمن حزبه وكتلته النيابية التي تعرضت للتآكل نتيجة التحالفات الانتخابية وان يحصل على وزارة خدمات وان يقطع الطريق على اي تمثيل وزاري درزي لا يكون في حده الادنى قد وافق عليه او مرّ من تحت إبطه. ومنهم من ذهب الى ان جنبلاط يريد ان يوجه رسالة الى الرعاة الاقليميين لينتبهوا الى وجوده في ضوء ما رشح عن اتصالات أعلن عن بعضها ولم يعلن عن الكثير منها من اجل تمهيد الطريق امام زعيم الغالبية النيابية سعد الحريري ليرأس اول حكومة بعد الانتخابات النيابية التي امنت لقوى 14 آذار حفاظها على الغالبية النيابية. في حين أشار آخرون الى ان جنبلاط ما زال يعيش هاجس الاغتيالات وانه على رأس لائحة المرشحين للاغتيال وهو مستعد لتقديم ما يلزم من اجل ان يبعد شبح الاغتيال عنه.
ولكن ما الذي اراده جنبلاط؟ وهو الذي يُشهد له باستقراء المواقف الاقليمية والدولية قبل أوانها، وأنه يبني في ضوئها مواقفه السياسية. ويُقال في الاوساط السياسية اللبنانية ان “أنتينات” جنبلاط تلقط الاشارات والمتغيرات قبل ان يدركها الآخرون.
اوساط سياسية متابعة لمجريات الاحداث اللبنانية اعتبرت ان جنبلاط خرج هذه المرة عن المألوف في تصريحاته خصوصا وانه سارع الى زيارة رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري بعد ان ادلى بتصريحاته الاخيرة شارحا ومبررا ومفسرا على جري عادته. كما ان محازبيه من المخولين بالتصريح وغير المخولين تحاشوا الظهور الاعلامي لشرح مواقف جنبلاط لعلمهم ان الاخير تراجع عن مضامينها لدى الحريري.
وتضيف الاوساط ان لاقطات جنبلاط وان كانت موجهة الى مصادر المعلومات الاقليمية الا ان قراءته لم تعطِ النتائج المرجوة منها خصوصا وان سياق الاحداث سبق جنبلاط هذه المرة ما اضطره الى تدارك الامر والمسارعة الى دارة الحريري معتذرا.
وفي حقيقة الامر ان جنبلاط كان يريد ان تخسر قوى 14 آذار الانتخابات النيابية الاخيرة، وان فوز هذه القوى اربكه بنفس القدر الذي اربك قوى 8 آذار. وينقل زوار جنبلاط عنه التساؤل قبل إجراء الانتخابات في السابع من حزيران الماضي عن آلية التعاطي السياسي مع المستجد القائم على فوز قوى 8 آذار في الانتخابات وحيازتها الاغلبية النيابية غير المرجحة كما كانت تشير استطلاعات الرأي التي عممتها مراكز الابحاث التي اثبتت بدورها عدم صدقيتها وانها كانت جزءا من الحملة الانتخابية لقوى 8 آذار.
في يقين جنبلاط ان قوى 8 آذار كانت ستفوز بعدد مقاعد حده الاقصى 68 مقعدا وتتوزع المقاعد المتبقية بين المستقلين وقوى 14 آذار. وانطلاقا من هذا المعطى، أعاد جنبلاط تقويم حساباته فأقام حلفاً غير معلن مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومن ضمن تفاصيله ان يقوم جنبلاط بالاتفاق مع بري على تشكيل كتلة نيابية تضع قوى 14 و 8 آذار تحت رحمتهما.
وتقول المصادر ان فوز الاقلية كان سيقصي الحريري عن رئاسة الوزراء مما يبقيه تحت رحمة جنبلاط كما ان هذا الفوز سيضع قوى 8 آذار تحت رحمة جنبلاط لان انحيازه الى جانبهم كان سيؤمن له مكاسب غير مسبوقة. فهو من خلال علاقته مع تيار المستقبل يفرض نفسه كضمانة معنوية للحريري ومن خلال تنازلاته التي بدأها قبل الانتخابات وتوّجهها بلقاء الامين العام لحزب الله حسن نصرالله يحاول اعادة كسب ثقة قوى 8 آذار.
ولكن فوز قوى 14 آذار اربك جنبلاط من خلال فتح الباب واسعا امام الحريري لتولي رئاسة الوزراء. وهو تاليا اصبح رئيسا لحكومة كل لبنان متجاوزا وليد جنبلاط ومحافظا على ثوابته السياسية وعاملا على جعلها اكثر مرونة لكي تتكيف مع الواقع الجديد من خلال توليه رئاسة الحكومة خصوصا وان الرئيس المكلف حصّن موقفه وموقعه الجديد من خلال زيارات عمل اجراها الى المملكة العربية السعودية ومصر وإجرائه سلسلة من اللقاءات السياسية رفيعة المستوى فضلا عن دخول المملكة على خط المصالحات العربية وخصوصا مع سوريا مع اجل تسهيل مهمة الحريري .
جنبلاط امام هذه الوقائع وجد انه في المعادلات الجديدة لا يعدو كونه رقما مضافا وليس قيمة مضافة الى التركيبة السياسية التي اعقبت الانتخابات، ولذلك سعى الى رفع سقف خطابه السياسي من اجل تنبيه الساعين اقليميين ومحليين الى وجوده وقدرته على العرقلة. ولكن يبدو ان الاشارات الاقليمية وصلت الى جنبلاط وعملت فعلها فاعادته الى جادة الصواب وحررت الطائفة السنية وتيار المستقبل من تقلباته وتعمّده تهميش مسيحيي قوى 14 آذار.
لاقطات جنبلاط اساءت تقدير المعطى الاقليمي فهرع الى دار الحريري معتذرا الكل يعلم ان شعوب المنمطقة العربية تعاني من الخارج كنتيجة حتمية لتخلف الداخل وذلك لعدم تطبيق الديمقراطية واحترام الانسان وكمثال على ذلك فان حزب البعث معروف بمجازره وارهابه في العراق وسوريا فقد تجاوزت مجازره ومحارقه الصهاينة منها قتل سجناء تدمر وتدميره مدن كاملة حماة وحلبجة وتهجيره وسجنه للمفكرين وللعلماء وللصحفيين. يقول الله عز وجل: ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. والرسول (ص) عندما ارسل رسائل الى الفرس والروم دعاهم الى تطبيق السواء اي العدل بعد ان طبقه على نفسه ومجتمعه اولا. ان الصهاينة اوقفوا الصواريخ… قراءة المزيد ..
لاقطات جنبلاط اساءت تقدير المعطى الاقليمي فهرع الى دار الحريري معتذرا The KSA and Egypt are trying to moderate the negative role of Syria in Lebanon. The fact that Syria can and has been playing such a predatory role is not disputed. I doubt that Bashar’s Syria will ever play a positive role in Lebanon but KSA hopes to mitigate its negative role just a little. And, do not forget Iran’s negative role and that of its “FAQIH”. Jumblatt has been accusing others of sectarianism and chauvinism while he easily forgets his comments about “Jins el 3atil” about Lebanese Christians,… قراءة المزيد ..
لاقطات جنبلاط اساءت تقدير المعطى الاقليمي فهرع الى دار الحريري معتذرا جاء في المقال :”الرئيس المكلف حصّن موقفه وموقعه الجديد من خلال زيارات عمل اجراها الى المملكة العربية السعودية ومصر وإجرائه سلسلة من اللقاءات السياسية رفيعة المستوى فضلا عن دخول المملكة على خط المصالحات العربية وخصوصا مع سوريا مع اجل تسهيل مهمة الحريري “. نموذج عظيم لمفهوم السيادة والإستقلال. وفي المناسبة مبروك الصلحة مع سوريا. عفوا مع “سورية” ولكنني لم افهم: هل يعني الكاتب مايقول من ان صلحة السعودية مع سوريا هي لتسهيل مهمة الحريري؟ عن جد…شو قوي الحريري. و… مبروك للشفاف مستوى التحليل السياسي ” الرفيع المستوى” وفقا لتعبير… قراءة المزيد ..