طرح إمكانية خروج اليونان من “منطقة اليورو” هو كلام في ما كان “محظوراً” حتى الآن! لأن أحداً لا يعرف كيف سيؤثّر خروج اليونان (مع أن حجمها المالي لا يتجاوز ٥ ٪ ضمن منطقة اليورو) على الإقتصاد الأوروبي، وعلى النظام المصرفي الأوروبي! ولأن أحداً لا يملك ضمانات بأن خروج اليونان سينهي أزمة الدول العاجزة في الإتحاد الأوروبي، سواء دول أوروبا الغربية، أو خصوصاً دول المنظومة الإشتراكية السابقة التي صارت عضواً في نادي اليورو.
هنالك ما يشبه “سيناريو نهاية العالم” في إحتمال خروج اليونان من منطقة “اليورو”! خصوصاً ان خسائر الدول الأوروبية الأساسية ستكون بمئات المليارات (فرنسا وحدها ستخسر ٥٨ مليار يورو في حال عجز اليونان عن الدفع)!
ثم، ماذا سيكون تأثير خروج اليونان على سعر “اليورو” الذي ما يزال قوياً جداً أمام الدولار الضعيف؟
الشفاف
*
تطرقت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد الثلاثاء في باريس الى امكانية “خروج منظم” لليونان من منطقة اليورو، وذلك في مقابلة مع شبكة تلفزيون “فرانس 24”.
وقالت لاغارد “اذا لم يتم التقيد بالالتزامات، يفترض القيام بمراجعات مناسبة وهذا يعني اما تمويلات اضافية ووقت اضافي واما آليات خروج ينبغي ان يكون خروجا منظما في هذه الحالة”.
واضافت “انه امر سيكون مكلفا للغاية وسيطرح مخاطر كبيرة، لكنه جزء من خيارات نجد انفسنا مضطرين للنظر فيها تقنيا”.
واعلن الزعيم الاشتراكي اليوناني ايفانغيلوس فينيزيلوس الثلاثاء ان اليونان ستذهب مجددا الى انتخابات تشريعية، ستنظم مبدئيا في غضون شهر، بسبب فشل قادة الاحزاب السياسية في البلاد في التوافق على تشكيل حكومة ائتلافية.
وتابعت كريستين لاغارد “لقد باشروا اصلاحات مهمة، وقدموا بعض التضحيات. اليوم يبدو ان كل شيء يدور حول خلاف سياسي عميق وهذا بالفعل امر مضر جدا بالشعب اليوناني”.
وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي “آمل في ان يتم التوصل الى حل عن طريق التسوية يسمح بالتقدم في مجال احترام برنامج سنكون كلنا بالتاكيد منفتحين على النظر في هوامشه، وليس في الاساسيات”، مضيفة “في الاساسيات، لا وجود ل36 حلا للاسف”.
وشددت لاغارد على انه “امر يعود لليونانيين من جهة، وللشركاء في منطقة اليورو من جهة اخرى، ان يقرروا معا بشانه”.
ومنح صندوق النقد الدولي اليونان في اذار/مارس قرضا جديدا بقيمة 28 مليار يورو، اعقب قرضا بقيمة 30 مليار يورو في ايار/مايو 2010، وقد تم دفع ثلثي قيمته.