إستبعاد العماد ميشال عون من الرئاسة هو التنازل الوحيد (الضمني) الذي يقدّمه رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني في مقابلته المنشورة في جريدة “الفيغارو” الفرنسية اليوم. ومع أن لاريجاني لا يشير إلى عون بالإسم، فهو يقترح “مساندة فرنسا وإيران لمرشّح إجماع يكون قادرا ًعلى توحيد البلاد”. عدا هذا “التنازل”، فالخطة التي يقترحها لاريجاني على ساركوزي (“كأوّل نموذج عملي للتعاون المثمر.. من أجل السلام والإستقرار في الشرق الأوسط”!) تقوم على إسقاط حكومة لبنان الشرعية التي يرأسها فؤاد السنيورة، والتراجع عن مشروع المحكمة الدولية. أي قبول مطالب نظام بشّار الأسد وحزب الله بدون قيد ولا شرط.
ويقول مراسل “الفيغارو”، رونو جيرار، الذي أجرى المقابلة مع لاريجاني أن هذا الأخير.. تحدث كثيراً عن لبنان، ورحّب بقيام تعاون فرنسي-إيراني بغية تعزيز الإستقرار في هذا البلد الذي تأزمت أموره مجدداً. ويعتبر لاريجاني أن انتخاب رئيس فرنسي جديد “غير مرتبط عاطفياً مع قسم من الطبقة السياسية اللبنانية” يمثل “فرصة” ممتازة.
بعد هذا الإطراء للرئيس ساركوزي، يقترح لاريجاني خطة من 4 نقاط للتعاون الفرنسي الإيراني فحواها الضمني هو الإستسلام للمطالب السورية والحزب اللهية في لبنان:
– المرحلة الأولى هي تشكيل حكومة وحدة وطنية، لا يُستَبعد منها أي من الفرقاء اللبنانيين؛
– المرحلة الثانية، “محاكمة جميع المشبوهين المتورّطين في إغتيال رفيق الحريري.. في لبنان، ولكن في إطار وطني وليس في محكمة دولية”.
– المرحلة الثالثة، في غضون 3 أشهر، إنتخاب رئيس للجمهورية. وهنا يقترح ” يقترح “مساندة فرنسا وإيران لمرشّح إجماع يكون قادرا ًعلى توحيد البلاد”.
– المرحلة الرابعة: إقناع حزب الله بالتحوّل إلى حزب سياسي عادي. وعندئذ، يتم إدماج ميلشيا حزب الله المسلحة في صفوف الجيش اللبناني.
مع أن علي لاريجاني (الذي كان رئيس أركان “الباسداران في الثمانينات) يوصف أحياناً بأنه “يراغماتي”، فالخطّة التي يقترحها تتّسم بتصلّب لا حدود له، وتوحي بحرص طهران على حماية النظام السوري (التراجع عن المحكمة الدولية”) وعلى تعزيز مواقع حزب الله (الإطاحة بحكومة السنيورة سيكون “نصراّ إلهياً” جديداً لحسن نصرالله). ولا يقول لاريجاني متى ستقرّر طهران “إقناع حزب الله بالتحوّل إلى حزب سياسي عادي”، وما هي شروط إدماج قوات حزب الله المسلحة في الجيش اللبناني (هل تحتفظ بسلاحها وتشكيلاتها، وهل تتحوّل إلى جيش ضمن الجيش، كما تحوّل حزب الله إلى دولة ضمن الدولة)!
كلمة السرّ الإيرانية، كما عبّر عنها لاريجاني، تعني أن المشروع الإنقلابي الذي يقوده حزب الله ما يزال مستمراً.. حتى إشعار آخر.