هناك من فتح معركة الساحل مجدّداً، باسم معركة كسب!
رأى فيها البعض ردّا تركيا قطريا، على الخلاف السعودي القطري، لا بأس.
وآخرون رأوها دخانا أرد وغانيا لتعمية خصومه في الداخل من عملاء الاسد وحلفائه، جيد.
سرّبت تركيا السلطة او المعارضة “يوتيوباً ” لاجتماع مجلس الامن القومي التركي، يوحي بأن تركيا جادة في فتح معركة التدخل في سوريا، رسالة لبشار الاسد او غيره، رسالة جدية او جس نبض والتلويح بالعصا! لم لا، فالحرب خدعة والسياسة أيضا.
المهم أن المعركة فتحت، وبدأت جدّية، والسلاح يتدفق والضحايا يتساقطون والارمن أصبحوا قميصا عثمانيا في المزاد الدولي برعاية روسية.
الغريب في هذه المعركة، أن الذي اعلن عن فتحها ضابط شيشاني يتكلم التركية ويترجم كلامه الى العربية على الجزيرة.
لم يكن هنا لا وزير الدفاع اسعد مصطفى ىولا رئيس هية الاركان الجديد العقيد هيثم العفيسي، ولا مدير إدارة العمليات: العميد الركن زكي علي لوله، ولا رئيس الائتلاف أحمد الجربا،. بل مجاهد شيشاني ادّعى بانه قادم لنجدة اخوته اهل السنّة حسب المترجم ، جميل.
من يومين بعد زيارة أوباما الميمونة للسعودية، بدأت تسريبات سعودية خاصة خبيثة وملتبسة، على صفحات “الشرق الاوسط” بعدما نال أردوغان انتصار انتخابيا، من قناة “العربية” السعودية ومن الموقف السعودي المتوافق مع سلطة الاسد في دعم حزب الشعب الجمهوري (العلوي اليساري ورئيسه الكردي) وحلفائه المعروفين، تنال من معركة الساحل ودور قطر وتركيا بشكل ضمني والاستخفاف بالدم السوري. سبحان الله!
فتتالت البسملات:
1ـ ميشيل كيلو يكتب في مقالة مدبّجة بحرفية ان معركة الساحل خطأ استراتيجي وجرمي، تودي الى الحرب الاهلية. حلو لكن “كيلو” متعهد أكبر كتلة سعودية في الائتلاف السوري، وهو بيضة قبان الوفد المفاوض وعضو رئاسي في الهيئة السياسية للائتلاف. تمام.
2ـ لكن في نفس يوم ظهور مقال السيد “كيلو” احمد جربا السعودي الرئيس المعين للائتلاف يقوم بنزهة مطنطة الى كسب بسترة عسكرية، مما يلبسها الجيش السعودي من بقايا معارك تحرير الكويت، ويتجول وكأنه في بستان أسرته على طريق مرج ممهد بأمان ويجالس ضباطاً بغير اسماء.
3ـ في نفس اليوم يقوم السيد وزير الدفاع اسعد مصطفى بزيارة مماثلة لجبهة الساحل بسيارته وسائقه، نقلا عن نشطاء ميدان في جبل التركمان:
( بعد أن وصلت سيارة وزير الدفاع اسعد مصطفى لإحدى محاور جبهة الساحل نزل السيد وزير الدفاع ليصافح الجميع…. ثم بعد برهة صغيره نزل سائقه الخاص من السياره و رمق الحاضرين بعينيه الصغيرتين بنظرة زهوٍ واختيال! ..
نظر إليه الجميع بتعجب منقطع النظير لآنه كان إبن المنطقه الذي فرَّ مع رفاقه المجرمين في أولى جرائم الغدر التي عرفتها الثوره.. إنه شريك جريمة اختطاف وقتل النقيب البطل رياض الأحمد… . إنه المجرم ابو سعيد أندرون شريك القاتل العميل نديم بالوش وثلته الحقيره التي قامت بالفرار على يد ابو أيمن العراقي قائد داعش في الساحل). سبحان الله!
وفي نفس العدد من الصحيفة السعودية، تقرير يقول بالحرف:
” جبهة ريف اللاذقية.. أهمية استراتيجية للمعارضة ومخاوف من «صفقة» لإخمادها.
“… وفي الوقت الذي يعبر فيه (بسام) يوسف، عضو الائتلاف المعارض، عن ثقته في قدرة كتائب المعارضة على إحراز مزيد من التقدم في ريف اللاذقية، يعرب أيضا عن خشيته من توقف «إمدادات السلاح التي تصل إلى الجبهة من قبل الجهات الداعمة نتيجة صفقة سياسية»، موضحا أن «دولة قطر تعدّ الداعم الأبرز للكتائب التي تقاتل في الساحل، ومن الممكن أن تعقد صفقة مع إيران تفضي إلى توقف الجبهة، إذا قبضت الثمن في ملف آخر».
وهنا نسأل من يقبض ثمن من؟
ومن هم هؤلاء مئات الضحايا الذين توزعتهم وديان كسب وغابات الفرلّق؟ هل هم بهذا الرخص؟
أرخص من شراء لاعب كرة قدم، ومن شراء الثياب الداخلية للاعبة التنس الروسية؟
وفي نفس العدد نقرأ عنوانا عريضا:
“الائتلاف يحضر لمؤتمر مع نشطاء الداخل في غازي عنتاب أواخر أبريل”
وفده المفاوض في مؤتمر «جنيف2» يجتمع لبحث «مستقبل الحل السياسي”»
لندن: «الشرق الأوسط» ”
” قالت مصادر في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن الائتلاف يحضر لعقد مؤتمر مع نشطاء من الداخل السوري في مدينة غازي عنتاب التركية في 25 و26 أبريل (نيسان) المقبل من أجل التواصل بين الداخل والخارج وتبادل الأفكار والمقترحات، وأوضحت المصادر أن المؤتمر « يهدف إلى ردم الهوة بين النشطاء وأعضاء الائتلاف من خلال عقد لقاءات لطرح الأفكار والمقترحات ومعرفة وجهة نظر الطرفين، وخصوصا مآخذ الناشطين على الائتلاف، وبحث احتياجاتهم على الأرض، ومناقشة أمور مستقبلية مختلفة»”. سبحان الله !
مؤتمر لإعادة احياء “جنيف” بعدما أعلنتم موته وهو صار ميتا، ومؤتمر مع نشطاء الداخل. جميل، أليست هناك مناطق عامرة محررة تسع مؤتمركم؟ وتتنطحون للتحوّل الى سلطة خارجية بمسمّى دولة وحكومة وكراسي تمثيل دولية؟ أم مناطق محررة هي للتنزه لتبييض وجوه القادة المأجورين؟
فلم تسحبون آخر كم عشرة ناشط في الداخل، الى غازي عنتاب؟
ألبيعهم؟
ام للمقايضة عليهم في صراعاتكم؟
ام لإفراغ الداخل للأسد، وداعش، وزهران علوش من البقية الشحيحة من نشطاء الثورة؟
أم أن وراء الاكمة ما وراءها، لبيع الرقيق الابيض لدوائر الاستخبارات؟
سبحان الله وما شاء، من مشتريات الاعلان الاخير، ورمي الباقين في طرقات غازي عنتاب واستانبول أيدي عاملة رخيصة، وعلى الحدود البلغارية للمرور بهياكلهم البشرية خلال الغابات المعتمة الى ألمانيا؟
أما شبعتم من دم الشباب السوري وكرامته وعرضه؟
ألم تشبعوا مما نهبتم من الاغاثة ومن شروات رخيصة لأمثال لؤي مقداد وعقاب صقر وغيرهم؟
وبعد، من يعقد صفقات المتاجرة بالشعب والثورة السورية؟
من يرهن مستقبل البلد وأهله: نساءه واطفاله واقتصاده، شبابه وبنيته التحتية، في المزاد الدولي؟ ولاحتياجات الصفقات الدولية؟ أهي ايران ام قطر ام السعودية ام جميع الساكتين المرتشين في وبالائتلاف؟ أم أوباما؟
bachar_alissa@hotmail.com