أن تفتعل العمى طوعاً لا يعني أن تكون حراً)
المحامي الأستاذ: تانغي بارتويل
(مرافعات “في حقوق الإنسان لعام 2009 في فرنسا)
مرافعة الأستاذ تانغي أمام هيئة المحكمة في مدينة” Caen ” في فرنسا.
احتفاء بذكرى تحرير النورماندي من الاحتلال الألماني في الحرب العالمية الثانية، تنعقد منذ احدى عشر عاماً في مدنية( Caen) الفرنسية ” جلسات ومرافعات من أجل حقوق الإنسان تشارك فيها بالطبع منظمات إنسانية كأمنيستي أنترناسيونال، كما يشارك فيها طلبه من الثانويات الفرنسية يطرحون مواضيعهم المتباينة في دفاعهم عن حقوق الإنسان…كما يترافع مجموعة من المحامين الشباب من كل بقاع الأرض، يطمح كل واحد فيهم للحصول على جائزة المناسبة واعتراف بقدراتهم القانونية من هيئة المحكمة المختارة بعناية من خيرة القضاة إلى جانب حضور يفوق الثلاثة آلاف شخص عدا عن العرض التلفزيوني والأليكتروني..
هذا العام 2009 اختار أحد المحامين الفرنسيين قضية المحامي السوري المعتقل ” أنور البني” ليترافع فيها أمام هيئة المحكمة في ” Caen” النورماندية.
لم يعرف الشاب الفرنسي الأستاذ ” تانغي بارتوي” أنور البني ولم يلتقه قط، لكنه بعد زيارة لمنظمة أمنيستي أنترناسيونال والبحث في مجلداتها وناسها المظلومين استثارته قضية أنور ووجد في رفيق مهنة وشقيق في الإنسانية، خير موضوع يطرحه ويعرف به العالم القادم من بحار وقارات أخرى، وليقول من خلال قضيته كفى اضطهادا وعسفاً بحق الإنسان، وخاصة حين يكون مثل أنور مكافحاً من أجل الحق والعدالة في بلد لم يعد يعرف قضاءه ولا قوانينه من هذه المصطلحات سوى الاسم فقط، فراح يوثق ويستقصي ويكتب وينافح عن حق أنور في الحرية وحقه في مزاولة مهنته وكرامته ووطنيته ككل مواطني الأرض.
إليكم مرافعته:ــ
السيدات والسادة أعضاء الهيئة القضائية!
سيداتي آنساتي سادتي!
كما قيل في وصايا التلمود:” هناك لحظة من أجل الجميع، كما هناك وقت لكل شيء تحت قبة السماء” ، وهناك” وقت للعمل، ووقت للكلام”. يقول الفيلسوف الإغريقي قبل ميلاد المسيح نيكوليوس بهذا المجال : ” كن صامتاً أغلب الأحيان، ولا تقل إلا ماهو ضروري، وبقليل من الكلمات، وفيما ندرإن توفرت لك فرصة الكلام ، تكلم …لكن لاتقل أول شيء يأتي بخاطرك”.
إني محامٍ، وبحكم عملي فإني أتعرض وأعيش عذابات الآخرين، أستطيع التحدث عنهم ، لأني أعتبر كما اعتبر قبلي يوماً ” مارك أورييل” في زمنه ، ” أن سعادة الإنسان تكمن في العمل بأفضل ما لديه، أن تكون حارساً يقظاً تجاه من يماثلوك مهما قاموا به من فعل ” ، أما بالنسبة لي فإني أعلم أن كلا منا وجد من أجل الآخر، لهذا عليه أن يكون منفتحاً لتوجيه النصح إليهم، في التحليل الأخير ، السبب في أن تكون محام يمارس العدالة ،لكن في أعماق الذات إذن ، تجد أن الضرورة تفرض عليك أن تقول الحقيقة.
الحقيقة، اليوم ، بالنسبة لي وحسب اعتقادي أن أجهر أمام الكون أن( أنور البني ) أخي في المهنة ” محام” بل إنه أخانا جميعاً وقبل كل شيء “إنه انسان قبل أن يكون محامي” لقد حُكِم ظلماً في تاريخ 24 أفريل “نيسان” لعام 2007، من محكمة البداية في دمشق بخمس أعوام من السجن ، تم هذا في محاكمة غير عادلة ” اعتمدت على اثباتات وادعاءات كاذبة وملفقة.
في نفس الفترة أيضاً، تم الحكم الظالم البعيد عن العدالة على آخرين منهم السيد ميشيل كيلو” الكاتب والصحفي”، ومحمود عيسى” الأستاذ والمترجم من اللغة الانجليزية” ، وقد رفع الإثنان الأول والأخير طلباً للاعتراض والاستئناف، لكن أنور لم يفعل، لأنه يعرف تماماً أن النطق بالحكم والإدانة سوف يتخذ بها قرارا من المحكمة الأولى وسوف يعتبر نافذاً، وما زال حتى اليوم يعاني من سوء المعاملة داخل السجن من الحراس ومن الإدارة منذ لحظة اعتقاله في مايو ” أيار” عام 2006، وقد قاموا بحلاقة رأسه عنوة من أجل إخضاعه وإذلاله، معتقدين أن خشيتهم ستجعله يأتيهم زاحفاً نحو نعالهم!.
سُجل في عداد المحامين المنافحين عن معتقلي الرأي في دمشق ، مرعوب أمام حالات السجناء السياسيين الذين كلف الدفاع عنهم، لأنه يعرف أن جميعهم يتعرض ويمارس عليه التعذيب غالباً ،وقد اختار أنور أن يكرس وقته وجهده للدفاع عن قضيتهم.
عانى وعاش مع عائلته سنيناً طويلة من التعرض للمراقبة والعدوانية من قبل البوليس، اعتداء جسدي ومعنوي مستمر ومتعدد، ناهيك عن حملة مقصودة ومنظمة تعمل على ترهيب زبنائه وإبعادهم عن مكتبه، بل وصل الحد بالبوليس أن يعمل على منعه من مزاولة مهنته في المرافعة أمام عدة محاكم .
لكن لاشيء استطاع أن يحجمه ويهزه ، واستمر مواصلا عمله ونشاطه من أجل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في بلده ومن أجل مواطنيه.
أنور البني عضو من مؤسسي منظمة “HRAS” المنظمة السورية للدفاع عن حقوق
الإنسان ، استطاع أنور أن يجهر مع العديد من زملائه للمطالبة بأحكام عادلة وظروف إنسانية محترمة يجب أن تمارس على السجناء السياسيين، ومع أن ذلك يعرضه للكثير من الأخطار استمر أنور البني في الجهر برأيه أمام الصحافة العالمية، والنهوض بحملات تندد بالاعتقالات وخاصة عند محاكمة النائب السابق في مجلس الشعب ” مأمون الحمصي ” مع تسعة من معتقلي رأي آخرين تم اعتقالهم في سبتمبر لعام 2001
في المحصلة النهائية، سلمته المحكمة الأوربية بالتوافق مع الحكومة السورية إدارة مركز للمعلومات في حقوق الإنسان، ويعتبر الأول من نوعه في سورية، في حقيقة الأمر لم ير هذا المركز النور، وفي أيار من عام 2006 تم إلقاء القبض على أنور البني، ثم حكم عليه بالسجن بعد سنة من اعتقاله لخمس سنوات متواصلة.
ماالسبب في اعتقاله؟ لأنه كان أحد الموقعين مع مجموعة مثقفين (274) على “إعلان بيروت دمشق/ دمشق بيروت” عام 2006 معلنين ومطالبين بتطبيع العلاقة و إعادتها لعلاقة جوار مع تبادل الاحترام و السيادة بين البلدين لبنان وسورية، جاء النص سلمياً دقيقاً وشجاعاً ، والذي تُرجم لأهداف سياسية تضر بمصالح سورية!.
والتي خشيت من وقوع نتائج وخيمة بعد أن أُجبرت على سحب قواتها من لبنان ووجهت لها التهم بتدبير الاغتيال بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في شباط 2005 حسبما يذكر كل واحد فينا.
بالنسبة للجريمة التي اتهم بها أنور أو وجهت إليه من قبل سلطات القضاء السوري؟، فإن ثلاثتهم أنور ومحمود وميشيل، قد حكموا بناء على مواد الدستور ( 286، 288، 376،378 ) من قانون العقوبات السوري.
في البداية” أولاً”: كونهم نشروا أنباءً كاذبة توهن نفسية الأمة، ما القاعدة التي استندوا عليها أو الدليل الذي اتخذوه مستنداً؟ كان مبعثه أن أنور أعلن من خلال الصحافة استنكاره ورفضه لموت الشاب محمد شاهر الهيسة في السجن تحت التعذيب عن عمر يناهز الثلاثين، بينما التصريح الحكومي الرسمي اعتبرأن سبب وفاة الشاب “جلطة قلبية”!، مع أن الجثة التي سُلمت لأهله كانت تحمل في الحقيقة علامات وآثارتدل على تعرضه للتعذيب.
وفيما بعد “ثانياً”: فقد كانت الجريمة الكبرى التي ارتكبها أنور، أنه “حاول أن ينشيء بالتعاون والدعم من المحكمة الأوربية أول مركز للمعلومات والتدريب في المجتمع المدني السوري”، مع أنه يُقال في سورية أن الحكومة قد أعطت موافقتها على المشروع قبل أن تنقلب على الأمر وتُغير رأيها.
وفي النهاية جاء الإتهام الثالث والأخيرلأنور البني أنه:” نشر واتهم الدوائر السياسية الرسمية ممثلة بالسلطة التنفيذية والقضائية في بلاده عبر صحيفة الرأي القطرية”، بما معناه أنه رضي أن تجري معه صحيفة الرأي اليومية القطرية مقابلة ، والتي كرر فيها أنور البني أيضاً ودائماً ، الحديث عن حقوق الإنسان وعن ضرورة أن يتخذ مسؤولي بلده قرارهم في التعامل مع الشعب باحترام”.
في الوقت الراهن، في فرنسا تجهد الحكومة (رئيس الجمهورية في المقام الأول ، وغيره على كل حال) على الخلط خطأً بين العدالة والمعالجة، غارقاً في “هستيريا الضحية”، هذا التعبير الصالح المستعار من الأخ في المهنة “ميشيل كونتيز”
يقول أننا نخطيء حين نحمل الضحية على الاعتقاد بأن آلامها ستتوقف بانتهاء المحاكمة ـ بشرط التأكيد على أن الحكم بحق المتهم سيكون قاسياً.
هذا يدعو إلى أن تصبح العقوبة أكبر مما يقبله العقل ناسياً بذلك تعاليم أرسطو ، وسيزيرون وسان توما ……، خاصة أن هذا في حقيقة الأمر يغرق الضحية بالآلام ويدفعها للتقوقع على ذاتها، بدلا من وضعها على الطريق الذي يخلصها من حالة الاضطراب ، ويوصلها لحالة التسامح والفغران.
أنور البني ضحية كذلك، لكنه ضحية من نوع آخر، إنه شخص اختار بشجاعة النضال السلمي (واضعاً حياته ثمنا للحرية ومعرضا حياته للخطر) سلطة ضاغطة، تبني وتؤسس لحرية الشعب ، الذي يعمل على تنظيمها وقيادتها، وخاصة تخدم وتحمي، من خلال هذه الشروط، لسنا هنا بصدد ضحية تطالب بالثأر، وإنما بمواجهة رجل وحيد أعزل، مؤكد أنه ضحية، وإنما يطالب قبل كل شيء بالعدل من أجل الآخرين، وإنه لمن واجبنا ومن دواعي شرفنا جميعاً أن نتدخل.
كتب جبران خليل جبران قائلا:”من شدة دفاعي، انتهيت بأن أكون حقوداً، لكني لو تمتعت بقوة أكبر، فإني لن أستخدم مثل هذا السلاح” ، بهذه الحالة الروحية كانوا أقوياء أقوياء، وقوتهم يستمدونها من الشعب ، ومن الأفكار التي تنتمي للغرب الأوربي (فوضع الاعتقال الذي يعيشه اليوم أنور البني يتطلب منا مواجهته)، وعلى فرنسا أن تتدخل تجاه النظام السوري، من خلال التوجه لها مباشرة وعليها وحدها يتوقف ايجاد الحل، وبالذات بالتوجه شخصيا لرئيس الدولة بشار الأسد.
كي نذكره بأن أي رجل لايستطيع، ولا يملك أن يرفع اليد ” إن هوبشكل شخصي أو من خلال أي شخص آخر وسيط”صبح مكروهاً، لكني لو كنت يملك السلطة على الآخر، من أجل أن نذكره بأن الأرض الغارقة بالدم، لن تنتج أبداً أي نوع من أنواع الفاكهة الناضجة، وكي نذكره كذلك، بأنه في نهاية النهايات، وحدهم زارعو السلام والعدالة يستحقون مكانهم في تاريخ الإنسان، وكي نقول له كذلك، أن أنور البني هو من هؤلاء الزارعين.
اليوم وكما يصرح جهاراً السيد “إدغار موران” ــ في المقاومة (الصحيفة التي ترفض البؤس) في 17 أوكتوبر لعام 2007 ، ، العلم، التكنولوجيا، الإقتصاد، والفائدة يتفقون معاً ويخترعون محاكمة تقود الكون إلى كارثة”. كل واحد فينا يمكنه أن يدرك كل يوم أن حضارتنا العولمية تدمر الحكمة القديمة من التضامن غير المعلن. في العالم الغربي عندما يسقط أحدنا في الشارع ، فإننا نستمر في طريقنا قائلين أن الإسعاف الطبي والبوليس سيقوم بالمهمة ويأخذ الأمر على عاتقه، هذه العقلية بكل تأكيد فردية بحتة لا تتوقف عن ربح مكاناً أكبر ومساحة أكبر فوق أرضنا ، ومع أن” الأخوة” ــ كأحد شعارات الثورة الفرنسية ــ محفورة ومسجلة فوق معالمنا الأثرية …لكنها الآن هنا في فرنسا تموت”.
لا نرى ونحن نقوم بهذا العمل أننا مهندسيه فنانيه بكل ما تحمله الكلمات من معنى حاليا ومستقبلاً، بشكل فردي وجماعي، علينا إذن أن نطور قلوبنا ومشاعرنا لأن الثورة الحقيقية هي الثورة السلمية التي تقلب المجتمع الإنساني برمته.
لانملك خياراً آخر غير هذا، حالياً في قرية الكون، الإنسان الذي يرغب بالعيش عليه أن يكون كما هو في أعماقه وألا يتوقف عن هذه الكينونة: رفيقاً، وليس عدواً لمن هم مثله.
أنور البني يصرخ بنا بصمت ومن عمق معتقله، يقول لنا: وكما ارتفعت أصوات أخرى في العصور الغابرة والمندثرة ضد العبودية، أننا ننتمي جميعاً لنفس العائلة الإنسانية، وانطلاقاً من هذا الجانب يجب علينا أن نحب بعضنا البعض، وعلى الأقل أن يحترم أحدنا الآخر وأن يتضامن معه، وهذا هو المفتاح نحو عالم بلا حدود نستطيع أن نعيش فيه مستقبلاً، ربما يصبح حينها عالماً أفضل.
وأنتم يا أصحاب السلطات الأقوى في العالم الديمقراطي اليوم، الذين اختارتكم الشعوب لتكونوا مندوبيها وممثليها، تَدَّخلوا عند أمثالكم الذين لايزالون يمارسون القهر ويمعنون في تعذيب وإخفاء معارضيهم، اعملوا بطريقة تجعل الخوف يختفي أو بشكل أفضل تجعل من الممكن أن تدخل الرحمة قلوب هؤلاء المسؤولين والذين ويعاقبون رجالا مثلهم من أجل الدفاع عن مصالحهم على كل الأصعدة ، علموهم كما ترغبون وكما تستطيعون ، لكن قبل كل شيء علٍموهم أنهم “من أجل أن يثروا، يجب ألا يرفعوا من سقف ممتلكاتهم، بل أن يخفضوا ويحدوا من هذه الرغبات” ماعدا أولئك الذين يسعون إلى الاهتمام والعناية الدائمة بمن يماثلهم.
لا أتحدث هنا من أجل أن أوجه اتهاماً لأحد، إنما أدعو لصحوة ضمير لدى كل واحد منا.
أرادوا أن يُخرسوا صوت أنور البني! ، ونجحوا بألا يجعلوا أحداً يتضامن معه، لأنه لن يملك القوة الدائمة للمقاومة، يريدون ويعملون على إخراسه، وأنا أعترض، لكني وحدي لا أستطيع أن أفعل أكثر من هذا، لهذا أطلب منكم أن تنضموا إلي ومعاً نستطيع الكثير ، الأسوأ ليس مؤكداً على الدوام ، والقَدَر لايمكنه أن يوجد طالما أن الموت لن يجعله يولًد.
إذن في أي مكان أمر فيه ، فإن أنور البني سيكون حياً، هذا الرجل لم يرغب بتحقيق شيء سوى ماهو جيد لأخوته في الإنسانية، وهذا هو جرمه الوحيد.
كم من الوقت بعد نرضى بأن يكون أحسننا وأفضلنا يعامل معاملة رديئة و هذا أسوأ ما يمكنه أن يحصل لأحدنا؟
في رد الفعل هذا، الاختلاف يعتبر احتقاراً وعيباً ، ونشكل نحن أكثرية مختلفة، لهذا فنحن موضوعياً الأقوى من الأقلية الضاغطة.
لكن الأكثر إقناعاً يأتيكم بكل بساطة على لسان أنور البني وهو يتحدث إلى القضاة الذين حاكموه: ــ ” إن موضوع التهم الموجهة إلي عبارة عن أوسمة أعلقها على صدري، ومنبع فخر وشرف لي، أعرف كما تعرفون وكل شخص أيضا يعلم أني أحضر اليوم هنا أمامكم، لا كي أجيب على جريمة ارتكبتها، لكن بشكل أساسي تريدونني أن أصمت لتمنعوني من التصريح والرفض لعملية إجهاض حقوق الإنسان في سورية، لكني لن أعدل عن هذا أبداً طالما بي روح وطالما أني حي يملك القدرة على الصراخ ورفض انعدام العدالة “.(سجن عدرا في 19 نوفمبر لعام 2006 ، استجواب ومرافعة أنور البني من محكمة البداية في دمشق، في محاكمة مغلقة).
” أنا لا أريد أن أَقتِل أو أُقتَل، أريد كما يريد كل السوريون، أن أعيش حسب قناعاتي، ومبادئي وأفكاري، أنا حامل رسالة ” مهمة” أدافع عن كرامة وحرية الإنسان. للقضاء على التهميش وانعدام العدالة والقضاء على التعذيب. الناس سمعوا رسالتي وفهموني، لكني أحمل أملا بأن يسعى أصحابكم المسؤولين لتغيير القضاء في سوريا. ليسير في طريقه الطبيعي والمستقل، الأمر يتعلق بأحكام سياسية، وبكل تأكيد أننا جميعاً وفي القريب جداً سنقف أمام محاكم الشعب والتاريخ.” ( مركز التوقيف في عدرا، 20 مارس ” آذار” لعام 2007، مرافعة الدفاع لأنور البني أمام هيئة محكمة البداية في دمشق ).
وإليكم ما يعيشه أنور البني منذ اعتقاله :ــ “ارفع راسك، كلب …افتح فمك حتى أشوف”.أفتح فمي”. (الحارس) يطلب مني أن أفتحه أكثر وأكثر… ينخر بقوة ويتنحنح بقوة لمرات ثلاث ودون أن أرى أحس بأن فمه قد امتلأ بالبصاق ، أحس برأسه يقترب مني…يبصق كل مايحويه فمه داخل فمي…الرد الطبيعي …يريد أن يتخلص من هذا:”أحسست بأني سأتقايأ، لكنه كان أسرع مني: أغلق فمي بيده الأولى بينما كانت يده الأخرى تدخل بعمق نحو عضوي الجنسي وتضغط كما لو انها صعقة كهربائية. أمسك بمؤخرتي وضغط عليها بقوة وعنف. الألم الذي ارتفع من أسفل بطني نحو الأعلى جعلني أقترب من حالة فقدان الوعي، تنفسي انقطع خلال ثانيتين أو ثلاث، وهذا كان كافٍ كي أبتلع بصاقه، حين استعدت تنفسي استمر في سحق مؤخرتي حتى أصبح متأكداً بأني بلعت كل شيء.
استمريت أزحف نحو الأمام وعيوني مغمضة، الرأس منحني نحو الأسفل وشيئاً فشيئاً آلام مؤخرتي وعضوي الحارقة بدأت بالهبوط، شعور بالقرف والقذارة بدأ يصعد في داخلي.” شهادة من مصطفى خليفة، سجين سوري سياسي سابق ”
من كتابه القوقعة ص79
أرجوكم: لنعمل على إطلاق سراح أنور البني، وكل رفاقه المشابهين من هذا الجحيم.
” الشرط الوحيد لانتصار قوى الشر، هو عدم تحرك قوى الخير” هذا ماقاله أدموند بورك، أضيف .”.أن تفتعل العمى طوعاً لايعني أنك حراً، لكن بكل تأكيد جباناً، بكل عيب وعار جبان وأناني.
هكذا أنت، وتماماً فهمتني….. السلام عليك يا أنور.
ترجمة فلورنس غزلان ــ باريس 09/07/2009
نور
لأجل أنور البني
Les 9 et 10 juillet, de passage au Liban, Bernard Kouchner s’était félicité de l’amélioration des relations entre la France et la Syrie.
Interview d’un chercheur l’IRIS, XX, sur le président syrien Bachar al-Assad et sur la stratégie de Damas vis-à-vis de la France, de l’Europe et des Etats-Unis: La méthode Sarkozy est un don du ciel pour la Syrie