صاحب زاوية «كلام الناس».. لايجب الازدواجية

0

كتب هالة عمران

بدأ دراسته بمدرسة الصباح، ثم انتقل إلى الصديق ومنها إلى ثانوية الشويخ، نبغ في اللغة الفرنسية، بعدها عمل في أحد البنوك، فكان يعمل نهاراً ويدرس ليلاً، تربى وسط عائلة من الطبقة المتوسطة، كان ضعيف الجسد ضئيل الحجم، شقي، يرفض الاستحمام معتبرا، أن وساخته هي مصدر قوته أمام أنداده، فكان زعيم الأشقاء له صولات وجولات وحروب وكر وفر في المدرسة، ومن اسم عائلته كانت مهنتهم، حيث عمل جدة بالصرافة في سوق الصرافين، هو صريح في آرائه ومتطرف في قول أفكاره، لا ينتمي إلى أي تيار، فقد تجاوز مرحلة الليبرالية بعد يأسه من وجود ليبراليين حقيقيين، يري أن الجمعيات الخيرية تسيست ودخلت في قاذورات السياسة والتحزب، يميل لفلسفات الشرق الأقصى والتي تقول الحكمة في معرفة النفس، هو كاتب مقال يعترف بنقل مقالاته من النت، فمصدره بحر الانترنت ويعتبر نفسه وسيطا ينقل الخبر أو المعلومة ويحللها فيبسط المعلومة ويضعها في مقال، لديه موقف قديم من حزب الله، لأنه يعتبره حزبا مسيراً، صراحته ضارة سببت له العديد من المشاكل، وأكثر ما اسعده وقت دراسته في لبنان التقائه بزوجته اللبنانية، ولأنه يميل للتسامح، اهتم أن لا تكون اسماء أولاده ذات صبغة معينة لدين معين، علاقته بالعمل المصرفي دامت 40 عاماً، وأول راتب حصل عليه 70 دينارا وقراءاته كانت في جميع المجالات، لا يحب الازدواجية في التعامل فيتعامل مع الآخرين ندا، أما الدواوين فهي مضيعة للوقت، وحياته الاجتماعية ثرية جدا، يستفزه الشخص الجاهل المصر على النقاش ويسعده العالم المتواضع، ويحتقر السارق والمرائي كل هذا تتعرفون عليه بشيء من التفصيل في لقائنا مع الكاتب أحمد الصراف ولكن من الوجه الاخر.

* نريد أن نتعرف على نشأتك؟

– تربيت في عائلة من الطبقة المتوسطة، كنت شقيا جدا، أرفض أن يحمموني فكانوا ينتظروني حتى أنام ثم يأخذوني لاستحم، حيث كانوا يحضرون «السطل» والمناشف والصابون وأنا نائم، كان جسدي ضئيل الحجم وليس لدي عضلات مفتولة، لذا كنت أود أن اظهر أمام اندادي من الأطفال ذوي الطول والضخامة انني قوي، معتبراً أن «وساختي هي مصدر قوتي»، يقال لا تصطدم بمن ليس لديه شيء يخسره، وفي المعارك العسكرية يقال اترك فسحة للعدو لينسحب، من هذا المنطلق كنت أحاول أن أكون بارزاً، كنت زعيم الأشقياء فكانت لي صولات وجولات وحروب وكر وفر في المدرسة في نهاية الدوام، لم أكن التلميذ المجتهد أبداً.
حتى في الجامعة كانوا يعطوننا الكتب مجلدة، أتذكر انني في ليلة الامتحان فتحت بعض الصفحات لأول مرة، وكنت راضيا بالنجاح وليس مهم عندي أن أكون الأول. كثيرون من الأوائل في صفي لم ينجحوا نجاحي في حياتهم العملية، ولم أكن أميل لإعطاء الدراسة قدسية كبيرة.

* ما دور الوالدين بحياتك؟

– كانت علاقتي بهما جيدة، ورغم أنني الابن الأكبر، لم ألعب دور الأخ الأكبر المتحمل للمسؤولية، أمي سيدة محترمة متفهمة لمسؤولياتها، انجبت أبناء عدة واهتمت بهم، تعلمت من والدي حب القراءة، عشنا في بيت كبير جدا يضم جدي وعمي، كانت الأسرة مهتمة بالسينما، وكان بيتنا من أوائل البيوت في الحي التي اشترت تلفزيونا، ومن اسم عائلتي «الصراف» كانت مهنتها، فكان جدي يعمل بالصرافة، وكان محله في موقع استراتيجي حيث كان أول محل في سوق الصرافين، واتذكر في طفولتي لم يكن هناك جريدة رسمية بل لوحة إعلانات حكومية وكانت توضع بجانب محل جدي، فكانت الناس تتجمع هناك لقراءة هذه اللوحة أو يطلبوا من جدي أن يقرأها لهم. عشت في أسرة كلاسيكية عادية، متنوعة القراءات لذلك لم أصبح متعصبا.

* درست في مدرسة الصباح… وانتقلت إلى العديد من المدارس بعدها.. بسبب شقاوتك.. كيف تتذكر هذه المراحل الدراسية؟

– بدأت في مدرسة الصباح والتي تم هدمها.. ثم انتقلت إلى مدرسة الصديق ومنها إلى ثانوية الشويخ وقتما كان يديرها سليمان المطوع، وعندما رأى درجاتي رضا عنها، ولكن بسبب سلوكي رفض دخولي الثانوية، فدخلت الثانوية التجارية ودرست فيها وكانت أول مدرسة تدّرس اللغة الفرنسية منذ السنة الأولى، فنبغت فيها وكنت أكثر من يحصل على درجات عالية في الفرنسية، أختلفت مع والدي فتركت المدرسة وذهبت للعمل في أحد البنوك كنت الكويتي الوحيد الذي بدأ من الصفر، كان معي موظف كويتي آخر صديق عمر بالنسبة لي وهو «يعقوب الجوعان» فبدأت أدرس ليلاً وأعمل نهاراً واستفدت من دراستي التجارية بعملي في بنك «الخليج»، واتذكر بداية عملي مع بنك الخليج كان عمري 17 عاما، وقتها كان يحوي ما لا يقل عن 40 جنسية، واكتشفت اننا كمواطنين جهلة ونعاني النقص لعدم مقدرتنا على عدم سد الحاجات وتوفير الخبرات، ما جعلني احترم كل الوافدين، وهو ما انعكس على طريقة أكلي ومشربي، لذلك أحب كل أنواع الطعام والموسيقى وأسافر لكل دول العالم دون أن أتضايق من أحد، ولا أعاني من المشكلات التي عوّد الكثيرون انفسهم عليها.

* انتقدت تعقيد باقر على اتهام الكويت بالتميز ضد المرأة وقلت أنه اخر من يتحدث عن ذلك.. علق.؟

– لا استطيع الدخول في أمور شخصية، لان هناك قضية لها صلة به، لذا حقوق المرأة لا يحق لأحمد باقر أو غيره الحديث عنها، فالمرأة إنسانة مسؤولة عن تصرفاتها وخلقها، ونحن كآباء علينا التوجيه، طبعا آسف لتشبيهي المرأة بالشجرة، لكن اي نبتة متى ما توفرت لها العوامل المناسبة كبرت ونضجت، ومتى ما كبرت لا يمكن التحكم فيها أو السيطرة على وجهة نموها، الخوف ممن يتركون التربية لأناس آخرين أو لا يعرفون التربية بسبب نقص في الثقافة أو التعليم أو الخلق وفي ذات الوقت يطلبون من المرأة أن تكون محتشمة وظاهرة ونظيفة ومخلصة، لذلك الاهتمام بالمرأة يكون منذ البداية هذا الرجل الذي يبدي كل هذا الحرص على سمعة زوجته وابنته واخته، لو أبدى نصف حرصه في تربيتها التربية السليمة لما احتاج إلى بذل كل هذه الجهود للدفاع عنها، للأسف هؤلاء يعانون من ضعف في التربية، فالذين يشكون في زوجاتهم وبناتهم وزوجات وبنات الآخرين ليس لديهم وقت ليربوا لذا يودون من المجتمع ان يربي لهم عبر القوانين الصارمة بمنع الاختلاط والخروج والسفر، وذلك لانه لم يسلحها بالأسلحة منذ الصغر، والأمر سيان بالنسبة للولد لانه يجلب لأهله العار كما تفعل الفتاة، والعار لا ينحصر في الأمور الجنسية فقط، وإنما له عدة اشكال منها السرقة والإدمان وغيره.

* كيف تنظر للمرأة الكويتية بعد وصولها للبرلمان؟

– المرأة كيان بشري له ما للرجل من حقوق وأكثر، لأن دورها في المجتمع عملية الخلق ولا يوازيه دور، فالأنثى تمتاز عن الذكر في أشياء كثيرة، وما وصلت إليه المرأة ما هو إلا حق من حقوقها، حيث ان وجودها بالمجلس معهم ويسكون دورها داعم ومفعل لدور الرجل، اتمنى لهن التوفيق.

طوروا انفسهم

* هل تعيش الكويت زمناً اقطاعياً.. بدليل عدم وجود مسؤول كبير من بيت بسيط وليس ذي ثروة؟

– لا توجد اقطاعية بالكويت وما يوجد هنا يوجد في كل المجتمعات فالطبقية موجودة في كل مجتمع حتى في روسيا رغم سيطرة المبدأ الشيوعي على كل شيء، ووجود أناس بنت نفسها من ثقافة أو مال أو مركز لا يعني ان المجتمع اقطاعي أو يلفظ المجتمع البسيط، فمن يسيطر على الاقتصاد الكويتي ووسائل الإعلام ذوي خلفيات بسيطة جدا، ورغم ذلك خلقوا مؤسسات، وثروات من خلفيات اجتماعية متواضعة جدا وبعد 100 عاما ــ اذا حافظوا على الامبراطورية سيصبحون ابناء الاصول التي تتحدثين عنها الاقطاعيات أو البيوت تبني ولا تأتي من عدم بل كان اصحابها أناس عاديون طوّروا أنفسهم وحافظوا على الثروة والثراء.

* كيف تصبح الكويت مركزاً مالياً وتجارياً؟

– لا يمكن تحقيق هذا الحلم بالمعطيات الحالية احلام العظماء تحتاج لرجال يطبقونها.. والامر يحتاج لتضافر الجهود وتوحيد الكلمة والرغبة والإرادة والبيروقراطية الكويتية فاسدة ومتخلفة، وهذا ليس خطأ فردياً بل نظاماً شارك الجميع في نشوئه الواقع يقول مثلا ان البنوك ابتدأت من حيث انتهى الاخرون، فيما الوزارات ابتدأت من «كيف صنعت العجلة» لذا اية رغبة سامية في تحويل الكويت لمركز مالي عملية شاقة جدا تتطلب تضافر الجهود وخطط خمسية وعشرية وسنوية ودراستها قبل موافقة مجلس الأمة عليها طالما المال موجود فلا مشكلة.

* كيف تنظر للكويت.. وإلى أين تتجه في الفترة المقبلة..؟

– انظري إلى الكيفية التي يقود بها الناس سياراتهم وإلى طريقة انهاء المعاملات لذا من المستحيل الدخول لمجتمع ونجد فيه جزء اًجيداً وآخر غير جيد، فاما ان يكون كله جيد أو العكس فالمجتمع مكون من ذات الناس واما ان يكون متقدما أو متخلفا أو متوسطاً أو متشدداً واسقاطا على مجتمعنا نستطيع القول ان المجتمع الكويتي متخلف سياسيا، حزبيا، اقتصاديا فليس لدينا قاعدة بيانات يستقى منها القيادات والوزراء، لذا اعطي لرئيس الوزراء العذر في عدم اختيار البعض لانه لا يعرف عنهم شيئا فيتم الاختيار بناءً على السمعة أو المعرفة الشخصية وهو أمر نافع لمجتمع بدائي أو قرية أو عزبة لكن على مستوى الدولة ليصبح الامر صعبا وغير مجد ان ممارستنا في إدارة الدولة لا تختلف كثير عن ممارستنا في قيادة السيارة في الطريق وهذا جزء من التخلف الذي نحياه ولا اتمنى ان أكون موجوداً وقت نفاد النفط لأنني سأنتحر من الوضع البائس وللاسف غالبية الاسر لم تستعد لذاك اليوم القادم لا محالة سواء بعد 20 أو 30 أو 50 سنة، حيث انه مصدر غير متجدد وقد ادركت القيادات الحكيمة ذلك فوضعت صندوق الاجيال القادمة ولم يوضع عبثاً.

* ما سبب تلقيبك بالليبرالي المتصرف؟

– ليس كل تسمية أو لقب يُلقبوني به صحيح، لكن انا صريح في آرائي ومتطرف في قول افكاري.

* لماذا اتخذت التوجه اللبيرالي وما القواسم المشتركة بينكم..؟

– لا يوجد بالكويت توجه لبيرالي، وليس له اطار محدد، بل هناك مجاميع متشرذمة من قومين سابقين، واشتراكيين وشيوعيين، بعثيين، ناصريين يجمعهم بعض القواسم المشتركة واذا فرضا بوجود تيار ليبرالي ــ رغم شكي في ذلك فإن الخلافات بينهم كثيرة جدا، اما أنا فلا انتمي لانه توجه ــ فقد تجاوزت مرحلة اللبيرالية بشكل كبير بعد يأسي من وجود لبيراليين حقيقيين، حتى من يمثلون الليبرالية في الكويت تبين زيفهم من تحفظهم وتمسكهم بالاصول التي لا تعترف الليبرالية بها، الليبراليون يكتبون بالصحف ويتشدقون بكثير من الشعارات الفارغة وينتقلون هنا وهناك لكن مع الاصطدام بالواقع يتعرون أمام من يفهم وتسقط اقنعتهم، غالبية من يكتبوا بنفس ليبرالي يقولون ما لا يفعلون بنسبة 100%.

* الكاتب محمد يوسف المليفي يهاجمك باستمرار وقد وصفك مرة بـ«راقص التانغو» ما الأمر؟

– لا اقر له ولا اعترف به ككاتب اذا كان هذا اسلوبه.

* ما وجهة نظرك في الجمعيات الخيرية وجهات صرف أموالها؟

– الجمعيات الخيرية ليست نبتا شيطانيا هي موجودة في كل دول العالم تحت مسميات متباينة وليس ليَّ اعتراض عليها لان كل مجتمع يحتاج لمؤسسات غير حكومية تعلم في مجالات الاغاثة والتطيب وتقديم التسهيلات المشكلة تبدأ عندما ترفض هذه الجهات الحق في مراقبة اعمالها، وهنا يبدأ الشك فالجمعيات الخيرية هنا من جهة تسيست ودخلت في قاذورات السياسة والتخريب، في ذات الوقت رفضت طوال 30 عاما أو أكثر ــ أي منذ جمعية الارشاد نواة الاخوان المسلمين في الكويت، رغم كل المليارات التي جمعوها، لم تتجرأ جهة واحدة على معرفة رصيدها، حاولت وزارة الخزانة ووزارة الشؤون الا انها رفضت حتى اليوم رغم ما حصل في افغانستان، والعراق، وبن لادن و11 سبتمبر واتحدى عبر«عالم اليوم» ادعاء أي جهة معرفتها بأرصدة الجمعيات وأين صرفتها؟ وقد صرح وزير الاوقاف والعدل السابق بأنه سيتم تشكيل فريق من الأوقاف والداخلية ووزارة الشؤون لمراقبة اعمال الجمعيات الخيرية التي لها مرشحين، وهذا اعتراف من الوزير بوجود مرشحين للجمعيات الخيرية وهذه أول مخالفة وأول جريمة، مع العلم اننا نعلم ان جهاز وزارة العدل يتبع حزباً محدداً.. فهل سيراقب هذا الحزب مرشحيه؟

* بنسبة كم تنظر إلى مجلس الأمة أو الكرسي المجلس؟

– ابداً ولا حتى بالحلم.. فعملية الترشيح لمجلس الأمة تحتاج لشخصية ذات مواصفات معينة لاتتوفر فيًّ.. وانا أميل لفلسفات الشرق الأقصى «الحكمة في معرفة النفس» ومعرفتي لنفسي يؤكد عدم سماحها لي للترشح، وجميع من أدليت بصوتي لهم خسروا لأنني اصوت للمبدأ وليس لبروز المرشح.

* ما أفضل المجالس التي مرت على الكويت ولم تتكرر..؟

– أول مجلس أمة كان الأفضل ولم يتكرر مثله، ولا اعتقد بقدوم ماهو أفضل ولا اتوقع قدوم مجلس أمة يرفع الرأس وهو أمر محزن.

انا وسيط

* روج اعداؤك نقلك المقالات من الانترنت فلماذا هذا الاتهام.. وما السبب؟

– اعترف بنقل مقالاتي من الانترنت، ولو كان هؤلاء لديهم معرفة أو دراية بالانترنت لما قالوا ذلك، الانترنت بحر ناقل مثل وكالات الانباء، وانا انقل الخبر أو المعلومة واحلله واعلق عليه فمصدري بحر الانترنت، ودائماً اكتب ان هذه الجزئية أو المقال من الانترنت بتصرف كبير حيث اضيف اليه من روحي وانا وسيط بين من يفهمون اكثر مني وبين من افهم اكثر منهم لذا ابسط الصورة واضعها في مقال.

* هل من علاقة سالبة أو موجبه مع حزب الله اللبناني.. وما قصة عدم ذهابك للسلام على نصر الله..؟

– لدى موقف قديم من حزب الله قبل قيادة نصر الله له لانه حزب انشأته ايران وبالتالي هو مسير ولايعتبر حزبا لبنانيا وطنيا، وانا ضد ان نكون أبواقاً لأية جهة أخرى لبنان وطني الثاني اذهب اليه دائماً.. وموقفي غير شخصي بقدر ما يتعلق بسياسة الحزب ككل.

* يقال بأن قناة الجزيرة ضد الكويت فهل ذلك صحيح؟

– «الجزيرة» قناة اثارة والكويت هي الدولة الوحيدة بالمنطقة التي بها صحافة مقروءة واعلام قوي وتصرفات مسؤوليها موضع اثارة.. فلو تكلمت الجزيرة عن عمان مثلاً لم يلتفت اليها احد فالامور هناك كلاسيكية مستقرة لاتتغير، ولا توجد آراء متطرفة أو اثارة أو تصريحات على عكس الكويت، حيث ان هامش الحريات خلق مجموعة جيدة من المتحدثين المستعدين للمشاركة في الموضوعات المتعلقة بنا، لذا كنت دوماً ضيفاً لديها لكن قاطعتها بسبب موقف بعض مقدمي البرامج حيث تتطرق لطريقة في الحديث ارفضها.

* مقالاتك في القبس هل طالها مقص الرقيب؟

– مقالاتي معرضة دوماً لمقص الرقيب، وقد اعتدت دوماً على ذلك، وكثير من مقالاتي منعت ولا اتقاضي أي مبلغ من الصحيفة مقابل مقالاتي والعروض التي عرضت عليّ، دون مبالغة لابأس بها، واشكر اصحابها على كرمهم وثقتهم فيًّ لكني سأبقى في القبس في المستقبل المنظور.

* سخرت من كثرة مؤتمرات عادل الفلاح وكيل وزارة الاوقاف فما سر السخرية؟

– لا يوجد أحد لم ينتقده نسمع جعجعة مؤتمرات الفلاح ولا نرى لها انجازا.. فجميع مؤتمرات الفلاح ووزارة الاوقاف لا تساوي صفرا في نتائجها.

* يقال بأن الكويت للتجار في رأيك في ذلك في ظل الغلاء القاصم لظهور محدودي الدخل؟

– الغلاء في كل دول العالم، وهذا ليس دليلا على ان التجار السبب فأنا تاجر لذا فمن صالحي ان تكون الاسعار معتدله لكن لاننا نعيش في مجتمع متخلف نسمح لفئة معينة من التجار التحكم فينا والكويت لا يحكمها تجار اكثر من اي دولة اخرى فالطبقة المتحكمة في مجلس الامة ليسوا تجارا سياسيين.

* جرأتك ممن اكتسبتها… وهل تضر هذه الجرأة مصلحتك الشخصية؟

– لايمكن اكتساب الجرأة او الصراحة وعمري الآن 63 عاما وفي كل يوم اكتسب خبرات ، وصراحتي ضارة جدا، سببت لي مشكلات كثيرة في محيط عملي فمثلا كتبت عن صديق وزير انتقدته على تصرفاته فتوقف اهله عن الشراء مني.

* متى بدأت الكتابة الصحافية؟

– بعد التحرير بثلاث سنوات، حيث كنت اكتب استراحات وهي صفحة كاملة كل اسبوعين بأفكار معينة.

* ماذا عن دراستك لادارة الاعمال في بيروت وكيف جاءت قصة التقائك بزوجتك هناك؟

– هي فترة لهو اكثر منها نضج ولم تكن الدراسة تمثل لي هاجس لكن اسعد شيء اثناء هذه المرحلة التقائي بزوجتي اللبنانية في نفس الجامعة، اتذكر عندما حدث اضراب بالجامعة وتم اغلاق الجامعة ولم اكن قد حضرت المحاضرات وهي كذلك، فسمعتها تشكو بأنها لم تحفظ درس الاحصاء، فشجعت احد الاصدقاء والذي حضر الدروس بان يقول لها انه سيقوم بتدريبنا، فحضر معنا مرة وفي المرة الثانية طلبت منه ان يتركني ادرسها، فحدث الود والنصيب، وذهبت الى بيتها بكل جرأة وطلبتها للزواج، سأل عني أهلها وتمت الموافقة تزوجنا وذهبت معي الى بريطانيا عندما ارسلني البنك في دورة.

* ما ثمرة زواجك؟

– انجبنا ثلاثة اولاد كلهم سعداء، البنت الكبرى اخذت مني اكثر من أمها، وقد اخترنا اسماؤهم بالصدفة لميلي للتسامح وحاولنا ان تنعكس شخصيتنا على أسماء اولادنا فأسمينا البنت الكبرى «جوانا» وهو مشتق من اسم «جون» وهو اسم مسيحي والصغير اسميناه «طارق» وهو اسم يمكن ان يكون يهوديا او مسلما او مسيحيا فقد اهتممنا بالا تعطيني الاسماء صيغة معينة او تحيز، لاننا نحب كل الشعوب.

* تاجرت منذ كان عمرك 9 سنوات حدثنا عن المصاعب التي صادفتك؟

– صحيح كنت شقيا واتذكر سالفة انه في احد السنوات ضرب محصول «البنادوره» او معجون الطماطم في ايطاليا فكانت الطماطم كلها ماء، فمفعول 10 علب من صلصة الطماطم يعطي مفعول علبه واحدة، فأقلع المستهلك عن شرائها.

كان والدي وجدي قد تركا الصرافة واقتحموا مجال المواد الغذائية وقاموا باستيراد هذا المعجون ، فجاءت لي فكرة بان اخذ المعجون واضعه في سوق الخضرة اثناء العطله الصيفية ونبيع معه بالونات للأطفال، ومن يريد شراء البالون يشتري المعجون والعكس، فكانت السيدات تتسوق من السوق معهم اولادهم فيرون البالونات فيشتروها مع المعجون وفعلا ربحت، وهنا تكون رأسمالي واستمريت في التجارة

* اكثر من 40 عاماً من الخبرة المصرفية.. اليس ذلك كافيا لانشاء مصرف على يديك؟

– علاقتي المصرفية 40 سنة لكن خبرتي 17 سنة، فترة عملي في بنك الخليج كموظف، ثم عدت اليه في مجلس الادارة عملي في الخليج كان نقطة تحول جزءية حيث فتحت امامي المجالات للتعرف على العديد من الشخصيات، واذكر اول راتب حصلت عليه كان 70 دينارا وقتها كان عمري 17 سنة، كنت في ادنى درجات السلم الوظيفي، وليس بيني وبين الفراش درجة واحدة، في اول شهر اعطوني 90 دينارا، فذهبت للمدير واعطيته 20 دينارا على اعتبار انها زيادة، فقال لي انت عملت لاكثر من شهر وهذا حق لك.

* متى بدأ شغفك بالقراءة؟

– مع مولدي في بيت مليء بالكتب، لم تكن كتب ذات صبغة واحدة، لذلك تفتح افقي، فكنت اقرأ لاحسان عبدالقدوس، توفيق الحكيم، فهد العسكر، يوسف السباعي وقرأت في اتجاهات عديدة.

* حدثنا عن اسفارك؟

– الاسفار جزء مهم في حياتي، حيث انني اصر على ارتداء البدلة في الخارج، ثم بعد عودتي ارتدي الدشداشة، وهذه الازدواجية لم ارغب فيها لذلك طلقت الدشداشة فأنا انسان عادي اتعامل مع الآخرين بودية واكون نداً للآخر، ومنذ لبست البدلة وأنا أكثر تراحما مع الآخر، فلا اتصرف على انني صاحب البلد.

* هل صحيح أنك لا تذهب للحفلات والدواوين والعزاء؟

– الدواوين مضيعة للوقت، وليس لدي طموحات اكتسبها منها فهي عبارة عن اخبار واشاعات والتعرف على شخصيات والاحتكاك بهم والوصول لمناصب معينة وكل هذه الامور لا احتاجها، فسلبيات الدواوين اكثر من ايجابياتها بالاضافة الى انها تطلب جهدا، وهي مجاملات وقعدات وشاي، اما العزاء لا اذهب الا فيما ندر، اذا كان لدي ارتباط باحد اقرباء المتوفى او المتوفى نفسه، غير ذلك لا اذهب لانها عملية روتينية، وفيها نفاق اجتماعي هائل.

* هل يعني ذلك ان حياتك الاجتماعية فقيرة؟

– حياتي الاجتماعية ثرية جداً لكن نطاقها ضيق جدا، فلدي اصحابي وأذهب للنادي، وصديقي الانترنت، والمقربون مني هشام السلطان، عماد محمود، ماجد صباغ، غالبيتهم غير كويتيين، اما من الكويتيين الذين اعتز بصداقتهم يوسف الشايع، فوزي المسلم، صباح الريس، حمد مساعد الصالح لدينا ديوانية واحدة نجتمع فيها بالسنة من ستة الى سبعة مرات، ولا تعتبر ديوانية بالمعنى الشائع.

خلطوا الامور

* الجماعات الاسلامية قنبلة… ما رأيك؟

– الجماعات الاسلامية وباء، فالقنبلة ينتهي مفعولها بمجرد انفجارها ويمكن مداراتها وعلاج الجرحى ودفن الموتى، وهؤلاء ادخلوا الدين بالسياسة، ولم يحتفظوا بقدسية الدين بل خلطوا الاثنين معاً، وخرجوا بتوليفة مؤسفة، وسبب فجرهم يعود لقوتهم في الشارع الكويتي وزيادة اموالهم وتعدد اطرافهم سلف واخوان فهم البعبع الكابح لكل حركة، والسياسة فن الممكن اما الدين فقاعدة اللا ممكن، واصحاب الفكر الديني هم المخربون لان كل واحد متمسك وعلى غير استعداد للتحرك قيد انملة عن موقفه.

* ما الموقع الذي تطمح فيه.. وتتمنى العودة اليه؟

– لا اطمح في موقع ما.. واتمنى العودة والعمل في بنك الخليج.

* هل ترى أنك إنسان مختلف عن الآخرين؟

– مختلف جدا.. لأنني منسجم مع نفسي بعد معرفتي بها.

دربت نفسي

* كيف تقضي يومك؟

– ليس لدي نظام في حياتي، وليس لدي أي وقت ضائع، لذا أهتم بالمواعيد، ودربت نفسي على ألا أكون عبدا لأية عادة سيئة أو جيدة، وإذا أعجبني مقال أطبعه وأقص كل المقالات التي اريد قراءتها، واحرص على الاستفادة من الوقت حتى لو كنت بالانتظار في عيادة الطبيب.

* ما الهواية التي تحرص عليها؟

– القراءة ولعب الورق مع الاصدقاء مرة بالاسبوع أما الرياضة اليومية والقراءة هي الأساس في حياتي.

* باقة ورد.. ورسالة عتاب.؟

– باقة ورد لزوجتي.. أما العتاب لرئيس الوزراء لانه اعطى كل هذه الثقة والمحبة ولم يستفد منها.

بيت مشبوه

* ما سر هجومك الضاري على بيت الكويت للأعمال الوطنية.. وما الهدف؟

– هو بيت ليس وطنيا وليس كويتيا وليس بيتا وليس أعمالا، بل هو مشبوه منذ أول يوم لنشأته ولا تزال المستندات لدي، وقد سلمتها لاكثر من وزير اعلام سابق دون جدوى، وقد بني هذا البيت بأموال هائلة غير معروف أين ذهبت ويتقاضى رسوم دخول دون ان يكون له حق في ذلك، هذا البيت يفرض نفسه لدى الدول الاخرى رغم انه غير معترف به من قبل وزارة الشؤون أو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أو وزارة الاعلام، فقط صاحبه يكسب رضاء كل وزير لذلك سكتوا عنه، وقد علمت ان رئيس الوزراء خصص قطعة ارض مساحتها 7000 متر لنقل هذا البيت، وأنا لست ضد تخليد ذكرى الغزو لانه جزء من التاريخ لكن اطالب بوضعه بايد امينة تستطيع ان تحافظ على المسؤولية ويستمر المشروع لانه من المشاريع المؤسسية التي يجب استمرارها للابد.

سمح بالسجائر في رمضان

* اتهمت بالتطاول على المرجع الأعلى السيد فضل الله فما صحة ذلك..؟

– لم أتطاول على أي مرجع ولكن أعاني الحساسية من تدخل أية جهة بحياتي الشخصية والتحكم بتصرفاتي صحيح أنا إنسان اتعلم كل يوم وانسان جاهل، اشعر بنقص معرفي هائل لكن لدي ما يكفي ليبين لي الطريق الصحيح، انتقادي الوحيد الذي وجهته لمحمد حسين فضل الله انه سمح بالسجائر في رمضان واعتبرها غير مفطرة رغم ضررها وعلى النقيض من ذلك مدحته وتمنيت لو لدينا اكثر من فضل الله مع عدم اتفاقي معه في كثير من الامور، فهو لديه آراء تقريب بين المذاهب، وأنا لست بقريب من أي مذهب لكن ما يصيب المسلم يصيبني وما يضره يضرني وما ينفعه ينفعني وفضل الله يحاول دوما التخفيف من غلو المذهب الشيعي وهذا امر يعجبني.

نقلاً عن عالم اليوم

Comments are closed.

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading