طهران (رويترز) – يختار الناخبون الايرانيون هذا الشهر ما بين الرئيس محمود أحمدي نجاد المنتقد اللاذع “للغطرسة” الامريكية وبين منافسيه الاكثر اعتدالا.
وحتى لو خسر أحمدي نجاد الانتخابات فمن غير المرجح أن تتحسن فجأة العلاقات مع الولايات المتحدة بعد ثلاثة عقود من العداء المتبادل ويرجع ذلك في جزء منه لان الزعيم الاعلي اية الله علي خامنئي له القول الفصل في السياسة الخارجية والمسائل النووية.
وفيما يلي بعض السيناريوهات بشأن كيف يمكن ان تتطور العلاقات الايرانية الامريكية بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 يونيو حزيران..
المفاوضات متعددة الاطراف..
قالت الولايات المتحدة في ابريل نيسان انها ستنضم الى القوى الخمس – روسيا والصين وفرنسا والمانيا وبريطانيا – في المحادثات النووية مع ايران. واستبعد احمدي نجاد الاسبوع الماضي أي مفاوضات من هذا النوع ورفض اقتراحا غربيا لايران بتجميد توسيع أنشطتها النووية مقابل تجميد فرض أي عقوبات جديدة.
وفي المقابل قال المرشح المعتدل مير حسين موسوي انه في حال فوزه ستستمر ايران في المحادثات مع القوى الكبرى لتؤكد لها ان انشطتها النووية سلمية لكن مع مواصلة هذه الانشطة. وتقول طهران انها تسعى لتوليد الكهرباء وليس لصنع قنابل.
وتحاول الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الى جانب المانيا اقناع ايران بوقف تخصيب اليورانيوم من خلال عرض مزايا وفرض عقوبات. ورفضت الجمهورية الاسلامية حزمة حوافز عرضت عليها في 2006 وما أضيف عليها العام الماضي قائلة انها تريد التفاوض على اتفاق أوسع للسلام والامن.
محادثات أمريكية ايرانية..
اقترح الرئيس الامريكي باراك أوباما اجراء محادثات مباشرة حول مجموعة من القضايا بينها النزاع النووي وطرح امكانية اقامة علاقات جديدة اذا ما “أرخت ايران قبضتها” وقال انه يرغب في ان يرى تقدما بنهاية العام.
ولايزال هدف واشنطن بتجميد ايران لعمليات التخصيب قائما لكنها أسقطت ذلك كشرط مسبق للمحادثات التي يمكن أن تتطرق الى العلاقات الثنائية وافغانستان والعراق والصراع العربي الاسرائيلي فضلا عن النزاع النووي وقضايا أخرى.
وعبر أوباما عن أمله في الشروع في المحادثات بعد الانتخابات الايرانية مباشرة. ويطالب كافة المرشحين الاربعة بتغييرات “عملية” في السياسة الامريكية قبل أي مفاوضات مباشرة.
وتحدث كل من رئيس الوزراء السابق موسوي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي المنافسين المعتدلين لاحمدي نجاد عن صفحة جديدة في العلاقات مع واشنطن. كما تبنى المرشح الرابع محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري نهجا أقل تصداما.
ولكن لا يمكن أن يحدث أي شيء بدون موافقة خامنئي الذي شدد من لهجته المعادية للولايات المتحدة منذ تولي أوباما منصبه. ويقول محللون ان الامر قد يستغرق شهورا كى يتخذ خامنئي قرارا بشأن الاستجابة بغض النظر عن الفائز في الانتخابات الرئاسية. ومع ذلك فان فوز مرشح معتدل سيضعه تحت وطأة ضغوط كي يظهر بعض المرونة.
وسيسدد فوز أحمدي نجاد بفترة ثانية ضربة للمحافظين المعتدلين والبراجماتيين والاصلاحيين الذين يشكلون جبهة ضده منذ تولى منصبه في 2005. ومن بينهم الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني وخلفه الرئيس محمد خاتمي اللذان يتهمان أحمدي نجاد بزيادة عزلة ايران بسبب خطاباته الاستفزازية.
عقوبات أشد..
ومثل سلفه جورج بوش يعقد أوباما العزم على منع ايران من انتاج قنبلة نووية وبحث “سلسلة من الخطوات” بينها فرض عقوبات” كي تفهم ايران اننا جادون” ما لم يتحقق تقدم بحلول نهاية 2009.
ورفعت عقوبات الامم المتحدة والولايات المتحدة الحالية تكاليف التجارة وأبعدت الكثير من الشركات الغربية عن ايران لكنها فشلت في تغير السياسة النووية لطهران.
وقاومت روسيا والصين جهودا سابقة في مجلس الامن الدولي لاصدار عقوبات أكثر صرامة. ويبحث الكونجرس الامريكي مشروع قانون بفرض عقوبات على الشركات التي تمد ايران بالبنزين. وستكون مثل هذه العقوبات من بين أقوى اجراءات اقتصادية متاحة. وتستورد ايران ما يصل الى 40 بالمئة من البنزين اذ تفتقر مصافي النفط لديها الى القدرات الانتاجية لمواجهة احتياجات قطاع النقل الذي يحظي باعانات كبيرة.
اجراء عسكري..
بينما يحاول أوباما مد الجسور مع ايران تجنب بشكل عام تكرار خطاب بوش بان “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة” الذي يعني هجوما أمريكيا على منشآت ايران النووية.
لكنه لم يستبعد اللجوء لاجراء عسكري اذا فشلت الدبلوماسية.
وأشارت تقارير الى ان ادارة أوباما حذرت مثلها في ذلك مثل ادارة بوش اسرائيل من مهاجمة ايران بشكل منفرد.
وقال مسؤول في حزب ليكود الاسرائيلي ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ جلسة مغلقة للحزب يوم 25 مايو ايار قائلا “ان لم نقم بقيادة الدفاع ضد هذا التهديد فلن يفعل احد. الهدف الرئيسي هو التصدي للتهديد الايراني.”