أوساط سورية واسعة، داخل سوريا وخارجها، تشعر باستياء من إعلان “المجلس الإنتقالي للثورة السورية” في أنقره من شاشة “الجزيرة” القطرية، ومن دور آل “سنقر” في المؤتمر (لعبوا أيضاً دوراً في “مؤتمر أنطاليا”)، ومن تصوير مؤتمر أنقره كمعبّر عن “شباب الثورة السورية”، مع أن أحداً لم يستشرهم في الموضوع. وكذلك من “ترئيس” شخصيات باريسية “إعلامية” على الثورة السورية!
مؤتمرات الخارج توحي بأن هنالك “عدم نضج سياسي” عن البعض، وتوحي، من جهة أخرى، بأن هنالك “صفقات” تحدث على حساب بطولات شعب ما زال يدفع عدداً هائلاً من القتلى والجرحى والمعتقلين كل يوم. وربما يكون هنالك دور “قطري” بارز في هذه الصفقات، وأدوار لدول أخرى بينها، حتماً، تركيا. كما سمعنا عن محادثات بين موفدين إيرانيين و”معارضين سوريين” في الخارج، مع أننا لا نعلم من هم هؤلاء المعارضون “المزعومون” الذي فاوضوا إيران!
موقفنا، ببساطة، هو أن على “الثورة السورية” أن تفرز هي نفسها قياداتها من “الداخل” أولا! ليس لأن سوري الداخل أفضل من سوري الخارج، بل لأن قادة الثورة الميدانيين يمثّلونها أكثر من معارضين (أو نصف معارضين، أو ربع معارضين) في الخارج منقطعين عن الشارع السوري وهمّ بعضهم “تسويق” نفسه على حساب الثورة.
في ما يلي مادة كتبها “خلف علي الخلف” وبعدها نص “نداء لتشكيل مجلس استشاري للثورة السورية”، علماً أننا سمعنا من أوساط كردية إنتقادات لعدم كفاية أو صلاحية الأسماء الكردية المطروحة في النداء لتمثيل كرد سوريا. وهذه نقطة أخرى.
إلى جانب المادتين التاليتين، نقترح على القارئ العودة لمقال الدكتور منير شحّود الذي نشره “الشفاف” أمس، بعنوان: “هل يولد التمثيل السياسي في سوريا قبل فوات الأوان؟” . كما سينشر “الشفاف” مساهمات أخرى حول هذا الموضوع.
وبصورة خاصة، فإننا ندعو مناضلي الثورة السورية في الداخل إلى إبداء آرائهم في هذا الموضوع الحاسم لمستقبل الثورة السورية.
“الشفاف”
*
كيف ولد المجلس الانتقالي في أنقرة
بقلم خلف علي الخلف
في ظل حالة الانسداد التي وصلت لها المعارضة السورية كنت قرأت تعليقاً لحكم البابا يرد فيه على أحد منتقديه الذي كتب له على صفحته بأنه”لايعجبه العجب” وذكر في رده على منتقده أن مجلسا فيه فلان وفلان و… وذكر عددا من اسماء المعارضين السوريين الذين لا يختلف عليهم اثنان.
اتصلت بحكم وقلت له : اخي هي الاسماء التي ذكرتها في تعليقك هل تضمن موافقتها؛ فرد حكم اخي قبل أن تكمل فكرتك ما رأيك بأن نطلق مبادرة ونضعهم أمام مسؤولياتهم وتقرير ما يرونه مناسباً؛ قلت له أنا أتصل بك من أجل ذلك لكن عليك أن تضمن لنا موافقة الدكتور برهان غليون؛ والذي أعرف أن حكم على علاقة طيبة به فاتفقنا أن يكون اسم الهيئة المقترحة ” مجلس حكماء الثورة”
وبدأنا نصيغ نص المبادرة شفهيا وهو نص قصير يتحدث عن الوضع الحالي للمعارضة وعدم إثمار أيا من المؤتمرات التي عقدت عن نتيجة تكون رافعة للحراك السوري وليس عبئاً عليه، وقررنا أن يكون “مجلس الحكماء” من المعارضين السوريين الذين يشهد لهم تاريخهم السياسي و”النضالي” ويحظون بالقبول والاحترام من الناس، فتشاورنا في الاسماء واخترنا أولئك الأشخاص الذين عليهم شبه اجماع من السوريين، سجلنا أكثر من 30 اسماً وتوقفنا على أن نكمل لاحقاً؛ بعد التشاور مع أصدقاء آخرين من طرفي وطرف حكم وطرف أصدقاء آخرين حيث تم إضافة أسماء أخرى.
وكان المعيار الأساسي في اختيار الأسماء أن يكون تاربخ هؤلاء الاشخاص يؤهلهم لان يكونوا “شيوخ” أو “حكماء” أو ” مستشاري” الثورة إضافة إلى نشاطهم المستمر في مقارعة الاستبداد، أضافة للقبول العام
وقررنا أن نطلق هذه المبادرة دون مؤتمر ودون تكليف محدد للاسماء المختارة بل أن يقرروا هم ما يفعلون.. ويقرروا هم الصيغة التمثيلية للثورة ويقرروا هم ماذا يفعلون؛ على أن نحشد توقيعات لشخصيات ثقافية وسياسية فاعلة ولها احترامها على المبادرة قبل اطلاقها ونطرحها للتوقيع بعد اخذ رأي التنسيقيات في الداخل حول الامر
في اليوم نفسه كتبت الصيغة الأولية لنص المبادرة وأرسلته لحكم كي يضع ما يراه من تعديل عليه وكذلك مسودة قائمة الاسماء التي كتبناها..
اتصل بي مساء اليوم نفسه على السكايب العزيز كمال سنقر رجل الاعمال السوري المعروف والذي كان خلف مؤتمر أنطاليا وراعياً له.
وبدأت حديثي بعتاب يشرح أسباب فشل أنطاليا وأنه من وجهة نظري السبب كان الاسماء التي تم اختيارها في المكتب التنفيذي؛ بعد “مصيبة” اختيار الهيئة الاستشارية والتي كادت أن تفجر المؤتمر في حينها لولا رغبة الجميع بعدم السماح بالفشل كونه أول مؤتمر سوري …
إذ أنه كانت فكرتي أيام انعقاد مؤتمر انطاليا أن يكون المكتب التنفيذي من خارج الهيئة الاستشارية واختيار اسماء للمكتب من خارج مؤتمري أنطاليا تحظى بالقبول العام ويكون لها وزن وفاعلية على أن تكون الهيئة الاستشارية مفتوحة للإضافة؛ ولأسباب معروفة بالنسبة لي تم تجاهل هذا الأمر. وفيما بعد قدمت لبعض اعضاء الهيئة الاستشارية لأنطاليا مذكرة داخلية في حينها عن كيفية توسيع شرعية المؤتمر ولم أكن قد فقدت الأمل منه في ذلك الحين (والحديث عن أنطاليا يطول)… الخ
أكد لي “أبو ربيع” أن حكيي صحيح ومعي حق لكن هذا ما حدث.. فقلت له لكنكم ترتكبون نفس الاخطاء الآن مع “جماعة اسطنبول” وكانوا في حينها نشروا بيانا “أي جماعة أنطاليا” يعلنون فيه انسحابهم من المشاورات.. التي كانت تجري لتشكيل المجلس الوطني الذي أُعلن عنه
وفي سياق الحديث سألني أبو ربيع شو الحل أخي؟ لازم نعمل شي الناس عم تموت داخل سوريا.. فقلت له طول بالك شوي هناك مبادرة نعمل عليها أنا وحكم ومثقفين آخرين فحواها كذا… فقال لي خلص ونحن معكم بس ابعت لي الاسماء وأنا عندي توكيلات رسمية من بعض “التنسيقيات” والمجموعات الشبابية وسوف نكون معكم لكن أريد رؤية الأسماء أولاً… ولأن قصة الاسماء دائما هي مربط الفرس خفت تسربها وقلت له القائمة ما زالت أولية وما زلنا نعمل عليها، فأصر على إرسالها له؛ فقلت له سأرسلها لك لاحقا. إلا أنه ألح أن أرسلها له حالاً.. فقلت له أغلبها من القائمة التي وضعناها للاشخاص المدعوين لمؤتمر أنطاليا ( وكنا أنا وحكم وآخرين عملنا على قائمة الاشخاص الذين تم توجيه الدعوة لهم لحضور المؤتمر) لكني لم أرسلها
بعدها بقليل اتصل بي حكم فقلت له أن ” أبو ربيع ” كلمني وقال أنه يؤيد الفكرة وأن هناك مجموعات شبابية ستوقع على المبادرة قبل اطلاقها. فهب حكم كالملدوغ منزعجا من تسريبي للأمر قبل اكتماله وأن ذلك سيفشلها.. قال حينها حرفيا ما تستغرب بكرا أبو ربيع يعمل القصة بالطريقة نفسها تبع أنطاليا.. أبديت استبعادي لفكرة أن يقوم أبو ربيع بتنفيذ الفكرة فقال لي حكم أخي مشان الله ما تحكي لحدا إلا نخلص
بعدها سألته إن كان أخذ موافقة الدكتور غليون فقال لي أنه أطلعه عليها وأنه موافق على ذلك واقترح علينا تعديل اسم الهيئة من ” مجلس حكماء الثورة” الى الهيئة الاستشارية للثورة السورية على أن نستشير لاحقا بعض من وردت أسماؤهم في الهيئة
اتصل بي حكم اليوم صباحا وكنت ما ازال نائما و “ياغافل” لك الله فقال لي شو قصة هذا المجلس اللي اعلنوه في انقرة، قلت له وين ؟ فرد بيقولوا على الجزيرة . قلت له لا علم لي بشيء دعني أتصل وأرى… اتصلت ببعض ممن وردت أسماؤهم فنفوا علمهم بالقصة..
في هذا الوقت كانت الجزيرة أعادت فقرة من نص الاعلان عن المجلس وكان العزيز ضياء الدين دغمش يتلو ما أصبح معروفاً… اتصلت بحكم فقال لي: سنقر مو؟ قلت له نعم سنقر. قال: أخي إنت تتحمل كل المسؤلية على هي الطوشة اللي صارت اليوم…
لا اعتراض لي على الفكرة بالتأكيد لكن دائما مقتل المؤتمرات في هيئاتها وعدم مراعاة حساسيات الناس وعدم التدقيق في الاسماء التي يتم اختيارها … فكانت أسماء مجلس أنقرة ” شوربة” ومن الواضح أن من أعدها إما أنه لا يعرف الخريطة السياسية للمعارضة ولا للناشطين ولا للفاعلين أو أنه تعمد هذا الخلط بين أسماء من الواضح أن السوريين لا يختلفون عليها وبين أسماء أخرى عليها إشكالات كبيرة وأسماء أخرى لا يعرفها أحد…
بالنسبة لي الهدف من إعلان المجلس بهذه الطريقة وهذه السرعة كان واضحا وهو قطع الطريق على المبادرة التي تحدثنا عنها وكذلك قطع الطريق على “مجموعة اسطنبول” التي لم ترضخ “لشروط” إنطاليا في اختيار الأسماء، وكانت هذه الخلطة والطريقة هي إعادة تعويم مؤتمر أنطاليا ومكتبه بعد أن فشل فشلا ذريعاً، وبعد الاحساس المتراكم لدى “الأنطاليين” بأن مؤتمرهم لم يشكل حجر الأساس في أي مجلس محتمل. فكانت هذه القنبلة الصوتية
بكل الاحوال ما تزال المبادرة قائمة إلا إذا استجد شيء أكثر نفعا منها أما ماهو الخلاف بينها وبين المجلس المعلن فهو التالي:
1- آلية اختيار الاسماء واضحة ومحددة والنقطة الاساسية هي اجماع السوريين عليها
2- كل مشارك في هذه المبادرة ليس جزء منها بل سينتهي دورنا بعد إطلاقها
3- الهيئة ليست مجلسا انتقاليا بل هي مرجعية سياسة للثورة تقرر ما تراه مناسبا
4- ليس هناك برنامج أو ترتيب من طرفنا بل هم من يضع ذلك
*
نداء لتشكيل مجلس استشاري للثورة السورية
مع تعثر المحاولات المتكررة لتوحيد جهود المعارضة السورية وصولاً إلى تشكيل إطار سياسي جامع يحقق أوسع تمثيل للسوريين وثورتهم، ورغم الجهود الطيبة التي بذلها كثيرون لتحقيق هذه الغاية النبيلة عبر عدد من المؤتمرات واللقاءات والتجمعات التي أعلنت خلال الأشهر الماضية ولا تزال، إلاّ أن النتائج أتت على عكس ما أراد لها منظموها، ونظراً لأن الحاجة ما تزال ماسة وملحة لانجاز الإطار السياسي الذي يعبّر عن تطلعات الثورة السورية ويشرح غاياتها السامية ويعمل على دعمها في المحافل العربية والدولية، تداعينا نحن الموقعين على هذا النداء إلى اختيار مجلس استشاري للثورة في سورية، من خمسين شخصية وطنية لها تاريخ طويل ومشرّف في مقارعة الاستبداد والنضال من أجل الحرية، وتحظى باحترام وقبول واسعين لدى السوريين، فيما نترك لتنسيقيات الثورة ومختلف القوى الفاعلة على الأرض مهمة اختيار خمسين عضواً من ناشطيها، على أن يكون لهم مطلق الحرية في إعلان هذه الأسماء أو تركها معلنةً لأعضاء المجلس فقط.
ويفوض الموقعون على هذا النداء المجلس الاستشاري للثورة السورية بإدارة العملية السياسية حتى وصول السوريين إلى صناديق الاقتراع وانتخاب قياداتهم التي تمثلهم، آملين أن يقوموا بهذه المهمة الشاقة، وهم أهل لحملها بما يساعد على تسريع عملية الانتقال الديمقراطي، وحماية دماء السوريين من عمليات القتل المنظم الذي تقوم به السلطة الحاكمة اليوم،
ويتكون المجلس من السادة: 1- المحامي رياض الترك/ 2- الأستاذ حسين العودات/ 3- الدكتور عارف دليلة/ 4- الأستاذ نجاتي طيارة/ 5- الأستاذ ميشيل كيلو/ 6- الدكتور برهان غليون/ 7- الأستاذ هيثم المالح/ 8- الأستاذ علي العبد الله/ 9- المحامي أنور البني/ 10- الحقوقية رزان زيتونه/ 11- الناشطة سهير الأتاسي/ 12- السيدة منتهى الأطرش/ 13- الأستاذ رياض سيف/ 14- الشيخ نواف راغب البشير/ 15- الدكتور وليد البني/ 16- الدكتور أحمد طعمة خضر/ 17- المحامي عبد الله الخليل/ 18- المهندس فواز تللو/ 19- الأستاذ محمود عيسى/ 20- الأستاذ ياسين الحاج صالح/ 21- الأستاذ أكرم البني/ 22- الأستاذ أصلان عبد الكريم/ 23- الأستاذ غسان نجار/ 24- الدكتور منذر بدر حلوم/ 25- الدكتور منير شحود/ 26- الأستاذ فايز سارة/ 27- الأستاذ جورج صبرا/ 28- الدكتورة فداء الحوراني/ 29- الأستاذ مازن عدي/ 30- الأستاذ فائق المير/ 31- الأستاذ عصام العطار/ 32- الأستاذ مشعل تمو/ 33- الشيخ أحمد الصياصنة/ 34- الشيخ سارية الرفاعي/ 35- الشيخ كريم راجح/ 36- الشيخ معاذ الخطيب/ 37- الدكتور كمال اللبواني/ 38- الدكتور صادق جلال العظم/ 39- الفنان علي فرزات/ 40- الأستاذ عبد الحميد درويش/ 41- الدكتور حازم نهار/ 42- الأستاذ عمر قشاش/ 43- الأستاذ بشير السعدي/ 44- الشيخ أسامة الرفاعي/ 45- الأستاذ محي الدين شيخ آلي/ 46- المهندسة ناهد بدوية/ 47- الدكتور عبد الرزاق عيد/ 48- السيدة خولة دنيا/ 49- الأستاذ عبيدة نحاس/ 50- الأستاذ جبر الشوفي.. إضافةً إلى الأسماء الخمسين الذين يترك الموقعون على هذا النداء اختيارهم لتنسيقيات الثورة ومختلف القوى الفاعلة فيها.
الموقعون:
إقرأ أيضاً:
د. منير شحود:
هل يولد التمثيل السياسي في سوريا قبل فوات الأوان؟
كيف ولد المجلس الانتقالي في أنقرة أو كيف تمّت “قرصنة” فكرة “نداء لتشكيل مجلس استشاري للثورة السورية”؟
المعارضة السورية تجعلني دائما اشعر بالغثيان لانهم شكل من اشكال عصابة البعث عجنوها عبر السنين حتى باتت معارضة متوافقة مع النظام الديكتاتوري!
لذلك نقول دائما على الشعب السوري ان لا يثق بهذه المعارضة بنفس الطريقة التي لا يثق فيها بنظام عصابة البعث الاشتراكي
وانا متأكد لو ان المعارضة السورية – خصوصا المعارضة الاشتراكية اليسارية – حكمت سوريا فلن يحصل تغيير ديمقراطي حقيقي
فلتسقط هذه المعارضة كما يسقط هذا النظام
وليسقط غليون ومناع وسارة وكيلو كما يسقط بشار