تصريح المرجع الشيعي الكويتي السيد محمد المهري في سوريا منذ يومين أثناء زيارته لها، بان الوضع مستقر هادئ والنظام مسيطر على الأوضاع تماماً في وجه مؤامرة دولية ترسمها قنوات فضائية تريد الفتنة، هو تصريح لا جديد فيه، لأنه يضاف إلى تصريحات مماثلة وسابقة للسيدين علي خامنئي وحسن نصرالله. ولئن أرسل أحدهما بعض مستشاري الأمن والقمع وخبراء التعذيب والقهر، وثانيهما بعض الشبيحة والقناصين لمواجهة طالبي الحرية والكرامة وهم متظاهرون مسالمون شعارهم الشعب السوري مابينذل، فإن السيد المهري لم يملك إلا أن يأتي بنفسه لعاصمة بني أمية، ويطلق تصريحات تشعر سامعها بالهدوء والاستقرار والسيطرة التي تحدث عنها أنه زار حدود الجولان وليس مكاناً آخر، وكأن ليس في سورية ثورة دخلت أسبوعها العشرين وهتافها الموت ولاالمذلة، وتجاوز ضحاياها أكثر من ألفي قتيل وآلاف الجرحى، وأكثر من عشرين ألف معتقل، تفجّر بركانها بعد أكثر من أربعة عقود من المعاناة في وجه نظام مستبد ولد عن والد، وحزبٍ حاكم يستند إلى ديكتاتورية مصادِرِة للحريات وإلى عائلة وقرابات ونافذين من شفيطة نهّابين وبلاعين مسنودين.
تصريح السيد المهري كما تصريحات السادة من قبله التي تنظر إلى ثورة السوريين الذين خلقوا أحراراً وأرادوا لحياتهم أن تكون حرة كريمة ترفض الاستعباد على أنها مؤامرة، يبقى تصريحاً إشكالياً يستعصي فهمه أمام مقولة مفعمة بالإنسانية للإمام الراشد علي بن أبي طالب:لا تكن عبداً لغيرك، وقد خلقك الله حراً، وأمام ثورة شعارها هيهات منّا الذلة لولده أبي عبدالله الحسين.
فمامشكلة السوريين عند السادة ومنهم المهري تحديداً، أن يثوروا لحريتهم وكرامتهم على مستبديهم ومستذليهم وسارقي لقمة عيشهم، أو أنهم أرادوا لمقاومتهم أن تكون خالية من القمع والاستبداد، ولممانعتهم أن تكون خلواً من النهب والفساد؟
يقرأ علينا المهري طول عمره ويخطب أن ثورة الإمام الحسين إنما كانت على قيم الاستبداد والظلم والفساد التي ورّثها لمن بعده من الأتباع والأئمة الكرام فنصدّقه، فويل لمن لايصدّقه. ويوم ثار السورييون سلْماً وسلاماً على فظائع قهر، وفواحش جور، وكبائر نهب، وقالوا لا لاستحواذ النظام على السلطة والثروة، أعلن عليهم النظام الأسدي الحرب بالدبابات والطائرات، واستباح دماءهم وأعراضهم والممتلكات، فإذا بالسوريين وهم في شهرهم الخامس من ثورتهم يسمعون من السيد المهري كلاماً غير الكلام مما لاعلاقة له بثورة ولا إمام، يتهمهم في ثورتهم وفي مطالبتهم.
إننا نعتقد يقيناً أن السيد وضع نفسه كرجل دين في حالٍ متناقضة مع ماينادي به ويرفعه من مبادئ وقيمٍ اعتقدها الإمام الحسين واستشهد عليها، وبين تأييده ودعمه لنظام فاشي مستبد فاسد في أواخر أيامه وفي طريقة للسقوط، في مواجهة ثورة شعبية مطالبة بالحرية والكرامة نداؤها هيهات منّا الذلة. ومن ثمّ، فإننا نربأ بالسيد المهري من أن يكون بمرجعيته وعمامته أو بما تحتها نصير قمع واستبداد أو ممن يسوّق لتعبيد الناس لنظام جورٍ وظلم وفساد أياً كان حاكم الشام، وكأنه لاتعنيه كرامة السوريين ولا حريتهم في شيء، لأنه يعلم يقيناً أن العامل بالظلم، والمعين عليه، والراضي به شركاء ثلاثة.
كلام السيد المهري من عاصمة بني أمية
يقول المهري ان حافط الاسد وقف مع الكويت اثناء الاحتلا
ل ليش ما بذكر موقف الحكومه البحرينيه اثناؤ الاحنلال
بس معروفين اتباع ايران
كلام السيد المهري من عاصمة بني أمية
في أسدستان، الوضع هادئ والاستقرار هانئ. كما في خامنئيستان. بالتمام. وبعد، ففي نافوخستان هذا “السيد” مهري (كذا)، الدماغ باذئ والهذيان ناتئ. أسدوقراطية هناك” ومهريقراطية هنا. وما زالت بعض العقول (ضعيفة؟ عميلة؟ إلخ…؟) تشكّ في الانتصار تلو الانتصار!
كلام السيد المهري من عاصمة بني أمية لا يزال البعض مصرا على العيش بغيبوبة، ولا اقصد هنا المهري او المهتري او ايا كان او كيف يلفظ اسمه.بل أقصد كاتب المقال!فمن لم يقم بنزع الروايات المزورة عن تاريخه، وكل الامم في مسيرتها الى العقلنة لا المعقولية تفعل الشيء نفسه،فهو مصر على العيش بغيبوبة.وأولى هذه الغيبوبيات عدم قدرته على إكتشاف مفهوم الدولة في التاريخ الاموي.صحيح انه مفهوم يستمد مفهوميته من الفكر المنتشر في حينه، إلا أنه مفهوم توسّل فكرة ألأجماع العددي للقول بمشروعية دينية ، وقام على تجاوز الدولة الأحادية القائمة على الأيدولوجيا الى الدولة القائمة على شبكة المصالح و المنافع و… قراءة المزيد ..