صدر للأستاذ جمال البنا كتاب (قضية القـُـبلات وبقية الاجتهادات)، ويضم الكتاب ثلاثة أقسام:
القسم الأول: قضية القـُـبلات التي أثيرت منذ عام تقريبًا وأسئ فهمها ، فقيل إن جمال البنا يدعو الشبان والشابات لتبادل القبلات ، أو أنه يبيح ذلك.. الخ ، ما أريد به (التشنيع) عليه ، وفي هذا القسم يعالج المؤلف هذه القضايا معالجة تفصيلية من ست مداخل:
المدخــل الأول: رد فعل سئ لفعل سئ.
المدخل الثــاني: كيف تعامل الإسلام مع الضعف البشري؟
(1) الاعتراف بالخطــأ وأن الإنســان واقع فيه لا محالة.
(2) الحسنات تذهب صغار الذنوب ، والتوبة تذهب كبائر الإثم والفواحش.
(3) ماذا قال المفسرون عن اللمم؟
المدخل الثـالث: نظرتنا إلى المرأة أقرب إلى الجاهلية منها للإسلام.
المدخل الرابـع: ليس الدين ـ وحده ـ هو كل شيء.
المدخل الخامس: العصر الحديث: الحاضر الغائب.
المدخل السادس: الحبُّ والجمال.. عالمان مغيبان عن المجتمع الإسلامي.
وهذا ما يوضح أن قضية تبدو سهلة، أو حتى بديهية تكون في الحقيقة عميقة ولها أبعاد عديدة يجب أن توضع في الاعتبار قبل إصدار حكم فيها، وهذا القسم الذي استغرق 104 صفحة يمكن أن يُعد إضافة جديدة إلى كتابات المؤلف عن المرأة.
والقسم الثاني: عن “من هو جمال البنا؟ وما هي دعوة الإحياء الإسلامي؟”
يكشف فيه المؤلف (بضمير الغائب) عن العوامل التي أثرت على حياة جمال البنا، وأهمها هذا الجذر الإسلامي المتميز الذي اتصف به رأسها الوالد الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا وكبيرها الإمام الشهيد حسن البنا وهما الشخصان اللذان توثقت العلاقة بوجه خاص ما بينهما وبين المؤلف. وأبرز المؤلف عناصر (الأصالة) و(الرسالية) فيهما، وما استفاده جمال البنا منهما، وما اختلف فيه عنهما، ثم يتحدث عن (توابع العلاقة الإخوانية) فيشير إلى الذين تعرف عليهم بفضل هذه العلاقة مثل الأستاذ توفيق أحمد مدير إدارة الحركة العام، والأستاذ خالد محمد خالد، والدكتور سيد غريب، والأستاذ عبد الحفيظ الصيفي، والشيخ سيد سابق.. الخ ، كما يتحدث عن علاقته بالأستاذ أحمد حسين رئيس مصر الفتاة وفيما بعد الحزب الاشتراكي وبعض (توابع) ذلك ، ويشير إلى اعتقاله في 8 ديسمبر سنة 1948 عندما صدر الحل الأول للإخوان المسلمين بقرار عسكري أصدره النقراشي باشا وهو رئيس أحد أحزاب الأقلية ورئيس الوزارة وقتئذ ، وكيف اعتقل هو ومكتب الإرشاد العام أولاً في هاكستيب ثم عندما تطورت القضية بعد اغتيال النقراشي واغتيال الإمام البنا، وتأزم الموقف وتزايد عدد المعتقلين إلى الألوف فانتقلوا إلى (الطور) ثم إلى (عيون موسى)، ويقدم لمحة خاطفة عن معتقل الطور.
وفي فصل بعنوان (جمال البنا يحدد مصيره) يتحدث عن رغبته المبكرة في أن يكون كاتبًا وأنه لم يتصور نفسه أبدًا محاميًا يعمل بالمحاكم بالنهار وفي المكتب بالليل، أو طبيبًا يعمل في المستشفى نهاراً وفي العيادة ليلاًً . كان يريد أن لا يشغله شيء عن القراءة والكتابة، ولهذا انتهز فرصة مشاجرة مع أستاذ اللغة الإنجليزية وهو (إنجليزي)، عندما كان جمال البنا طالبًا في المدرسة الخديوية الثانوية ليترك الدراسة وليتحول إلى أقصر دراسة وجدها وهي مدرسة التجارة المتوسطة بالجيزة التي أمضى فيها ثلاث سنوات أخذ بعدها دبلومها ووضعه في مكان ما لم يعد إليه.
بهذه الطريقة اتسع الوقت أمام جمال البنا ليبدأ تأسسه الثقافي من الفترة الأولى فترة الصبا في الأدب الشعبي وروايات الجيب ثم إلى كتب الأدب العربي ثم الكتاب المعاصرين ومجلة (الرسالة) و (مجلتي).. الخ ، ليبدأ رحلة طويلة مع اللغة الإنجليزية ودراسة الحضارة الأوروبية والتاريخ الأوروبي ، وكيف أنه وقف عند فئتين من المستضعفين هما: (العمال والنساء) ، وكيف تعمقت علاقته بالعمال بحيث انتسب إليهم قائدًا نقابيًا ثم ترك ذلك لينشط لترشيد الحركة النقابية المصرية، وصادف ذلك اهتمام الدولة بالثقافة العمالية وتأسيسها المؤسسة الثقافية العمالية التي أصبح أحد أبرز محاضريها من سنة 1963 عندما تكون معهد الدراسات النقابية حتى سنة 1993، أي طوال ثلاثين سنة كاملة ، وما أصدره من كتب عن الحركة النقابية.
وكان جمال البنا في فترة الخمسينات والستينات يقرأ كتابًا عربيًا كل يوم وكتابًا إنجليزيًا كل ثلاثة أيام.
وتحدث الكتاب عن (أول الحصاد) عندما ألف جمال البنا سنة 1945 أول كتبه «ثلاث عقبات في الطريق إلى المجد: الفقر والجهل والمرض» ثم أعقبه سنة 1946 بكتاب «ديمقراطية جديدة» الذي تضمن فصلاً بعنوان «فهم جديد للدين» اهتدى فيه إلى المبدأ الذي ستتمحور حوله «دعوة الإحياء الإسلامي» وهو «الإنسان» وعرض فيه فكرة الفقيه الحنبلي نجم الدين الطوفي عن أن المصلحة هي المقصد الأسمى للشارع، فإذا وجد نص يخالف المصلحة أخذ (بالمصلحة وأولنا النص) ، كما أسس جمال البنا في هذه السنة (1946) حزب العمل الوطني الاجتماعي.
عندما قامت حركة 23 يوليو عكف جمال البنا على كتاب بعنوان «ترشيد النهضة» وأهداه إلى «الأبطال محمد نجيب وزملائه» لكي يظلوا أبطالاً وحتى لا يكون الفجر الكاذب. وذهب الكتاب إلى أن ما حدث في 23 يوليو انقلاب عسكري وليس ثورة، وتصور أن من الممكن أن يفسح مجالاً للحركة الناشئة بتحويلها إلى ثورة إذا اهتدت الحركة إلى نظرية، وإذا ألفت حزبًا يمكن أن يحملها إلى السلطة عبر انتخابات حرة.. الخ.
المهم أنه بينما كان جمال البنا يكتب ، كانت المطبعة ترسل ما يكتبه وما تقوم بطبعه إلى الرقابة التي ما أن اطلعت على الفصل الأول حتى جن جنونها واصدرت أمرًا بمصادرة الكتاب وهو في المطبعة، وفهم جمال البنا من هذا أن الحركة ستنتهج منهجًا ديكتاتوريًا، فابتعد عنها وعن النشاط السياسي.
عند انتهاء الحقبة الناصرية عاد جمال البنا إلى المجال الإسلامي فأصدر كتاب «روح الإسلام» ، وأعقبه «الأصلان العظيمان» ، وفي سنة 2000 وبمناسبة إصدار «نحو فقه جديد» أعلن جمال البنا تكوين «دعوة الإحياء الإسلامي» على أن تكون رؤية إسلامية كل من يؤمن بها يصبح صاحبها ، وتضمن الكتاب فصلاً موجزًا عن دعوة الإحياء الإسلامي).
القسم الثالث من الكتاب يعرض «اجتهادات المؤلف» التي أثارت جدلاً، مثل «حرية الفكر والاعتقاد»، و «عدم وجود حد للردة»، و «قضية الحجاب»، وأن تغطية رأس المرأة ليس من الفروض، وأنه ليس من المطلوب وجود «ولي» في عقد الزواج، وأن الطلاق يجب أن يتم باتفاق الطرفين وليس عن طريق فرد واحد.. الخ.
وأرفق بالكتاب عدد من الملاحق.
والكتاب في 254 صفحة من القطع الكبير.
كتاب جديد لجمال البنا: قضية القُبلات وبقية الاجتهادات
كيف فاتت الأستاذ بيار ذكر دار النشر وعنوانها كما هي العادة في عرض الكتب.
العرض جميل ومشوّق ويجعلنا جميعا متشوقون لقراءة الكتاب واقتنائه. ولذا نرجو الاشارة لدار النشر وايميلها كي نحصل على الكتاب مع الشكر…
كتاب جديد لجمال البنا: قضية القُبلات وبقية الاجتهادات
كيف نحصل على الكتاب لنستكشف فكرة جمال البنا وماذا يقصد حقيقة بفتواه أو فكرته
هل نزل الكتاب في أحد المواقع , دلونا عليه؟