“الشفاف”- خاص
علم “الشفاف” أن شيخ الأزهر أحمد الطيب لم يحدد موعدا للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي بدأ اليوم السبت زيارة للقاهرة تستمر ثلاثة أيام يطلع فيها على أحوال الرعية المارونية هناك ويقابل عددا من المسؤولين.
وأبلغ مساعدو شيخ الأزهر من طلبوا الموعد لرأس الكنيسة المارونية أن اللقاء سيكون متعذراً نظراً إلى المواقف المتتالية المؤيدة لنظام بشار الأسد في سوريا والتي أطلقها الراعي منذ وصوله إلى سدة البطريركية خلفاً للبطريرك الكاردينال نصرالله صفير الذي تميزت مواقفه بالثبات عند الخط التاريخي للموارنة وبكركي. مع الإشارة إلى أن الراعي أطلق أول إشارة تودد إلى النظام السوري يوم انتخابه بالذات إذ أعلن نيته زيارة دمشق التي لم يزرها أي بطريرك ماروني قبلاً، وذلك يوم انتخابه في 15 آذار / مارس 2011 الذي صادف يوم انطلاق الثورة السورية ضد نظام الأسد.
وكانت العبارة التي طفح بها الكيل لدى المرجع الديني المصري وفي كثير من الدول العربية قد وردت في سياق مقابلة أعطاها البطريرك الماروني المتميز بمواقفه المثيرة للجدل إلى وكالة “رويترز” قبل نحو أسبوع ، وفيها أن سوريا “أقرب شيئ إلى الديمقراطية” بين دول المنطقة، مقدما مفهوما جديدا للديمقراطية بالتزامن مع بدء إنتشار المعلومات عن مجزرة ارتكبها جيش الأسد و”الشبيحة” في حي بابا عمرو بحمص.
يشار هنا إلى أن هذا الموقف الفاقع والمعادي لعموم السوريين والعرب فضلاًعن غالبية الموارنة واللبنانيين، أطلقه الراعي ثم ندم عليه، بدليل محاولته لاحقا سحبه من التداول لكن وكالة “رويترز” رفضت التجاوب مع طلبات معاونيه وأوضحت لهم أن الحديث مسجّل، ولا مجال لنفي صحته.
لكن الراعي لم ييأس من محاولة لقاء شيخ الأزهر، على غرار محاولاته المستمرة لزيارة عاصمة لبنان الثانية طرابلس التي تأجلت ثلاث مرات بسبب مواقفه المتوددة إلى نظام الأسد والمدافعة عنه ورفض أهل المدينة تكريمه قبل التراجع عن هذه المواقف. فكان أن لجأ البطريرك إلى توسيط الرئيس السابق للجمهورية ورئيس حزب الكتائب أمين الجميّل لدى شيخ الأزهر الذي سبق أن أقام الجميّل علاقات ثقة وتعاون معه عندما زار القاهرة قبل نحو شهرين في مقدم وفد من قيادة حزب الكتائب والتقى المسؤولين الرسميين والروحيين بمن فيهم شيخ الأزهر الذي أثنى على مبادرة الجميّل إلى طلب وضع
شرعة تقرها جامعة الدول العربية وتؤكد على حماية الدينية والمدنية والشخصية في البلدان التي يجتاحها “الربيع العربي”.
وفي خطوة يمكن تفسيرها بأنها تتجاوب مع مسعى الجميّل أصدر شيخ الأزهر على أثر تلك الزيارة بيانا- شرعة نشر مضمونها، وهي تشدد على احترام الإسلام للآخر المختلف ولا سيما من أتباع الديانات السموية وعلى المساواة والحداثة والإنفتاح على العصر.
الجميّل طلب تدخّل الرئيس السنيورة!
ومعلوم في الأوساط لاسياسية اللبنانية إن الرئيس الجميّل وإن لم يعمل على التصدي لمواقف الراعي المثيرة للجدل أحياناً، لا سيما عندما تتعلق بالأوضاع في سوريا، خلافاً لما كان رد فعل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، فـإنه لا يوافق على يذهب إليه البطريرك الراعي في مواقفه التي تسيء إلى صورة المسيحيين وتتسبب لهم بإحراجات كبيرة في سوريا ولبنان وكل العالم العربي. إذ تصورهم معادين للحرية وللديمقراطية ومؤيدين لنظام القمع والقتل والديكتاتورية، لا بل أنها تعرض حياتهم للخطر في سوريا حيث ما انفك المسيحيون يرسلون المناشدة تلو المناشدة إلى بكركي كي يتوقف الراعي عن إيذائهم في مواقفه ولكن من غير جدوى.
إلا أن الرئيس الجميّل لم يوفق في مساعيه وحده إلى تأمين لقاء بين شيخ الأزهر والبطريرك الماروني فطلب مساعدة من “تيار المستقبل” الذي يحرص رئيسه الرئيس سعد الحريري على إبقاء العلاقة جيدة بينه وبين بكركي ويرسل إليها موفدين باستمرار، منهم الدكتور داود الصايغ، وأخيرا النائب أحمد فتفت لئلا يتابع البطريرك الذهاب بعيدا في تصريحاته المناقضة لمسار البطريركية المارونية التاريخي.
وبالفعل تدخلت قيادات من قوى 14 آذار، ولا سيما من “تيار المستقبل” في عملية الوساطة لإقناع شيخ الأزهر بتغيير رأيه، وبدا أنها وصلت إلى نهاية سعيدة بمتابعة من الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة في شكل خاص. لكن البطريرك الراعي صرح رداً على سؤال لدى مغادرته مطار بيروت متوجهاً إلى القاهرة إنه لا يدري ما إذا كان سيلتقي شيخ الأزهر أم لا!
قوى 14 آذار تتوسط لدى شيخ الأزهر كي يستقبل البطريرك الراعي يصاب اللبناني العادي بالذهول لا بل بالانصعاق لقراءة هذا الخبر. 14 آذار تتوسط لدى شيخ الأزهر لاستقبال البطريرك الراعي! ما زالت بعض العقول ومنها عقل الرئيس أمين الجميل أسيرة لمعادلات ضيقة محدودة كواجب “صون المنصب” قبل الشخص، إلخ… وحين نرى “الشخص” يستغل هذه المعادلة-المقولة، البالية والتافهة بقدر ما هي منتجة للويلات، كي يكدس النفوذ والمغانم ويسوّق لحاجياته الشخصية، نفهم من زاوية جديدة عمق الانحدار الذي نتخبط فيه في لبنان منذ أجيال. فهكذا تمت المحافظة على “المنصب” حين كان الهراوي يُدلِق بجهالاته المريخية علينا، ولحود بعربداته علينا، ومثلهما سليمان اليوم… قراءة المزيد ..
قوى 14 آذار تتوسط لدى شيخ الأزهر كي يستقبل البطريرك الراعي
فليستقبله ويدعوه إلى الإرتقاء لمستوى الرجل العظيم المغفور له البابا شنودة، بدل الإقتداء بمفتي لبنان
قوى 14 آذار تتوسط لدى شيخ الأزهر كي يستقبل البطريرك الراعي
فليستقبله ويدعوه إلى الإرتقاء لمستوى الرجل العظيم المغفور له البابا شنودة، بدل الإقتداء بمفتي لبنان
قوى 14 آذار تتوسط لدى شيخ الأزهر كي يستقبل البطريرك الراعي
لا هوي ولا المفتي ولا أي مندوب سوري