(وكالة الصحافة الفرنسية) صوّت أتراك ألمانيا بغالبية ساحقة لصالح رجب طيب إردوغان قبل الاحتفال بإعادة انتخابه، في مشهد أعاد إطلاق الجدل حول اندماج هذه الجالية الموجودة في البلاد منذ أجيال.
– تناقض –
تمكّن إردوغان من اجتذاب غالبية واضحة من الأصوات بين أتراك فرنسا وهولندا وحتى الدنمارك.
لكنّ ألمانيا تضم أكبر جالية تركية أو من أصل تركي يقيمون في الخارج، مع قرابة ثلاثة ملايين شخص. وبالتالي، فإن الانتخابات التركية ليس لديها التأثير نفسه.
وهاجم وزير الزراعة جيم أوزدمير، وهو من أصول تركية، السلوك الانتخابي للأتراك في ألمانيا الذين “احتفلوا من دون الاضطرار لمواجهة عواقب اختيارهم” خلافا للعديد من الأتراك في بلادهم الذين يتعين عليهم مواجهة “الفقر و”غياب الحرية”.
من جهتها، قالت النائبة المحافظة سيراب غولير وهي أيضا من أصل تركي “أجد صور المواكب مزعجة جدا”.
كيف اختار مئات الآلاف من الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا، وبعضهم منذ أجيال، منح تفويض جديد لإردوغان؟
قال إرين غوفرجين وهو صحافي تركي يعيش في ألمانيا “هناك تناقض يتمثل في أن العديد من الناخبين الأتراك في ألمانيا، حيث يعيشون في ظل ديموقراطية ليبرالية ويتمتعون بالحرية، يصوتون لصالح مستبد يفرض قيودا على هذه الحقوق بشكل كبير ويضطهد المعارضين ويزيد من استبداديته”.
وأوضح كانير أفير من مركز الدراسات التركية في إيسن أن هناك العديد من التفسيرات لهذا السلوك الانتخابي.
وقال إن جزءا كبيرا من المهاجرين الأتراك الذين وصلوا إلى ألمانيا الغربية في الستينات والسبعينات جاء من مناطق ذات تقاليد “دينية ومحافظة وقومية إلى حد كبير”.
وأضاف “من خلال سكنهم في أحياء عمالية في ألمانيا على مدى عقود، تناقلوا عبر الأجيال ارتباطهم بهذه التقاليد التي احتفظوا بها كحماية ضد الاغتراب وفقدان الهوية”.
– إنهاء “سلبيتهم” –
كذلك، يميل الأتراك في ألمانيا إلى الحصول على الأخبار من قنوات تركية مرتبطة بإردوغان وبالتالي، وفقا لأفير “غالبا ما تكون غير منتقدة”.
أما الذين يميلون إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض، فغالبا ما يتخلون عن جنسيتهم التركية ليصبحوا ألمانا، على عكس المتعاطفين مع حزب إردوغان، حزب العدالة والتنمية.
كما أن الناخبين الأتراك في ألمانيا، وفقا أفير، لديهم رؤية منحازة تشكلت خلال “الإقامات الموقتة”، لبلدهم الأصلي و”تحديثه” المفترض خلال فترة حكم إردوغان الطويلة.
وتابع أن “إردوغان يمثل أيضا بالنسبة إليهم رجل دولة قويا قادرا على فرض نفسه على الساحة الدولية ويمكنهم أن يفخروا به وأن يقدّم لهم رابطا عاطفيا لا يملكونه في ألمانيا” حيث يحتمل أن يكونوا ضحايا للعنصرية والتمييز.
كما أن الرئيس التركي “قاد حملة انتخابية مكثفة خصوصا” في ألمانيا و”استخدم جمعيات تركية” مثل مئات من مساجد “ديتيب” التي تديرها أنقرة، وفقا لغوفرجين الذي أشار إلى أن “أكثر من 120 سياسيا من حزب العدالة والتنمية سافروا إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى للقيام بحملات” انتخابية.
ومن أجل مواجهة قوة الجذب التي أثارها إردوغان، يجب على السياسيين الألمان إنهاء “سلبيتهم”، وفق الصحافي التركي.
وقال غوفرجين “إذا لم نقدّم عروضا مضادة، وإذا لم نخلق منفذا عاطفيا للمواطنين الأتراك في ألمانيا، لا ينبغي أن نفاجأ من أن إردوغان يملأ هذا الفراغ”.
بصراحة، هذا الغرب لا أفهمه. ان لم تر الأمور كما تراها وهي أمور تخصك يحشر نفسه في شؤونك.
هؤلاء الاتراك ومن الخمسينات في الماني هم المان مزدوجي الجنسية. وهم احرار لكونهم المان.فقط أن كان الألمان يعتبرون الألماني حرا.
على الغرب أن يخلص نفسه من عقدة اياصوفيا فهو علماني كما يقول.