“الكاوبوي”، يوسف فخر، المسؤول العسكري الاشتراكي في مدينة بيروت وقع في قبضة العدالة وصدر في حقه، يوم أمس، قرار اتهامي بالتحضير لاغتيال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، وعدد من قيادات الحزب وشخصيات أخرى.
المعلومات تشير الى ان الزمن توقف عند فخر العام 1987، تاريخ مغادرته لبنان، إثر تراكم مذكرات التوقيف في حقه من قبل متضررين من ممارساته المليشياوية، خصوصا الهجوم على سجن بيروت، وفرض الاتاوات، وتجارة المخدرات ابان الحرب اللبنانية، وغيرها من التعديات على الممتلكات الخاصة والعامة. فضلا عن ملاحقته من قبل « جهاز الامن والاستطلاع » السوري في لبنان حينها مع مسؤولين آخرين من الحزب الاشتراكي، من بينهم صالح الديك وجمال كرارا وابو سعيد العنترازي والشيخ رضا وسواهم، فغادر الى الولايات المتحدة، ليعود في العام 2011 الى لبنان، بعد ان سوّى وضعه القانوني، واصبح بامكانه العودة الى قريته “دير قوبل”.
فخر عاد ليلتقي مجموعة الشباب التي كانت تعمل بإمرته، وبدأ التحريض على رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، وعدد من القيادات الاخرى التي اتهمها بعدم مساعدته، وتركه ليواجه منفردا المصاعب الجمة في الولايات المتحدة الاميركية الى لجأ اليها. وفي ذهنه ان في استطاعته العودة الى مزاولة انشطته السابقة من دون غطاء وليد جنبلاط، وان بامكانه العمل على الساحة الدرزية كاملة، مستفيدا من علاقاته المشتبه بها التي أنشأها في الولايات المتحدة.
فخر بدأ العمل في اتجاهين، الاول، خلق مناخات من التحريض والفتنة بين الدروز والشيعة، والثاني ربط عدد من الشبان الدروز اللبنانيين، بنظرائهم في اسرائيل. وتشير المعلومات انه في حال تم النيل من جنبلاط، يكون فخر قد هيأ الاجواء لردة فعل درزية ضد الشيعة عموما، وحزب الله خصوصا، في تكرار لسيناريو ردة الفعل الدرزية التي اعقبت إغتيال الزعم كمال جنبلاط، والذي دفع ثمنه المسيحيون في قرى الجبل.
وتشير المعلومات الى ان فخر كان ينوي ايضا النيل من مسؤولين إشتراكيين من بينهم وكيل داخلية بيروت السابق في الحزب الاشتراكي، نشأت ابو كروم، الذي يحمّله فخر مع آخرين مسؤولية إخراجه من لبنان.
وحذرت مصادر إشتراكية من تكرار سيناريو إغتيال المسؤول الاشتراكي في عاليه سامي ابو مروش، الذي بقيت عملية اغتياله غير واضحة المعالم الى اليوم.
المعلومات تتحدث عن ان جنبلاط اصبح مكشوفاً دوليا، بعد ان رفعت روسيا الغطاء عنه في ظل موقفه من الثورة السورية، وفي ظل عدم الرضا الاميركي عنه ايضا، وعدم إعطائه تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة الاميركية، مشيرة الى ان رفع الغطاء الدولي عنه يسهّل عملية اغتياله.
وتتحدث المعلومات عن ان اغتيال جنبلاط في هذه المرحلة السياسية الحساسة من تاريخ لبنان، يُسهم في إسقاط جبل لبنان نهائيا، وهو الحيز الجغرافي الذي يبدأ من تخوم بلدة جزين المسيحية، وخط التماس الدرزي المسيحي مع مناطق الجنوب الشيعي، وينتهي عند تخوم القبيات شمالا.
وتضيف ان إغتيال جنبلاط، سيؤدي الى استتباع الطائفة الدرزية في لبنان، ومن بعدها الطائفة المسيحية، خصوصا ان هناك محاولات تجري لإحداث إختراقات عقارية في ممتلكات الموارنة في المقلب الشرقي للسلسة الغربية، ما يؤدي الى تطويق جبل لبنان وتطويعه.
محضر التحقيق الرسمي مع الكاوبوي.