حرب باردة في مطار رفيق الحريري الدولي بين بعض الجهات الحزبية والاجهزة الامنية!
المركزية- لا تقتصر اهداف زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون الى واشنطن منتصف الأسبوع المقبل في اطلالة هي الاولى من نوعها اثر تعيينه في 8 آذار الماضي، على التعرف الى كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين المولجين الاشراف على ملفات الامن في الشرق الاوسط، وبحث برنامج المساعدات العسكرية المستمر للبنان مع الادارة الاميركية الجديدة.
فالقائد الذي يعرف واشنطن جيدا، حيث تلقى فيها اكثر من دورة تدريبية، سيعقد اجتماعات مع رئيس هيئة الأركان جوزيف دانفورد، ومساعد شؤون الشرق الأدنى في الخارجية مايكل راتني واعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب ويستمع منهم الى تفاصيل خطة تطويق الحالات المتطرفة والاصولية في المنطقة عموما وسوريا خصوصاتمهيدا للقضاء عليها، بما يفترض ضبطا لحدود لبنان الشرقية والشمالية، وهي مهمة بدأت منذ مدة غير قصيرة من خلال المساعدات العسكرية الاميركية والبريطانية للمؤسسة العسكرية، ومن ضمنها ابراج المراقبة الموزعة على اكثر من نقطة ومحور الا انها تبقى غير كافية لإحكام القبضة والسيطرة على الحدود بكاملها. وهذه النقطة بالذات، تؤكد مصادر امنية عليمة لـ”المركزية” انها ستشكل لبّ المباحثات العسكرية اللبنانية – الاميركية، كاشفة عن ان اجهزة امنية غربية رصدت فجوة حدودية يمكن ان تتسلل عبرها نيران الاصوليات والارهاب الى لبنان، حينما تدخل خطة القضاء عليها حيز التنفيذ، وان الوفود العسكرية والسياسية الاميركية التي زارت لبنان تباعا، جالت في هذه النقاط متفقدة ومستطلعة حيث استقصت ما يلزم من معلومات لاتخاذ المقتضى ورفعت تقاريرها الى كبار المسؤولين في واشنطن لتشكل قاعدة ارتكاز ومنطلقا للبحث مع القائد عون.
واذ يندرج طلب لبنان رفع مستوى المساعدات العسكرية في خانة تلبية حاجات الجيش في مجال مكافحة الارهاب وضبط الحدود لتتواءم القدرات مع التحديات، بعدما اثبتت القوات المسلحة اللبنانية قدرة فائقة في هذا الاطار، لا سيما في المجال الاستخباراتي الذي تقر الدول المهتمة بالشأن السوري بهذا التفوق، تلفت المصادر الى ان الجهات الامنية المختصة تبلغت اخيرا ضرورة اقفال 47 معبراً حدوديا غير شرعي في المنطقة الممتدة من مجدل عنجر – جبل العرب في اتجاه الشمال الشرقي نحو الهرمل والدار الواسعة، بأقصى سرعة وقبل انطلاق مرحلة الإطباق على الارهابيين في سوريا، خشية استغلال هذه الخاصرة الرخوة والنفاذ منها في اتجاه الداخل اللبناني حيث قد يجدون بعض البيئات الحاضنة ليتحولوا مشروع انفجار على اوسع مستوى.
وتشير الى ان المباحثات العسكرية الاميركية -اللبنانية التي تمتد حتى 5 ايار المقبل، ستغوص في هذا الملف في العمق، نسبة لبعض الحساسيات التي تغلفه ، ومن شأن الاقفال او مجرد التفكير به ان يخلق مشكلة لبنانية داخلية، تشبه الى حد ما الحرب الباردة بين بعض الجهات الحزبية والاجهزة الامنية في مطار رفيق الحريري الدولي، الناجمة عن استحداث اجهزة مراقبة وتدقيق متطورة خصوصا على الشحن وفي المدارج تعوق حرية حركة هذه الجهات.
وتختم المصادر الامنية بالاشارة الى ان توجهات ادارة ترامب الحازمة والحاسمة في مجال الامن الاستراتيجي في الشرق الاوسط المعاكسة للسياسة التي انتهجها سلفه باراك اوباما ستفعل فعلها، ليس فقط على مستوى مكافحة ارهاب “داعش” واخواتها بل تمتد الى كل ما يتصل بما تعتبره ميليشيات خارجة عن الشرعية.