النبطية- “الشفاف” –خاص
بعد ان ارتفعت صحيات اهالي منطقة بعلبك احتجاجا على التسيب والفوضى الإدارية في قلم النفوس والآتاوات التي يفرضها الموظفون والمتنفذون على المواطنين لقاء تسهيل معاملاتهم، ارتفعت صرخة مشابهة بسبب ما يشهده قلم النفوس في سراي النبطية الحكومي يوميا من خناقات لإنجاز بطاقات هوية أو للحصول على إخراج قيد أو تنفيذ معاملة إدارية.
فما يجري داخل مكاتب القلم يشبه إلى حد بعيد عمل العصابات او المافيات، رغم المحاولات المتكررة لضبطه والتي يبدو أنها قد وصلت إلى حائط مسدود.
وقد ارتفعت مؤخرا صرخة المواطنين الذين يضطرون إلى إمضاء سحابة يوم كامل حتى يتكرم الموظفون باعطائهم إخراج قيد أو معاملة إدارية ما.
مأمور النفوس الجديد “ابراهيم قلقاس”، الذي أوكلت إليه مهمة الإدارة بعد المناقلات الأخيرة التي تمت قبيل الإنتخابات البلدية، يواجه جيشا من المرتشين الذين اعتادوا على نمط معين في العمل قوامه “إدفع أكثر تحصل على ما تريد”! الموظفون الذين حولوا قلم النفوس إلى ما يشبه المزادات العلنية لا يتورعون عن أخذ الرشاوي جهارا و”على عينك يا تاجر”. فإخراج القيد السريع يساوي 20 ألف ليرة، أما المعاملة الإدارية الملحة فتصل إلى 100 دولار، حيث يأتي الموظف صباحا إلى عمله حاملا معه غلة يومه ويكون أحد المخاتير قد زاره في منزله وحمل إليه العشرات من الطلبات التي ينكب على انجازها خلال دوامه الرسمي من دون أن يرف له جفن لما يصيب المواطنين في الخارج، همه في ذلك تحصيل (رزقه)! إضافة إلى أن ما يحصل هو جزء من روتين إداري معتمد من قبل بعض الموظفين في “قلم نفوس النبطية” المدعومين من جهات سياسية متنفذة كانت قد وعدتهم بالحصول على مركز مأمورية النفوس فشكلوا اتفاقا ضمنيا في ما بينهم لإشاعة الفوضى المنظمة وإفشال مهمة أي مدير وافد.
ويسجل في ما يحصل فلتان أمني لجهة استباحة مخاتير القرى لمكاتب النفوس وقيامهم باستلام المعاملات وتسليمها بدلا من الموظفين، في ما يبدو انهم أجهزة موضوعة تحت تصرف هؤلاء الموظفين أو وسيط بينهم وبين المواطنين ما حوّل مكاتب النفوس إلى دكاكين للتبضع التجاري والخروج على القانون.
وكل ذلك يجري على بعد أمتار قليلة من مكتب محافظ النبطية الذي لم يتدخل حتى الساعة لوضع حد للتجاوزات القائمة وتجنيب المواطنين ما يعانونه من ابتزاز.
سوق النبطية: البلدية رفعت أسعار البسطات وتهدّد التجّار بمنافسة سورية!