مبروك لشعب ليبيا إنتصاره على الطغيان! ولكن الليبيين، الذين حصلوا على دعم العالم الحرّ كله، يتحمّلون الآن مسؤولية معنوية أمام الشعوب العربية التي لا تزال تكافح لإسقاط طغاتها. وأول مسؤولياتهم الإبتعاد عن التقاتل الأهلي، ووضع السلاح جانباً، والشروع ببناء دولة القانون والعلم التقدّم والديمقراطية.
دور الثوّار الآن هو إعادة بناء ليبيا بعد 40 سنة من الخراب القذافي!
*
محتجون في طرابلس يطالبون برحيل الميليشيات عن المدينة
طرابلس (رويترز) – احتج عشرات القضاة والمحامين الليبيين في طرابلس يوم الاربعاء على السلوك الذي يفتقر الى القانون من جانب الميليشيات القادمة من مناطق مختلفة وما زالت في العاصمة وطالبوها بمغادرة المدينة والعودة الى بلداتهم.
واتحدت الميليشيات المختلفة لتطيح بمعمر القذافي وشغلت الفراغ الذي خلفه انهيار حكمه الذي استمر 42 عاما قبل نحو ثلاثة اشهر في العاصمة. وتضغط الحكومة المؤقتة الجديدة عليهم للعودة الى بلداتهم وترك مهمة حفظ النظام للشرطة وجيش جديد تزمع تكوينه.
وقال القضاة والمحامون انهم قرروا الاحتجاج بعد ان داهمت ميليشيا مسلحة مكاتب المدعي العام يوم الثلاثاء.
وتجمع الحشد المكون من نحو 250 شخصا يحملون لافتات تندد بانتشار السلاح وتدعو الى العدالة خارج محكمة طرابلس قبل أن يتحركوا في مسيرة الى ميدان الشهداء.
وقال القاضي عادل المسلاتي انهم يحتجون للتعبير عن الاحساس بالخزي لما حدث يوم الثلاثاء في اشارة الى الهجوم الذي تعرض له مكتب المدعي العام.
وأضاف في كلمة امام المحتجين ان أولئك أناس امضوا وقتا في السجون وغادروا ليرتدوا زي الثوار وبدأوا في ممارسة السرقة في الشوارع ومهاجمة مراكز الشرطة.
وقال المسلاتي انه يطلب من الجيش والشرطة الان تولي المسؤولية لتوفير العدالة والامن للبلد وللشعب.
وقال خليفة عبودة وهو محام شارك في المظاهرة انهم لن يوقفوا احتجاجاتهم الى ان تجاب مطالبهم. واضاف ان هذا الاحتجاج هدفه حماية العدل والنزاهة.
وفي أشد الجهود حزما حتى الان لكبح الميليشيا القادمة من خارج طرابلس دعا رئيس المجلس المحلي للعاصمة الى احتجاجات يومية الى ان تعود الميليشيات الى بلداتها ومدنها.
وقال انه اذا لم تغادر الميليشيات بحلول 20 ديسمبر كانون الاول فان الحكومة ستغلق المدينة امام حركة المرور باستثناء العربات التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع.
والميليشيات التي تنتمي لمدينتي مصراتة والزنتان من اقوى الجماعات المسلحة في العاصمة الليبية. وتدير الميليشيات حواجز على الطرق وتطوف المدينة في شاحنات صغيرة واقامت قواعد لها في مبان حكومية.
ويقول محللون ان الميليشيات مازالت في طرابلس لانها تريد تحويل قوتها العسكرية الى قوة سياسية في نظام الحكم الجديد الذي سيتشكل خلال الشهور السبعة القادمة.
وقال قائد ميليشيا من الزنتان يوفر رجاله الامن في مطار طرابلس الدولي يوم الاربعاء ان رجاله سيسلمون المهمة الى قوات الامن الحكومية بمجرد تلقي الاوامر من الحكومة المركزية.
وقال نائب القائد العسكري بالمطار انهم يؤيدون الناس في طرابلس في الدعوة الى ازالة الاسلحة من الشوارع ويتطلعون للعودة الى حياتهم المدنية.
*
مئات الليبيين يتظاهرون في طرابلس احتجاجا على فوضى السلاح
وكالة الصحافة الفرنسية- تظاهر مئات الليبيين في طرابلس الاربعاء احتجاجا على فوضى السلاح الناجمة عن تواجد ميليشيات مسلحة في العاصمة الليبية ودعما لوزارتي الدفاع والداخلية اللتين تسعيان بصعوبة لضبط انتشار السلاح.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “اخي الثائر شكرا لك اترك سلاحك وخذ كتابا” و”العاصمة لجميع الليبيين ولكن من سيسكنها هم المدنيون” و”لا للكتائب المسلحة داخل طرابلس وضواحيها”.
وانضم العشرات من عناصر الشرطة بثيابهم العسكرية الى المتظاهرين وساروا وراء سيارات جديدة للشرطة الليبية.
وقال الشرطي الاسد قبايلي الذي سبق وخدم في عهد القذافي “نريد ان نقول للجميع اننا هنا”.
من جهة ثانية شارك القضاة في اعتصام تعبيرا عن تنديدهم باعتراض عشرات الثوار السابقين للنائب العام عبد العزيز الحصادي مطالبين باطلاق سراح احد زملائهم المتورط في جريمة قتل.
وقال احد القضاة لفرانس برس “نريد ضمان حماية القضاة لكي يتمكن القضاء من العمل”.
وكانت الحكومة الليبية امهلت الثلاثاء الميليشيات المسلحة مهلة اسبوعين لترك العاصمة.
وشهدت العاصمة الليبية مرارا اشتباكات مسلحة بين مجموعات عدة من الثوار السابقين اوقعت قتلى وجرحى.