سلاح “حماس” مثل سلاح “حزب الله” ليس لمواجهة الداخل بل لمواجهة العدو الصهيوني، ومع ذلك لم تتردّد “حماس” في قتل 6 فلسطينيين لأنهم أرادوا الإحتفال بالذكرى الثالثة لموت ياسر عرفات.
وبالمناسبة، فأحد أسوأ نتائج الإنقلاب الحماسي، الإيراني التمويل، هو أنها خلقت موجة طائفية بين الفلسطينيين الذين، حسب علمنا، لا يوجد بينهم شيعة. فمجدّداً هتف الناس في غزّة اليوم “يا شيعة يا قتلة”. هذا شعار يستحق الإدانة والإستنكار، ونأمل فعلاً ألا يغرق شعب فلسطين في الطائفية التي ظلّ بعيداً عنها حتى الآن.
الشعارات ضد “الشيعة” مثل التنديد بدولة إيران “الصفوية”. الشعب الإيراني شعب صديق وتربطه علاقات تاريخيةوثيقة بالعرب، وهو حتماً ليس عدواً للعرب. والشيعة جزء عزيز من شعوب المنطقة. المشكلة هي مع أتباع خامنئي وأحمدي نجاد والباسداران، أي مع “الفاشية الدينية” التي يعاني منها شعب إيران أيضاً.
**
أ إف بي- قتل ستة فلسطينيين على الاقل واصيب مئة اخرون جراء اطلاق عناصر من الشرطة التابعة لحركة حماس النار على مهرجان حاشد نظمته حركة فتح الاثنين في غزة لمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل الرئيس ياسر عرفات.
واحتشد مئات الاف الفلسطينيين في ساحة “الكتيبة” في غرب مدينة غزة في اكبر تظاهرة تنظمها حركة فتح منذ سيطرة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على قطاع غزة في 15 حزيران/يونيو الماضي.
وقال مصدر طبي لوكالة فرانس برس “استشهد ستة مواطنين واصيب مئة اخرون بالرصاص والقاء القنابل الصوتية عليهم اثناء المهرجان ونقلوا الى المستشفى لتلقي العلاج”.
واشار الى ان عددا من الجرحى “في حالة خطيرة جدا بينهم اثنان في حالة موت سريري وان معظم الجرحى من النساء وفتيان وشبان”.
واتهمت حركة فتح عناصر الشرطة التابعة لحركة حماس باطلاق النار على المهرجان.
وقالت ان الشرطة “قامت بتفريق نشطاء فتح الذين تجمعوا امام مستشفى الشفاء بغزة وفتحوا النار عليهم واعتدوا عليهم بالضرب بالهروات ومنعوا التجمع امام وداخل المستشفى”.
ودعت المستشفى المتطوعين الى التبرع بالدم بسبب النقص الحاد في الدم.
وقال مسؤول من حركة فتح طلب عدم ذكر اسمه لفرانس برس ان “ميليشيات حماس اطلقت النار من مباني الجامعة الاسلامية على المشاركين في المهرجان ما ادى الى وقوع شهداء وجرحى”.
واشار الى ان عناصر من الشرطة التابعة لحركة حماس اطلقوا قنابل صوتية باتجاه المتظاهرين.
واضاف هذا المسؤول “تم الاعتداء بالضرب بالهروات على عشرات من المشاركين اضافة الى اعتقال مئات منهم”.
لكن وزارة الداخلية التابعة للحكومة المقالة نفت ذلك وقالت في بيان تلقته فرانس برس ان “عددا من المسلحين يعتلون مبنى جامعة الازهر يتبعون لحركة فتح اطلقوا النار على الشرطة الفلسطينية (التابعة لحماس) من سلاح كاتم للصوت ومن ثم تم اطلاق النار على المشاركين في المهرجان مما ادى الى اثارة الجماهير واصابة عدد كبير من افراد الشرطة من بينهم اصابتان خطيرتان”.
وذكر شهود عيان ان مئات المتظاهرين رددوا هتافات ضد حماس ومنها “يا شيعة يا قتلة”.
وفي ردود الفعل اعتبر النائب محمد دحلان الرجل القوي في فتح ان حركة حماس “فقدت صوابها وانقلبت على الشعب الفلسطيني”.
وقال محمد دحلان وهو مستشار الامن القومي السابق للرئيس محمود عباس لوكالة فرانس برس ان “عصابات حماس اثبتت اليوم باطلاقها النار على المحتشدين في مهرجان الراحل ياسر عرفات انها لا تواجه السلطة الفلسطينية وفتح بل هي في مواجهة مع الشعب الفلسطيني كله الذي يدفع الثمن باهظا”.
من جهته قال نمر حماد المستشار السياسي للرئيس محمود عباس في رام الله “ان اطلاق مليشيات حركة حماس النار على المهرجان عمل اجرامي خطير (..) ويفضح ادعاءات حماس انها تريد الحوار”.
اما رئيس كتلة حركة فتح البرلمانية عزام الاحمد فاكد في بيان ان “لا حوار ولا لقاء” مع حماس.
وكان الرئيس محمود عباس دعا في كلمته في المهرجان حركة حماس الى “وقف جرائمها ضد كوادر وعناصر حركة فتح”.
وشدد عباس فس كلمة القاها نيابة عنه زكريا الاغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية امام المحتشدين في غزة على “وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة التحديات (..) والسير على نهج الرئيس الراحل ياسر عرفات نحو اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
واضاف الاغا “نقول لحركة حماس ومليشياتها المسلحة اوقفوا جرائمكم واعتداءاتكم ..سكوتنا لا ياتي من نقطة ضعف وانما هو ايمان وترسيخ لمبادىء الرئيس الراحل وحرمت الدم الفلسطيني وحرصا منا على وحدة الشعب الفلسطيني”.
وتابع الاغا وسط مقاطعة من المتظاهرين بالهتافات “ستبقى حركة فتح الرقم الصعب في المعادلة الفلسطينية ولا توجد قوة على وجه الارض تستطيع استئصالها وستبقى حركة فتح هي رائدة المسيرة الوطنية وستبقى منظمة التحرير الفلسطينية هي قائدة الشعب الفلسطيني”.
من جهة ثانية قال الاغا ان الوفد الفلسطيني “لن يذهب الى (مؤتمر) انابوليس ليبيع ثوابته وليبيع حقوقه وانما ليطالب بحقوق شعبه التي يؤكد عليها كل يوم الرئيس ابو مازن (..) نحن نحذر من اقامة اي مؤتمر مشبوه يكرس الانقسام الفلسطيني” في اشارة الى مؤتمر “دمشق” الذي تسعى لتنظيمه فصائل فلسطينية عدة خصوصا حماس .
من جهته قال احمد حلس القيادي البارز في حركة فتح في كلمة حركته “من ظن ان فتح قد انتهت او غابت فهو واهم ولياتي ليرى غزة كلها تحولت الى فتح اليوم”. وتابع “لن يسرق غزة الانقلاب ولن يحرفوا غزة الانقلابيون ..غزة باقية للفتح”.
واكد حلس لوكالة فرانس برس ان “عدد المشاركين زاد عن نصف مليون فلسطيني” تلبية لدعوة فتح للمشاركة في مهرجان عرفات.
وعمت المسيرات كافة الشوارع المؤدية الى ساحة الكتيبة في غرب مدينة غزة التي خصصت للمهرجان ورفعت صور ابو عمار واعلام فتح والاعلام الفلسطينية. كما جابت عشرات التظاهرات شوارع واحياء ومدن غزة.
وقال محمد الباز عريف الحفل انه “تم بدء الحفل قبل ساعة من موعده المحدد بسبب تدفق مئات الالاف من المواطنين”.