القاهرة (رويترز) – قال نشطاء أقباط ان الشرطة العسكرية والشرطة المدنية المصرية فضت بالقوة يوم الاربعاء اعتصاما نظموه أمام مبنى الاذاعة والتلفزيون الذي يطل على نيل القاهرة وان نحو 15 معتصما أصيبوا.
وشارك ألوف الاقباط يوم الثلاثاء في مسيرة بالعاصمة احتجاجا على هدم ما قالوا انها كنيسة في قرية بمحافظة أسوان في أقصى جنوب مصر.
وبدأت المسيرة من حي شبرا في شمال القاهرة الذي توجد به كثافة عددية قبطية وانتهت أمام مبنى الاذاعة والتلفزيون حيث قال منظمون انهم بدأوا اعتصاما أمامه وأغلقوا طريق الكورنيش الذي يطل عليه المبنى لحين الاستجابة لمطالبهم وفي مقدمتها “اعادة بناء الكنيسة.”
وقال مجدي صابر ميشيل الامين العام لاتحاد شباب ماسبيرو (منظمة احتجاجية قبطية).. “الازمة بدأت في الساعة الواحدة صباحا (اليوم) حين حاول محتجون ادخال بطاطين للمعتصمين من حاجز شرطة خارج مكان الاعتصام.”
وأضاف “الشرطة اعتدت على سائق الشاحنة التي كانت تحمل البطاطين ولما تدخل القس متياس ضربوه على رأسه بعصا كهربية.”
وتابع أن الشرطة ألقت البطاطين ومكبرات صوت ومنصة كان يستخدمها خطباء الاعتصام في النيل.
وكان المئات من مسلمي قرية الماريناب هدموا يوم الجمعة ما قالوا انها دار ضيافة حولها مسيحيون الى كنيسة دون الحصول على ترخيص. كما أشعل المسلمون النار في أخشاب استخدمت في البناء.
واعتصم مئات الاقباط لايام أمام مبنى الاذاعة والتلفزيون في مارس اذار بعد هدم كنيسة في قرية الى الجنوب من القاهرة كما اعتصموا في مايو أيار بعد حرق كنيسة في القاهرة خلال اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين أسفرت عن مقتل 15 من الجانبين واصابة المئات.
وقال القس فلوبتير الذي كان ضمن المعتصمين لرويترز “القس متياس أصيب أيضا بكدمات في الوجه.”
وأضاف “الاعتداء وحشي جدا جدا جدا… هؤلاء لم يكونوا مجرد ناس تفض اعتصاما. كان داخلهم غل لا أعرف أسبابه.”
وتابع “هذا الاسلوب الوحشي يزيد من الاحتقان ورد الفعل. المسيحيون سيسلكون كل الطرق اللاعنيفة للحصول على حقوقهم.”
ومنذ شهور بدا المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد عصبيا في التعامل مع الاعتصامات التي يقول انها تعوق اتجاه البلاد الى الاستقرار بعد انتفاضة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.
وفي أول أيام شهر رمضان فضت قوات من الشرطة العسكرية والشرطة المدنية اعتصاما لمئات النشطاء في ميدان التحرير بالقوة. وكان الميدان بؤرة الاحتجاجات التي أسقطت مبارك.
وقال الناشط القبطي البارز رامي كامل ان تسعة من المصابين نقلوا الى المستشفى وان حالة أحدهم ” صعبة جدا.”
ويطالب المحتجون باقالة محافظ أسوان مصطفى السيد الذي قال ان الترخيص كان لدار ضيافة ومناسبات وليس كنيسة. وخلال المسيرة يوم الثلاثاء مزقوا وأحرقوا صورا له.
ويتهم المحتجون ضباط شرطة كبارا في محافظة أسوان بالتواطؤ مع من قاموا بهدم المبنى. وقال شهود عيان ان عددا كبيرا من رجال الشرطة راقبوا عملية الهدم دون تدخل.
ويقول المحتجون انهم يطالبون أيضا بفتح كنائس مبنية حديثا وترفض الشرطة فتحها بسبب تهديدات سلفيين.
ويطالب المسيحيون بقانون موحد لدور العبادة يجعل بناء وترميم الكنائس سهلا نسبيا كما هو الحال بالنسبة للمساجد.
ويسود الوئام بين المسلمين والاقلية المسيحية لكن نزاعات دموية تنشب بين وقت واخر بسبب بناء وترميم الكنائس أو تغيير الديانة أو العلاقات بين الرجال والنساء من الطائفتين.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من الشرطة العسكرية أو الشرطة المدنية.