كانت السيجارة جزءاً من الفولكلور الفرنسي. خصوصاً سجائر “الغولواز” و”الجيتان” التي طبعت صورة اليسار الفرنسي.. والعربي! إبتداءً من اليوم، يكتشف المدخّنون الفرنسيون والألمان أن هنالك حياة بعد.. السيجارة! النتيجة الأولى ستكون إختفاء أعقاب السجائر التي كانت تجعل مقاهي فرنسا “الأكثر قذارة” بين مقاهي العالم! باستثناء مقهي أو إثنين، في بوردو ومونبولييه، لم تُسجَّل أية مقاومة للقانون الجديد بين المدخّنين الذين سيتكتشفون، ربما لأول مرّة، طعم القهوة “سادة”، أي بدون سيجارة. إستطلاعات الرأي أظهرت أن أكثر من 90 بالمئة من غير المدخّنين رحّبوا بالقانون الجديد، ولكن أكثر من 70 بالمئة من المدخّنين صوّتوا، بدورهم، لصالح منع التدخين في المقاهي والمطاعم وأماكن اللهو.
الحظر سيشمل مقاهي “الشيشة” التي نشرها بعض المصريين والعرب في السنوات الأخيرة، مما يعني أن أصحابها سيضطرون للبحث عن مهن أخرى.
طبعاً، يظلّ ممكنا التدخين في الأماكن المفتوحة من المقاهي، أي على “التراس”، ولكن الحرارة التي لم تتحاوز 3 درجات صباح اليوم لم تكن مشجّعة!
يُذكَر أن هذا الحظر الشامل للتدخين في الاماكن العامة هو المآل الطبيعي لـ30 عاما من القوانين المتزايدة التشدّد ضد التدخين.
ففي 1976 فرض قانون فايل الصادر في التاسع من تموز/يوليو لصق معلومات وعبارة “خطر على الصحة” على علب السجائر وحظر الاعلان المباشر او المتحايل ورعاية المنافسات الرياضية.
ثم حظر قانون ايفان الصادر في العاشر من كانون الثاني/يناير 1991 التدخين في الاماكن العامة ووسائل النقل باستثناء القاعة المخصصة “للمدخنين”.
وفرض قانون جديد صدر في 26 تموز/يوليو 2005 ذكر عبارة “التدخين يقتل” و “التدخين يتسبب في اساءة خطرة الى صحتك وصحة المحيطين بك” بالاضافة الى عبارة اخرى يتم اختيارها من لائحة رسمية.
وفي 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2006 فرض الحظر الشامل للتدخين في الاماكن العامة بمرسوم ابتداء من الاول من شباط/فبراير 2007.
هل يؤيّد القراء العرب منعاً مماثلاً للتدخين في بلدانهم؟