اعلن منسق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” الدكتور فارس سعيْد ان “14 آذار” تحاول نقل موضوع ترتيب اللوائح الانتخابية من إطار لعبة الأحجام بين مكوناتها الى المواجهة السياسية من خلال اعطاء الأولوية للعنوان السياسي للمعركة”، لافتاً الى انه “عندما نضع العنوان وكذلك معالم المعركة مع الفريق الآخر، ستكون قوى “14 آذار” مدركة لمسألة مهمة وهي انه في حال انهار هذا التحالف، فلن يكون احد من مكوناته قادراً على المواجهة”.
واعلن سعيْد في حديث الى صحيفة “الراي” الكويتية يُنشر غداً “ان هناك سببين لعدم اعلان “14 آذار” لوائحها حالياً “الاول اداري لأن مهلة تقديم الترشيحات تنتهي في 7 نيسان، والسبب الآخر تكتيكي، فلماذا نعلن لوائحنا ما دام الفريق الآخر لم يعلن لوائحه بعد؟ ولماذا نعرّض مرشحينا الى اساءة جسدية او امنية، وماذا يضطرنا الى وضع المرشحين على المسرح منذ اليوم؟”.
واعلن رداً على سؤال ان “قوى 8 آذار تريد المشاركة في الحكم من خلال تكريس مبدأ غير دستوري اسمه الثلث المعطّل، في حين تطلب قوى “14 آذار” ان تكون المشاركة وفق الدستور والميثاق المنبثق عن اتفاق الطائف”. وسأل: “هل المعركة هي لتكريس اتفاق الدوحة بديلاً عن اتفاق الطائف والاطاحة بالدستور اللبناني وادخال لبنان في المجهول؟”، وقال: “هذا ما لا ترضاه قوى الرابع عشر من آذار وستقف سدّاً منيعاً ضده خلال الانتخابات النيابية المقبلة”.
ولفت الى ان “قوى 8 مارس تروّج مقولة ان التقارب السوري ـ السعودي ـ المصري سيكون ثمنه الغاء العملية الديموقراطية واستبدال الانتخابات النيابية بترتيب انتخابي يفضي الى برلمان من 128 نائباً على قاعدة 60 للأكثرية الحالية و60 للمعارضة الحالية و8 في الوسط، كما قالها يوماً الرئيس نبيه بري”، وقال: “الحقيقة ان هذا الامر غير مقبول. فنحن نتميّز في هذه المنطقة من العالم باحترامنا للمهل الدستورية ولمبدأ تداول السلطة وبتكريس العملية الديموقراطية، بحيث نهنئ الفائز ونشدّ على يد الخاسر”.
ورداً على سؤال، اعلن “لست خائفاً اليوم على انتصار “14 آذار” في الانتخابات، بل اصبحت خائفاً على اجراء الانتخابات النيابية لأن ما أسمعه من ادبيات “حزب الله” او من الرئيس السوري بشار الاسد ينذر بأن العملية الانتخابية مهدّدة”.
ورأى في الكلام الأخير للرئيس الاسد عن المحكمة الدولية والانتخابات “تهديداً وتدخلاً مباشراً في الحياة السياسية اللبنانية وهو تجاوُز وتطاوُل من النظام السوري على لبنان، وهذا الامر مرفوض رفضاً باتاً وسنتمسك بالعملية الديموقراطية وستجري الانتخابات في موعدها”. اضاف: “الرئيس الاسد تحدث عن امرين، وقال: اذا أردتم ان يكون لبنان مستقراً، فهذا الاستقرار سيكون على حساب العدالة، اي الامن على حساب العدالة. واذا أردتم العدالة اي المحكمة الدولية فهذا سيكون على حساب الامن. وقال ثانياً: اذا اردتم الانتخابات، فاذهبوا الى ترتيب قبل هذا الاستحقاق، لأنكم اذا ذهبتم الى الانتخابات وانتصرت مثلاً قوى “14 آذار”، فسيؤسس هذا الوضع لمشكلة في لبنان وربما الى 7 مايو جديد”.
واعتبر رداً على سؤال “ان كلام الاسد يوحي أن قوى “14 آذار” ستربح ولذلك هو دعا الى ترتيب انتخابي، فيما يقول “حزب الله” ان “14 آذار” ربما تفوز ولذلك فلنأخذ الثلث المعطل قبل الذهاب الى الانتخابات”.
وعما نقله الديبلوماسي الأميركي جيفري فيلتمان الى فريق “14 آذار” وما سمعه منه، قال: “ليس هناك تسرُّع في تطبيع العلاقات الاميركية ـ السورية. هناك استحقاق في 7 حزيران، وثمة معيار يجب اخذه في الاعتبار وهو: هل سترسل الولايات المتحدة سفيراً اميركياً الى دمشق قبل هذا الموعد؟ في رأيي لن يحصل ذلك لأن اميركا ستضع سلوك النظام السوري تحت المجهر في الانتخابات النيابية، وسيكون هذا السلوك احد المعايير التي تسرّع او تعرقل عملية ارسال واشنطن سفيراً الى دمشق”.
وعن المحكمة الدولية قال: “موضوع المحكمة الدولية خارج التفاوض، وسورية تحاول ان تقدّم اوراق اعتمادها الى الادارة الاميركية الجديدة وكأنها هي عامل سلام في المنطقة وأنها تريد الانتقال من التفاوض غير المباشر الى التفاوض المباشر مع اسرائيل تحت رعاية اميركية. وهذا الامر، اذا حصل، لن يخيف قوى “14 آذار” بل يجب ان يخيف “حزب الله”. اضاف: “كلنا يذكر عندما انتقلت سورية في العام 1976 من معسكر الاتحاد السوفياتي الى الفلك الأميركي الذي أتاح لها الدخول الى لبنان، اذ لم يخَفْ يومها بشير الجميل بل “ابو عمار” هو الذي خاف. ومخيم تل الزعتر هو الذي دُمّر وليس المجلس الحربي الكتائبي”.
تابع: “الولايات المتحدة تخوض سياسة انفتاح جديدة على سورية وايران وهي التي تفرض جدول اعمال وشروط مفاوضاتها مع الجانبين وليس العكس. بمعنى ان الفريق اللبناني الذي يدور في الفلك السوري ـ الايراني يحاول ترويج فكرة ان الامبراطورية الاميركية سقطت على أعتاب طهران ودمشق وتأتي اليوم اليهما للتفاوض وفق جدول اعمالهما، في حين ان العكس هو الصحيح لأن سورية التي تعاني مشكلة كبيرة مع المجتمع الدولي حول المحكمة الدولية، وايران التي تعاني مشكلة اخرى اسمها الملف النووي يحاول كل منهما التقرّب من الادارة الاميركية الجديدة وتقديم نفسه كعامل استقرار في المنطقة”.
ورداً على سؤال رأى “ان العماد ميشال عون يقول للمسيحيين ما يلي: عندما تسلّطت عليكم الميليشيات وقفتُ انا في وجهها، وعندما حاربتكم سورية واجهتُها، واليوم ها هم المسلمون يسعون الى خطف الدولة، لذلك سأقف في وجههم. بمعنى انه يعمل على استنهاض عصب طائفي في مواجهة المسلمين في لبنان”. اضاف: “يقسّم عون المسلمين فئتيْن: مسلمون جيّدون هم الشيعة الذين لن يستخدموا في رأيه سلاحهم ضد المسيحي وانما ضد الاسرائيلي او السني. اما الفئة الثانية فهي المسلمون الخطرون، اي السنّة، الذين يقول الجنرال انهم ينافسون المسيحي ويريدون ابتلاعه وهم مدعاة خوف”. تابع: “جوابنا على العماد عون هو: السلطان عبد الحميد لم يستطع ان يبتلعنا، والشهيد رفيق الحريري كنا شركاء معه، والسني في لبنان شقيقنا وكذلك الشيعي. وهذا التخويف داخل الطائفة المسيحية بهدف تحسين الموقع، سيضعف المسيحيين ولن يعطي للعماد عون اي مستقبل ولا اي افق سياسي مستقبلي”.
وعن الحملة على دور البطريرك الماروني والكنيسة، قال: “لن يؤثر على الكنيسة، و”يا جبل ما يهزّك ريح”. البطريركية باقية وثابتة بينما العماد عون عابر وكلنا عابرون ايضا. والخطأ الاكبر يرتكبه ميشال عون عندما يعتبر ان المسيحيين اقلية خائفة بحاجة الى حماية في مواجهة المسلمين في لبنان.”
اضاف: “اؤكد ان المعركة الانتخابية ستكون على مئة وخمسين ألف ناخب. هناك مليونان ومئة وخمسون الفاً على القوائم الانتخابية، مليون في “14 آذار” ومليون في 8 آذار، والمعركة على الباقي، وستكون بين بعبدا والبترون وزحلة. بمعنى اوضح هناك مئة وخمسون الف ناخب يشكلون الرأي العام اللبناني وهم داخل الطائفة المسيحية لأنهم تاريخياً كانوا كذلك، ولأن المسيحيين، من خلال تكريس مبدأ الرأي العام، يمكن ان يبدّلوا موقفهم بين ليلة وضحاها وفق مواقف قادتهم وسياسييهم”. اضاف: “مزاج الرأي العام المسيحي اليوم هو مزاج تصالحي ويتوق الى الاستقرار. وهو يدرك أن تحالف الاقليات على حساب الدولة والدستور يعرّض المسيحيين الى مغامرة، وبالتالي لا يريدون تجديد الوكالة لنظرية العماد عون”.
ورداً على سؤال، اعرب عن اقتناعه “ان الرئيس ميشال سليمان لن يدخل معركة الانتخابات النيابية، ولن يكون له سعي شخصي بأن يكون له نواب”، متداركاً: “لكن اذا قرّر بعض النواب بعد الانتخابات النيابية ان يتركوا إما فريق “14 آذار” او فريق 8 آذار ليشكلوا كتلة وسطية او كتلة لرئيس الجمهورية، فهذا سيكون موضع ترحيب به من الرئيس”.
اضاف: “باعتقادي ان المواجهة ليست بين الرئيس سليمان والعماد عون. المواجهة هي بين نظرة الكنيسة المارونية ونظرة بعض الزعماء المسيحيين ومنهم ميشال عون الى بناء الدولة اللبنانية”. وتابع: “تاريخياً اصطدم كثيرون مع الكنيسة، ونذكر على سبيل المثال الرئيس كميل شمعون الذي اصطدم مع الكنيسة فدفع الثمن في العام 1958، والرئيس فؤاد شهاب اصطدم مع الكنيسة فدفع الثمن في العام 1968، واليوم ميشال عون يصطدم مع الكنيسة وسيدفع الثمن في انتخابات العام 2009”.