بدعوة من تيارالمستقبل-فرنسا لندوة حول المحكمة الدولية نظمها التيار نهار السبت الفائت في مدينة ليون الفرنسية، القى الاعلامي والكاتب الصحافي فارس خشان محاضرة تمحورت حول الظروف السياسية المحيطة بتشكيل المحكمة واهميتها المصيرية بالنسبة لمستقبل لبنان. وبعد ان فند خشّان بطلان الاشكالية التي يطرحها اعداء لبنان السيد الديمقراطي في الاختيار بين المحكمة ولبنان، وضع التهديدات التي يطلقها هؤلاء في اطار التهويل مستبعدا احتمالات الاقتتال الداخلي بفضل قدرة قوى الاغلبية على منعها، ولما سيكون لهذا الاحتمال من نتائج كارثية على الدول المحركة لقوى المعارضة في لبنان.
ومما قاله خشّان : اذا مرّت جريمة اغتيال زعيم بحجم الرئيس الحريري صديق كل اقوياء هذا العالم دون معاقبة المجرمين فما الذي يمنعهم بعد ذلك من قتل كل الشعب اللبناني او اخضاعه نهائيا، وما الذي يمنع شريعة الغاب من ان تسود؟ كذلك تساءل خشان عن الاسباب الحقيقية وراء اصرار بعض الاطراف الداخلية على افتعال الازمات المتواصلة بغية عرقلة تحقيق العدالة بالرغم من الخسائر السياسية الباهظة التي تتكبدها تلك الاطراف نتيجة هذه السياسة. واعتبر ان بقاء قوى الاكثرية على قوتها و صمودها يشكل ضمانة استمرار الاحترام الدولي للبنان ومواصلة دعمه لقضاياه متوقعا اقرار المحكمة الدولية خلال اسابيع قليلة من قبل مجلس الامن.
وعن احتمال مقايضة المجتمع الدولي و الادارة الاميركية تحديدا للمحكمة الدولية مقابل تنازلات سورية واتفاق صلح مع اسرائيل، اعتبر خشّان ان زمن المقايضات على حساب لبنان قد ولّى وان للبنانيين تأثيرا متعاظما لدى الادارة الاميركية منذ ان استعادوا قرارهم الحر ولهذا التأثير ان يستمر طالما حافظت القوى السيادية في لبنان على تماسكها و صمدت في الدفاع عن سيادة البلاد وليفعل النظام السوري ما يشاء من استجداء الصلح مع اسرائيل.
ولفت خشّان في هذا الاطار الى محاولات لتشويه الحقائق لدى الرأي العام العالمي كان آخرها مقال نشر في دورية فرنسية ابرز كتابه محام كان فرضه اميل لحود على الدولة اللبنانية للدفاع عن حقوقها في ملف الخليوي فإذا به يملأ حسابه المصرفي و يفرغ الخزينة اللبنانية، مع العلم ان المعطيات التي استند اليها المقال هي مزورة وتبين ان استدعاء اسرائيل الى حرب تموز كان لمحو اهمية المحكمة من الضمير العالمي.
وكانت الندوة بدأت بكلمة ترحيبية لمسؤول تيار المستقبل في مدينة ليون ايهاب دالاتي تلاها النشيد الوطني اللبناني ثم دقيقة صمت عن روح الرئيس الحريري و شهداء انتفاضة الاستقلال. بعد ذلك جرى عرض وثائقي عن انجازات الرئيس الحريري. ثم تحدث ابراهيم ناصر نائب منسق التيار في فرنسا فاعتبر ان تشكيل المحكمة الدولية للاقتصاص من قتلة الرئيس الحريري يحظى بموافقة الاغلبية الساحقة من اللبنانيين وهو مطلب غير خاضع لاي نوع من المساومة. كذلك اعتبر ان اليوم الذي تنشأ فيه هذه المحكمة سوف يكون رمزا لانتصار العدالة و لوفاء اللبنانيين لتضحيات قادتهم ولاصرارهم على مواجهة سياسة القتل و الترهيب و عنوانا لتقدم المشروع السياسي لقوى الاغلبية على المشروع المضاد الهادف الى اعادة تسليم لبنان الى الوصاية السورية و تحويله ساحة لخدمة مصالح انظمة شمولية وقمعية.
اختتمت الندوة بحوار مطول مع الحضور اجاب خشان خلاله على اسئلتهم و التي تمحورت حول طبيعة رد المعارضة في حال اقرار المحكمة في مجلس الامن و احتمال ضلوع اطراف داخلية في الجرائم السياسية و تداعياته و ما اذا كان للنظام السوري من خيارات متبقية لمنع قيام المحكمة.