بعد يومين من التصريحات التي أدلى بها هاشمي رفسنجاني في “مجلس خبراء القيادة”، فقد راجت شائعات في إيران حول “صفقة من تحت الطاولة” بين هاشمي رفسنجاني، الذي يرأس “مجلس تشخيص مصلحة النظام” و”انقلابيي يونيو 2009″ كما يسميهم الإيرانيون. ولكن “فائزة هاشمي”، إبنة هاشمي رفسنجاني، تنفي بشدة تلك الشائعات في مقابلة أجراها معها موقع “روز أون لاين” المعارض. وتؤكد فائزة هاشمي أنه لم يتم التوصّل إلى أية تسوية وأنه “في ظل الظروف الراهنة، ليست هنالك إمكانية لأية تسوية لا تأخذ بالإعتبار حقوق الشعب والأذى الذي لحق به”.
وقد طلبت فائزة رفسنجاني من الجميع “أن يتحلّوا بالصبر وأن يسمحوا للسيد رفسنجاني بمتابعة الأمور على طريقته”. كما شدّدت على أنه “في ضوء النقاط المشتركة بين مطالب السيد رفسنجاني ومطالب الحركة الخضراء، فإنه يمكن إعتبار رفسنجاني عضواً في حركة الشعب الخضراء”!
في ما يلي نص المقابلة مع فائزة هاشمي، وهي عضو سابق في “مجلس الشورى” ورئيسة تحرير جريدة “زان” (“المرأة”) اليومية المحظورة حالياً.
روز: السيدة هاشمي، لماذا امتنع السيد رفسنجاني عن إلقاء خطب الجمعة طوال الأشهر الماضية؟ بعض التقارير تفيد أنه لم يعد مسموحاً له بالمشاركة في إلقاء خُطب الجمعة؟
فائزة هاشمي: حسب علمي فلم يُفرَض حظر على مشاركة السيد هاشمي رفسنجاني في خطب الجمعة. وقد اتخذ، هو نفسه، قراراً شخصياً بعدم حضور صلوات الجمعة لتجنّب التسبّب بأي ضرر للجمهور. فلسوء الحظ، فقد تعرّض عدد كبير من الناس للضرر والإضطهاد أثناء إلقائه آخر خطبة جمعة له.
روز: بعض الناس يتّهم رفسنجاني بأنه توصّل إلى تسوية من تحت الطاولة؟
فائزة هاشمي: ليس صحيحاً أنه تم توجيه مثل هذه الإتهامات له. فسجلّه الشخصي وتاريخ الثورة، سواء قبل الثورة أو بعدها، يكشفان أن السيد هاشمي لا يساوم إطلاقاً حول حقوق الشعب. ولو كان الأمر كذلك، لما كان تعرّض لكل هذه الهجمات. أنظروا إلى وسائل الإعلام. إن الهجمات الأكثر تطرّفاً حاليا تتوجّه ضد السيد هاشمي وعائلته وذلك من جانب أفراد ووسائل إعلام لم يتصرّفوا بصورة نزيهة أثناء الإنتخابات. إن المبدأ الذي يمثّله السيد هاشمي هو التمسّك بحقوق الشعب، ولو كان ذلك على طريقته الخاصة.
روز: ولكن المجتمع يتوقّع من السيد هاشمي أن يعلن عن وجهات نظره بطريقة شفّافة في الظرف الحالي؟
فائزة هاشمي: لقد أعلن الشيد هاشمي وجهات نظره إبان خطبة الجمعة الشهيرة التي ألقاها. ولكن علينا أن نلاحظ أن لكل شخص أسلوبه المميز وطريقة تفكيره المميزة وينبغي أن تنسجم توقّعاتنا من الشخص المعني مع شخصيته ومع مركزه. من الأفضل أن نتحلّى بالصبر وأن نسمح له بأن يتصرّف إنطلاقاً من حكمته الشخصية، وأن نتيح له أن يتصرّف بطريقته.
روز: سأسألك سؤالاً مباشراً أكثر حول موقف السيد هاشمي في الصراع السياسي الجاري حالياً في إيران. هل هاشمي رفسنجاني عضو في حركة المعارضة الشعبية الخضراء؟
فائزة هاشمي: لقد أعلن السيد هاشمي وجهات نظره في خطبة الجمعة الشهيرة وعبر زيارات أخرى قام بها. وهو يريد أن يتم إقناع الجمهور، وأن يتم التجاوب مع مطالب المحتجّين، وأن تتم معالجة الأضرار التي تعرّض لها الناس وأن يتم إطلاق سراح السجناء الأبرياء. إن كل هذه المطالب هي مطالب المحتجّين ومطالب الحركة الخضراء.
روز: هل يعني ذلك أنه يعتبر نفسه عضواً في الحركة الخضراء؟
فائزة هاشمي: لا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال، ينبغي أن تُوجّه السؤال له. ولكن المطالب التي عبّر عنها هي نفس المطالب التي عبّرت عنها الحركة الخضراء.
روز: ما رأيك الشخصي؟ هل يمكن إعتبار السيد هاشمي واحداً من “الخُضر” وعضوا في حركة المعارضة الشعبية الخضراء؟
فائزة هاشمي: حيث أن الحركة الخضراء تملك مطالب مشتركة مع وجهات نظر السيد هاشمي المعلنة، فإنه يُمكن إعتباره واحداً من “الخُضر””. ولكن السيد هاشمي يملك مركزا معيناً، وهو يتصرّف عادة على نحو يتجاوز مثل هذه التسميات.