أعظم إنجازات “الكافر” ياسر عرفات أنه خلق للفلسطينيين “كياناً” محترماً تعترف به الدول العربية (ولو على مضض، أحياناً) وتتعامل معه دول العالم، ويشعر الفلسطيني المشرّد أنه “كيانه” الخاص. وكان ذلك إنجازاً إستثنائياً لشعب موزّع في كل بلدان العالم، وعلى مدى الخريطة العالمية.
أخطاء عرفات كانت كثيرة أو قليلة، ولكنه لم يفرّط يوماً بوحدة الشعب الفلسطيني واستقلاليته. في فترة عمّان، كما في فترة بيروت، كان كثيرون يتوقّعون الصدام الحاصل ولا بد بين “فتح” و”الشعبية” و”الديمقراطية”، وغيرها.. لكن عرفات كان يعرف دائماً أن يحول دون الصدام بين الفلسطينيين لأنه كان يفهم أن الصدام الفلسطيني-الفلسطيني يعني عودة الشعب الفلسطيني إلى حالة الشرذمة والتقاسم بين أنظمة المنطقة التي كان يعيشها قبل حرب 1967 وقبل معركة “الكرامة” تحديداً.
الجميع سلّم بـ”منظمة التحرير الفلسطينية” كـ”كيان” للفلسطينيين، بدءاً بالرئيس جمال عبد الناصر، والملك حسين.
نظام عربي واحد لم يسلّم يوماً بأن تسلبه منظمة التحرير الفلسطينية “رسالته الخالدة”. وهو نفس النظام الذي “يستضيف” اليوم خالد مشعل. حافظ الأسد لم يقبل بمنظمة التحرير، وبقيادة “فتح” لها، فقام بمحاولة لاغتيال أبو عمّار، يقال أن جورج حبش هو الذي أبلغ عرفات عنها. ثم اصطدم مع الفلسطينيين في بيروت، والبقاع، وطرابلس، ولكنه لم يفلح في كسر “المنظمة!
كان حافظ الأسد يعتمد على “ورقة محروقة” هي “أحمد جبريل”.
بشّار الأسد يعتقد أن خالد مشعل سيحقّق له ما عجز والده عن تحقيقه: كسر منظمة التحرير وإقامة “مرجعية بديلة” يكون مقرّها في دمشق، أو في قطر(أو في قناة “الجزيرة” بزعامة الشيخ القرضاوي)! أي أن تصبح قضية الشعب الفلسطيني “ملفاً أمنياً” للنظام السوري أو “ملفّاً للمقايضة” في يد أمير قطر!
وعندها تصبح “غزّة” جزءاً من “الأمن الوطني الإيراني” كما صرّح السيد علي خامنئي في مطلع أزمة غزة. “منظمة التحرير”، بفسادها وترهّلها تظل “صناعة عربية”! مشروع خالد مشعل مشروع إيراني- سوري!
ردود الفعل من داخل “حماس”، ومن “الجهاد الإسلامي”، ومن “الجبهة الديمقراطية” تعني أن الفلسطينيين يدركون مخاطر “نحر” منظمتهم بأيديهم.
بين ردود الفعل الفلسطينية المدافعة عن “منظمة التحرير الفلسطينية” برز “صوت نشاز”، هو صوت ممثل “حماس” في لبنان، أسامة حمدان، الذي قرأ على اللبنانيين بياناً يبدو أن “حزب الله” كتبه له.
أسامة حمدان “صدّق” أنه انتصر، فقرّر أن يعطي دروساً للبنانيين حول موقفهم من حرب غزة، وحول نهر البارد. كلام أسامة حمدان المحذّر من “التعاطي مع قضية اللاجئين في لبنان من زاوية أمنية” لا يعني سوى التحذير من المساس بسلاح “السوري” أحمد جبريل الذي “يصادف” أن سلاحه موجود في أي مكان عدا “مخيّمات اللاجئين”، أي في “الناعمة” والبقاع، والحدود مع سوريا. متى أصبح “أحمد جبريل” لاجئاً فلسطينياً؟ هذا كله “نسخة طبق الأصل” عن تلفزيون “المنار الإلهي”! وهو يعني أن “حزب الله” لا يوافق على “سحب السلاح الفلسطيني الموجود.. خارج المخيمات”!
“الشفّاف”
*
نبدأ هذا العرض الإخباري بالصوت “النشاز”:
حمدان يدعو الى فتح حوار لبناني-فلسطيني شامل
دعا ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان الجمعة “الى الإسراع في فتح حوار لبناني-فلسطيني شامل، وعدم اقتصاره على طرف فلسطيني واحد اعتاد التنازل والتفريط بحقوق شعبنا”، مطالبا ً الحكومة اللبنانية “الإسراع في اعادة إعمار مخيم نهر البارد إعمارا لا يخنق شعبنا كما نسمع عن كثير من المخططات”.
ورفض حمدان “التعاطي مع قضية اللاجئين في لبنان من زاوية أمنية”، معتبرا ً ان “الذي يصر على التعاطي مع الشعب الفلسطيني من زاوية أمنية عليه أن يسأل نفسه ماذا كان موقفه من العدوان على غزة”، مشيرا ً الى ان “الفصائل الفسطينية وبعد الإنتصار الكبير الذي تحقق في غزة، خطت خطوات كبيرة نحو تشكيل مرجعية فلسطينية تعمل ضمن اطار واحد، يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه وترعى مصالحه في لبنان”.
كما شدد حمدان ان “حماس مستعدة لأي مصالحة فلسطيينية-فلسطينية، شرط أن تكون مبنية على أساس حفظ المقاومة وسلاحها، وأن تكون مصالحة حقيقية تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، وليست مصالحة عاطفية كما يريدها البعض الآن”.
*
غازي حمد: الإنقسام سيشكل ضربة قاصمة للمشروع الوطني الفلسطيني
دبي (ا ف ب) – قال القيادي في حركة حماس غازي حمد السبت انه يعارض دعوة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل لاقامة مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها دوليا ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني.
وقال حمد في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية القطرية “انا شخصيا لا اقبل ان يكون هناك تعميق للانقسام الفلسطيني (..) يجب ان نعود الى لغة الوحدة وهذا سيكون فيه فائدة استراتيجية وطنية لحماس ولفتح وللمشروع الوطني الفلسطيني”.
واكد غازي حمد وهو متحدث سابق باسم حماس ويعد من “المعتدلين” انه يتحدث باسمه الشخصي وليس باسم قيادة حماس.
وكان يرد على اسئلة حول اعلان مشعل الاربعاء في الدوحة عزمه بالتعاون مع فصائل فلسطينية اخرى اقامة اطار جديد “يمثل فلسطينيي الداخل والخارج” بدلا من منظمة التحرير الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم فتح المتصارعة مع حماس.
وقال غازي حمد “المشكلة ليست في منظمة التحرير الفلسطينية. هناك مشكلة في المؤسسة الامنية وفي النظام السياسي الفلسطيني وفي كل جانب من جوانب حياتنا”.
وراى حمد ان الحل يكمن في استئناف “الحوار الوطني” الذي “يمكن ان يحل كل المشاكل القائمة”. وحذر من ان “الساحة الفلسطينية ليست بحاجة الى مزيد من الانقسام” الذي “اعتقد انه سيشكل ضربة قاصمة لما يسمى المشروع الوطني الفلسطيني”. واكد ان “الشعب الفلسطيني مل من حالة الانقسام”.
وتضم منظمة التحرير الفلسطينية ابرز التنظيمات الوطنية الفلسطينية وهي تشرف على السلطة الوطنية الفلسطينية. وتهيمن على منظمة التحرير حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بيد ان حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ حزيران/يونيو 2007 لا تنتمي الى منظمة التحرير.
ورفض قيادي في حركة الجهاد الاسلامي في غزة تماما فكرة انشاء منظمة بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية رغم ان الجهاد لا تنتمي الى المنظمة.
وقال خالد البطش للجزيرة “نحن لسنا مع الغاء منظمة التحرير الفلسطينية (..) نحن لسنا مع اذابة المنظمة او الغائها او ايجاد بديل عنها”. واضاف “نحن ندعو الى تفعيلها واصلاحها وفقا لمقتضيات الحال الفلسطيني الراهن الذي يعيش تحت الاحتلال”.
كما عبر رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في تصريحات للجزيرة عن تحفظه على الفكرة التي طرحها مشعل. وقال “هناك فارق بين الحديث عن بدائل لمنظمة التحرير وهذا يتعاكس مع الاجماع الوطني والشعبي القائم الان بعد العدوان على غزة الداعي الى التوحد في مواجهة فصول العدوان”.
واضاف ان “موضوع منظمة التحرير الفلسطينية مدرج كنقطة رئيسية في الحوار الوطني الشامل الذي يجري العمل من اجل التئامه باسرع وقت ممكن”.
*
· الجبهة الديمقراطية: منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني انجاز تحقق بدماء عشرات آلاف الشهداء والجرحى.
· الرد على جرائم الاحتلال في قطاع غزة بالتوجه للحوار والوحدة وليس بتعميق الانقسام واصطناع مرجعيات بديلة.
صرح رمزي رباح، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بما يلي:
شعبنا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الشتات، وفي قطاع غزة الصامد بالذات ينتظر من قيادات الفصائل الفلسطينية مواقف مسؤولة بمستوى الصمود والمقاومة والتضحيات، لإنهاء المعاناة والتوحد في مواجهة العدوان الإسرائيلي المدمر وتداعياته، مواقف تعبر عن المصلحة الوطنية الفلسطينية أولاً وقبل كل شيء وبعيداً عن الضغوط والتدخلات العربية والإقليمية ومحاولة إسقاط خلافاتها على الفلسطينيين.
إن التصريحات الأخيرة حول مرجعيات بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية تتعاكس مع الإجماع الوطني والشعبي لأنها تضع العصي والعراقيل في طريق الحوار الوطني الشامل الذي بات استحقاقاً مطروحاً على جميع القوى والفصائل في حوارات القاهرة الأخيرة والاتفاق على تحديد الثاني والعشرين من شباط/ فبراير موعداً للبدء بالحوار الوطني الشامل، كما يتعاكس مع الدعوة التي بادرت لها القيادات الفلسطينية للفصائل والشخصيات الوطنية وفعاليات الضفة الغربية والذي تضمنها “النداء الوطني” الصادر عنها بالدعوة للحوار الفوري وإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة.
إن الاستجابة لنداء العقل والحكمة والمصلحة الوطنية يتطلب التراجع عن مثل هذه الدعوات والمواقف التي تعمق الانقسام في الساحة الفلسطينية وتقطع الطريق على جهود الحوار الوطني وإعادة بناء الوحدة.
إن مطالبتنا بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني يهدف إلى تفعيل وتطوير وتجديد مؤسساتها بوصفها الكيان السياسي الجامع للشعب الفلسطيني داخل الوطن وفي الشتات، وتجاوز سياسة الانفراد واحتكار القرار وتهميش دور المنظمة ومؤسساتها. لذلك فإن أي محاولة للانتقاص من شرعية المنظمة أو إضعاف مكانتها التمثيلية ستشكل خسارة للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الثابتة، ولحقه في التمثيل المستقل كشرط لا غنى عنه لممارسة حقه في تقرير المصير وهذا ما يرفضه شعبنا.
إن إصلاح بيتنا الفلسطيني بدلاً من تدميره هو خيار الإجماع الوطني والشعبي، وأحد العناوين الرئيسية المدرجة على طاولة الحوار الوطني الشامل من خلال انتخاب مجلس وطني فلسطيني جديد وفق قانون التمثيل النسبي الكامل وإجراء انتخابات شاملة في مؤسسات م.ت.ف وسائر المنظمات الشعبية والنقابية الفلسطينية.
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
المكتب الإعلامي/ قطاع غزة
30/1/2009
غازي حمد و”الجهاد” و”الديمقراطية” ضد مشعل وأسامة حمدان يقرأ “مزامير” حزب الله
تعليق الشفاف على الخبر هو الذي يجعل القاريء يفهم الخير. لولا التعليق لما أمكن فهم الخبر ومحتوى افقه…
شكرا للشفاف رائعة الأعلام العربي …