أثارت حوادث عرسال الاخيرة موجة استياء عارمة بين اللبنانيين من النازحين واللاجئين السوريين في ضوء ما تم نشره من أخبار من ان عددا من هؤلاء النازحين خرج من المخيمات التي تستضيفهم في عرسال ليقاتل الى جانب المسلحين والارهابيين الذين اجتاحوا البلدة ومارسوا ابشع انواع الاعتداءات على المدنيين داخل البلدة، وعلى القوى الامنية اللبنانية قتلا وخطفا.
المعلومات تشير الى ان معظم القرى والبلدات والمدن اللبنانية بدأت باتخاذ تدابير مشددة في حق هؤلاء، بدءا من القرارات التي تحد من حركتهم ليلا بشكل خاص، وصولا الى تطبيق قواعد البيانات في حقهم والزامهم بشروط الاقامة الطبيعية في الاماكن التي يقيمون فيها.
وتضيف ان التدابير تتفاوت بين منطقة وأخرى، حيث ان معظم القرى التي تستضيف لاجئين سوريين بدأت بإجراءات حراسة ليلية يقوم بها شبان القرية ويتناوبون على مدار الساعات الاربع وعشرين في حراسة نقاط الوصل والمفارق الرئيسة في البلدة، وتعمل السلطات المحلية من بلديات وسواها على تأمين الغطاء القانوني لهؤلاء الشبان خصوصا ان من بينهم من يحمل السلاح ليلا.
تزامنا بدأت البلديات بإجراء مسح احصائي لاعداد اللاجئين كل بلدية في نطاق عملها، والزام الذين يستأجرون.منازل من بينهم بعدد محدد للإقامة في المأجور، وأي أعداد إضافية يجب ان يتم إبلاغ السلطات البلدية بها، إضافة الى الزام اللاجئين بشروط الاقامة القانونية بما ينزع عنهم صفة اللاجئين، لجهة المرور عبر الدوائر الامنية اللبنانية للاستحصال على بطاقة تعريف للدخول الى لبنان وتجديد البطاقة عند انتهاء صلاحيتها.
ومداهمات أمنية
وفي سياق متصل تقوم الاجهزة الامنية اللبنانية بحملة مداهمات متفرقة في سائر المناطق اللبنانية لمقرات إقامة اللاجئين وحيث تشتبه بأي أنشطة غير قانونية يقوم بها هؤلاء، وتمكنت من توقيف العديد من اللاجئين من المنتمين الى تنظيمات مسلحة سورية ومصادرة كميات من الاسلحة خصوصا في قضاء جبيل، وتفكيك شبكة سورية من اكثر من 200 لاجئ متورطين في تخزين السلاح في منزل احدهم.
من جهة ثانية يواصل رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط جولاته في قرى وبلدات الانتشار الدرزي في جبل لبنان واقليم الخروب لحث الانصار والمؤيدين على توخي أقصى درجات الحيطة والحذر في التعاطي مع مسألة النازحين واللاجئين السوريين ومنع أي احتكاك معهم والعودة الى الاجهزة الامنية اللبنانية لدى وقوع اي إشكال من اي نوع مهما كان حجمه.
وتشير المعلومات الى ان جنبلاط يحذر ابناء القرى والبلدات الدرزية من تغلغل انصار تنظيم “داعش” الارهابي في صفوف اللاجئين السوريين واستغلال هؤلاء الوضع الانساني او المذهبي لاثارة فتنة بين الدروز ومواطنيهم الشيعة خصوصا عناصر حزب الله في المناطق المتداخلة بين الشيعة والدروز.