قالت مصادر امنية على صلة بالتحقيات الجارية في جريمة القاع التي نفذها ثمانية إنتحاريين، إن البلدة لم تكن مستهدفة، مشيرة الى ان الصدفة وحدها هي التي كشفت مخططات الارهابيين.
واشارت المعلومات الى ان الارهابيين الاربعة الذين فجروا انفسهم الساعة الرابعة فجرا، كانوا يعتزمون سرقة جيب من نوع شيروكي، من منزل آل مقلد، وهم من بلدة جرجوع الجنوبية ويقيمون في القاع حيث يعملون في الزراعة في مشاريع القاع.
وتضيف ان آل مقلد كانوا يحيون “ليلة القدر”، ما ادى الى تنبه شادي مقلد لوجود غرباء في محيط المنزل. وحين سألهم من يكونون، اجابه احدهم بلهجة غريبة انهم من مخابرات الجيش اللبناني.
شادي مقلد لم يقتنع بانتماء الانتحاريين لمخابرات الجيش، خصوصا انهم كانوا يقتربون من سيارة الجيب، فبادر باطلاق النار في اتجاههم، فردوا عليهم واصابوه بيده، قبل ان يتقدم انتحاري ليفجر نفسه، فيصيب والد شادي بجراح، بعد ان كان خرج الى شرفة المنزل مستطلعا سبب إطلاق النار.
وعلى الاثر هرع بعض الاهالي والمسعفين الى مكان الانفجار، وبدأت تكر سبحة التفجيرات الانتحارية، لتصل الى اربعة، موقعة خمسة قتلى وعدد من الجرحى.
وتضيف المعلومات ان الانتحاريين ولو ارادوا استهداف البلدة لما كانوا قصدوها الساعة الرابعة فجرا، خصوصا ان غالبية السكان هم من المسيحيين، ولا يقيمون السحور، وطرقات البلدة وشوارعها واماكنها العامة خالية في مثل هذه الساعة من الليل.
وتشير الى ان اربعة انتحاريين كانوا ما زالوا مختبئين في البلدة، التي انسحب منها الجيش اللبناني نهارا، ودخلتها ما يسمى “سرايا المقاومة”، وعملت على تمشيط احياء البلدة وشوارعها، فحاصرت الانتحاريين في وسط البلدة. عندها بدار احدهم الى رمي قنبلة في اتجاه الكنيسة حيث كانت تجري ترتيبات مراسم دفن الشهداء من ابناء البلدة في اليوم التالي، ثم فجر حزامه الناسف وهو على دراجة نارية، ليعقبه انتحاري آخر، صاح بالاهالي لينذرهم بوجود إشكال في مكان آخر، حيث هرع الاهالي الى المكان الذي ارشدهم اليه الانتحاري، ليفجر حزامه الناسف، من دون ان يتسبب بوقوع ضحايا، ثم اعقبه رفيقاه، مفجرين أحزمتهما الناسفة متسببين بسقوط عدد من الجرحى.
المصادر الامنية قالت إن وجهة الارهابيين لم تكن بلدة القاع، وهم كانوا يريدون سرقة سيارة لينتقلوا بها الى مكان آخر، لم يتم تحديده بعد، في انتظار استكمال التحقيقات.