أعربت مصدار سياسية في بيروت تخوفها من المسار الذي بدأت تأخذه التحقيقات الجنائية في بلغاريا، خصوصا لجهة تظهير الشرطة البلغارية الرسم التقريبي لمنفذ الهجوم الانتحاري في ١٨ تموز الماضي والذي استهدف سياحا اسرائيليين في بلغاريا واسفر عن مقتل ٥ منهم وسائق حافلة بلغاري، علاوةً على الانتحاري.
المصادر اعتبرت ان أصابع الاتهام بدأت تتجه نحو حزب الله وإيران، إنطلاقا من اختيار مكان الهجوم حيث اكتشفت الشرطة الاوروبية ان نظيرتها البلغارية ليست مجهزة ولا مدربة كفاية لكي تكشف جرائم من النوع الارهابي المتطور والمعقد، فكان ان بادر الاتحاد الاوروبي الى مد يد العون بالخبرات التقنية والمعدات الكتطورة التي ساهمت في تظهير صورة منفذ الهجوم الانتخاري، إضافة الى فحوصات “دي ان اي” التي تسمح بالتعرف الى المنطقة التي ينتمي اليها الانتحاري.
وتضيف المصادر ان اللبنانيين، رسميين ومواطنين، يمسكون قلوبهم ويتمنون ان يكون لا حزب الله متورطا او ضالعا في الهجوم على السياح الاسرائيليين في في بلغاريا لما لهذا الامر من تداعيات سلبية على لبنان.
ويقول احد النواب اللبنانيين، أن امين عام حزب الله وفي خطابه الاخير، وما قبله، كان ينتظر الاشارات البلغارية، التي بدأت ملامحها تشير بأصابع الاتهام الى حزبه، وكان ان تزامن الخطاب مع تفجير المقر الامني في دمشق، ما انعكس توترا ظاهرا في خطاب نصرالله، فخرج عن النص وبكى “رفاق السلاح في دمشق”، حسب تعبيره.
إلا ان الاخطار التي تحدث عنها النائب اللبناني تشير الى ان إسرائيل ستكون لديها الحجة عالميا للإنقضاض على لبنان وعلى حزب الله، في حرب تحاكي ما جرى عام 1982، وليس ما جرى عام 2006، حيث شارك الجيش الاسرائيلي بأكمله في حرب العام 1982، وليس 3 فيالق على غرار حرب 2006.
ويضيف النائب، ان لبنان غير موجود حاليا على أي أجندة عالمية، وتاليا سيكون مستفردا في المواجهة مع إسرائيل، خصوصا أن سوريا الحالية تمثل عائقا إضافيا أمام حزب الله لجهة توفر خطوط الامداد العسكري.
اما على المستوى السياسي، يقول النائب، إن قطر على سبيل المثال التي دعمت لبنان سياسيا وماليا في حرب العام 2006، قال رئيس وزرائها ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم للرئيس سليمان، “ما الذي فعله لكم إين العطيه لكي تعتقلوه وتوقفوه؟“، في إشارة الى المواطن القطري الذي اتهمتهت السلطات اللنبانية بالتورط في دعم الارهاب والثوار السوريين.
ويضيف النائب إذا كان هذا موقف قطر، فما بالك بسائر الدول العربية؟!!!
اما على المستوى العالمي فإن تداعيات ومسار الثورة السورية يتصدران الاهتمامات الدولية ما يضع لبنان في مرتبة متدنية لجهة الدعم الذي قد يلقاه في مواجهة أي هجوم إسرائيلي مرتقب ردا على عملية بلغاريا الانتحارية.
ويضيف ان حكومة الرئيس ميقاتي التي تفتح لها الابواب الاوروبية والعربية تدريجيا، بسبب عدم وجود أي إرادة خارجية لزعزة الاستقرار في لبنان تحت أي ذريعة كانت، ستجد نفسها محرجة أمام “الإتحاد الأوروبي” بوجود حزب متهم بالارهاب في صفوف وزرائها! ما سيضع الرئيس ميقاتي في عزلة جديدة، فضلا عن التداعيات على حزب الله حيث سيتم إدراجه على لائحة المنظمات الارهابية اوروبيا، ما يضيق الخناق اكثر فاكثر على الحزب، بعد أن أقفلت في وجهه الولايات المتحدة والخليج العربي.