فى تاريخ المسلمين “عليان”: “علي بن ابى طالب” الأسطوري الموجود فى عقول الشيعة، وهو الشخصية التى تم فبركتها فى كتاب “بحار الأنوار” الخرافي، والذى انتهى “المجلسي” من تأليفه فى ١٦٩٠ ميلادية فى العهد الصفوي. وبناءً على الكتاب الضخم المكون من ١١٠ مجلدات، فإن علي بن ابى طالب يحمل الصفات التالية:
١- ولادته داخل الكعبة.. وهو شرف لم ينله رسول الله
٢-تم اختياره من الله كخليفة للمسلمين بعد رسول الله.. واحتفلت السماء وملائكتها بتعين علياً إماماً وخليفةً.. فى حين انه اجتمع رهط من العرب البدو فى سقيفة بنى ساعده واختاروا “ابو بكر” رغماً عن إلاراده الإلهية! وتم اعتماد رأي البدو.
٣- يمتلك صفات إلهية خارقه، كمحاربته ٣٥ مقاتلاً فى آن واحد وقتلهم فى واقعه بدر.. وحمله لـ”باب خيبر” الذى يزن الأطنان، ومحاربته للجن والإنتصار عليهم، وسماع الرسول لصوت علي بن ابى طالب عند عروجه الى السماء! بل رؤيته لمناقب علي وذلك على هيئة جمال تحمل ذهباً. إضافةً الى المعاجز الكثيرة التى تُنسب اليه كَعلمِهِ للغيب وأنه كان يطوي الأرض حتى يختصر المسافات… و.. و
٤- داهية علميا وبلاغيا: ويستند اصحاب هذا الإعتقاد على كتاب “نهج البلاغة” الذي تم تأليفه من قِبل العالم اللغوي “الشريف الرضى” بعد ٣٥٠ سنة من وفاة الإمام علي. بالرغم انه لم يتم تدوين أى خطبة للرسول او لأبي بكر أو لعمر أو لعثمان او لعلى بن ابى طالب، ولم يتم حتى يومنا هذا العثور على اي مخطوطه لخطبهم!
والسؤال الذى يطرح نفسه هو: من اين استقى الشريف الرضى معلوماته بعد مضى اكثر من ٣٠٠ عام من وفاة علياً؟ أغلب الظن أنها بنات أفكاره واطلاعاته على فلسفة أرسطو وأفلاطون وغيرهما. ونسب أقوالهم الى الامام على، وهي اقوال ومواعظ معروفة ومدونة قبل ولادة علي بـ ١٠٠٠ سنة!
٥- ان الله يعرض على الامام علي خلقَ أي كائن. لذا يكون حاضراً عند ولادته ومماته!
٦- يُدخل أنصارَهُ ومريديه الجنة فى يوم الحساب، لأن الله يعطيه هذه الصلاحية!
والآن دعونا نتحدث عن على بن ابى طالب التاريخي، والذى تروي عنه كتبُ التاريخ عند الشيعة والسنة، وبعيداً عن الخوارق والمعجزات.
١- رابع الخلفاء الراشدين. حكم مدة ٥ سنوات وبضعة اشهر، ولم يبايعه جميع المسلمين. فقد بايعهُ أهلُ “المدينة” فقط ورفضَ اهلُ الشام تعينه خليفةً للمسلمين، الأمر الذى أدى الى إشعال ثلاثة حروب اهلية طاحنة استنزفت الأنفس والأموال وجرّت الأمّة نحو هاوية الكساد الاقتصادي والاجتماعي والفقر.
٢- نَقلَ الخلافة من “المدينة” الى “الكوفة”، وبذلك خرب التركيبة الإدارية والسياسية حيث كانت “المدينة” مركزاً للخلافه الإسلامية على مدى ٣٥ سنة، اتخذها رسول الله عاصمةً للخلافة، ومن بعده أبو بكر وعمر وعثمان وتكوّن فيها الجيش الذي توسّع فى عهد عمر وفتَحَ بلاد الفرس والروم وشمال إفريقيا كما كان “بيتُ المال”
فى “المدينة”.
وكان سببُ نقلهِ لمركز الخلافة الى “الكوفة” هو الحد من بسط نفوذ معاوية، الذي كان والياً على الشام على مدى اكثر من عشرين عاماً، على العراق. كان الأحرى بـ”علي” نسيانَ خلافاته الشخصية مع معاوية والاهتمام بتطوير دولته، وهذا ما لم يحصل إطلاقاً بسبب الحروب الأهلية الثلاث: “الجمل:، و”صفين”، و”النهروان”، التي أنهكت الدولة. لهذا السبب لم تتوسع الدولة الإسلامية على أيام الإمام علي. بل توسعت، ووصلت إسبانيا الحالية، أيام حكم معاوية بعد مقتل علي!
٣- كلفت الحروبُ الثلاثة المسلميَن ما بين ١٢٠ الى ٢٥٠ ألف مسلماً باختلاف المؤرخين، إضافةً الى هزيمة الإمام علي سياسياً فى “صِفين” أمام معاوية، وتمرد الجيش عليه وإجباره على التحكيم حقناً للدماء وتركه ساحة القتال. وبذلك فقدَ شخصيَّته ووقارَه كخليفة وقائد.
٤- حارب الذين خالفوه واتهمهم بأنهم “خوارج”مع انهم شاركوا فى كثير من الفتوحات الإسلامية!
اذا كان هذا الإمام، وتاريخه مليء بالإخفاقات والزلات، هو مثلُ الشيعة الأعلى، فلا عجب من فشل الشيعة فى إدارة دولهم! والدولة الحمدانية والفاطمية والبويهية والصفوية والجمهورية الإسلامية، والعراق الحالي خير أدلة وشواهد!
“عليّان”: الأسطوري والتاريخيمقال طريف لا اعترض عليه ولكن لدي تعليق على جملة واحدة: يقول كاتب المقال ( بالرغم انه لم يتم تدوين أى خطبة للرسول او لأبي بكر أو لعمر أو لعثمان او لعلى بن ابى طالب، ولم يتم حتى يومنا هذا العثور على اي مخطوطه لخطبهم) هذا كلام غير علمي. لأن خطب الرسول وأحاديثه وما قاله وحتى الذي لم يقله تمّ تدوينه في كتب الصحاح والأحاديث والسنة. وكلنا نحفظ خطبة الرسول حين قال عنه الأنصار انه لم يعدل لأنه قسم الغنائم بتحيز للمهاجرين. بل من لم يحفظ على ظهر قلب خطبته في حجة الوداع؟؟ كتاب بحار الأنوار والكافي من… قراءة المزيد ..