هل هي محض صدفة أن يتم “الإعلان” عن تفكيك صواريخ “إس-٣٠٠”، أي عن إلغاء الصفقة الروسية-الإيرانية الشهيرة، عشية الضربة الغربية لنظام الأسد؟ أم أن روسيا “سحبت يدها”، وبصورة مذلّة للإيرانيين، من أي مخطط إيراني لمواجهة الغرب؟
وكانت معلومات هنا في باريس قد تحدّثت، اليوم، عن إرسال زواق إيرانية سريعة لحصار مضيق هرمز إذا ما نفّذت الولايات المتحدة وحلفاؤها تهديدها بضرب منشآت عسكرية في سوريا.
الإحتمال الآخر هو أن روسيا خشيت من استخدام الصواريخ لحماية قوات “الباسداران” المنتشرة في سوريا، ولحماية قوات النظام السوري، وأجوائه (لمنع إقامة منطقة حظر جوي مثلاً)، مما سيورّط روسيا في مواجهة مع الغرب.
للوهلة الأولى، يوحي الإعلان الروسي بأن محادثات الأمير بندر مع الرئيس بوتين لم تكن “ذات طابع فلسفي” كما أعلنت مصادر روسية في حينه! ولم تكن فاشلة كما سرّبت مصادر صحفية (بيروتية) قريبة من النظام السوري!
الشفاف
*
اعلن فلاديسلاف منشتشيكوف مدير عام شركة الماز-انتي الروسية لصناعة السلاح الخميس انه تم تفكيك صواريخ اس-300 الروسية التي كان من المفترض تسليمها لايران.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن منشتشيكوف قوله “الصواريخ التي كان يجب ان ترسل الى ايران لم تعد موجودة، لقد تم تفكيكها”.
واشار الى انه لا يمكن بيع الصواريخ التي يتم تصنيعها لعميل معين الى عميل اخر كونه “يتم تجميعها بطريقة معينة وتجهيزها ببرمجيات محددة”.
وبعد توقيعه العام 2007، الغت روسيا العام 2010 عقد تسليم صواريخ اس 300 لايران بقيمة تناهز 800 مليون دولار تطبيقا لقرار للامم المتحدة تضمن فرض عقوبات جديدة على طهران على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.
وانتقدت ايران يومها هذا القرار، متهمة موسكو بالرضوخ لضغوط الولايات المتحدة واسرائيل.
وفي ما يتصل بهذا العقد مع ايران الذي الغته موسكو، لجات طهران الى محكمة التحكيم الدولية في جنيف وتطالب موسكو بتعويض قيمته اربعة مليارات دولار.
ولو سلمت هذه الصواريخ لايران لكانت قادرة على اعتراض الطائرات او الصواريخ الموجهة، وبالتلي عرقلة اي مشروع للولايات المتحدة او حلفائها لفرض منطقة حظر جوي على سوريا او للتدخل عسكريا في هذا البلد.
وكانت اوروبا والولايات المتحدة واسرائيل عارضت هذا العقد حول صواريخ اس 300 بحجة ان هذا النظام الموازي لنظام صواريخ باتريوت الاميركية سيتيح لطهران الدفاع بفاعلية عن منشاتها النووية في حال تعرضت لضربات جوية.
واحتجت اسرائيل وواشنطن ايضا على نية موسكو تسليم صواريخ اس 300 الى سوريا.